عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-10-2002, 03:11 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

عندما نتحدث عن الحركات الإصلاحية فيجب أن نتذكر أنها جهود بشرية لا تخلو من الخطأ والزلل، وأعتقد أن على المنصف أن ينظر إلى هذه الحركات نظرة شمولية ليقيم الاتجاه العام للحركة، أهو في الاتجاه الصحيح أم لا؟ ثم إذا كان هناك خلل، فعليه أن ينتقد هذا الخلل أو هذه الجزئية من الحركة وليس الحركة كلها.

عودا على موضوع المناقشة فإني أعتقد أن حركة الإخوان اشتملت على الخير الكثير، فكانت فيها محاربة للخرافة التي عمت الأمة في بداية القرن، وكان فيها نشر للعلم، وسوف أتكلم عن ذلك في مشاركة مستقلة، وكان فيها إعادة الصلة بين الدين والسياسة التي كانت ولا تزال مجتمعاتنا تعاني من جراء فصلهما.

ولا شك أن بداية الحركة شهدت شيئا من عدم النضوج السياسي، وهو متوقع، حصلت فيه بعض الأخطاء، بتأثير حماس الشباب، والغيرة على الدين، مما أدى إلى الوقوع في أخطاء تاريخية، جعلت البعض من دعاة الإسلام يتخذون موقفا معاديا للإخوان.

ومما زاد الفجوة بين الجانبين وبين الوسط (والوسط هم هنا الإخوان نظريا) هو أنه بدأت في الشباب تعصبات لجماعة الإخوان، وانتصار لهم وإن كانوا على الخطأ، وهذا أيضا من الأمور التي تأخذ عليهم، وامتد هذا التعصب وازدادت هذه الفجوة، وعظمت بظهور أو انتشار تيارات إصلاحية أخرى، واتجاهات إسلامية مغايرة، إلى بداية التسعينات، حيث وجدنا أن حركة الإخوان بدأت تدخل مرحلة النضج السياسي، وبدأت تمشي بخطا الواثق، وكان ذلك إثر كثير من حركات التقويم الذاتي، واستجابة إلى طلبات المحاسبة.

وسوف أعود وأذكر مآثر الإخوان في مشاركة أخرى بإذن الله، وطبعا هذا رأيي الذي يقبل الموافقة والمخالفة، وما طرحته إلا لذاك.