عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 07-10-2002, 05:23 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

لم أقصد يا أستاذ "تشي" أن أقول إن الخطأ المذكور كان بلا دوافع.
ولكنه كان خطأ.
إن اللجوء إلى العنف الداخلي أثبت في جميع الأقطار العربية والإسلامية أنه لا تنتج عنه إلا كوارث تعيد المجتمع عشرات السنين إلى الوراء وتبعده عن النهضة الضرورية والتقدم.
لا فرق بين لجوء الضباط الأحرار إلى الانقلاب العسكري للوصول إلى السلطة وتفكير الأخوان بطريقة مماثلة في التعامل مع الخصوم كما في حادثة اغتيال النقراشي.
ولم تؤد هذه النزعة إلا إلى تسهيل تصفيتهم وإفساد الخطة الإصلاحية الأصلية التي قاموا على أساسها.
ولكن الحقيقة أن تلك الفترة كانت فترة العقلية الانقلابية عند الجميع،متدينين وعلمانيين.وكانت هي الفترة التي يؤمن فيها كل حزب أن خلاص المجتمع لا يتم إلا على يديه ولا يمكن أن يتم على يدي غيره ولا يمكن أن يشاركه غيره في عمله الإنقاذي.وأن المشاركة السياسية بين أطراف متعددة ممنوعة.إذ السلطة كانت "كحب الفريك لا يقبل الشريك"!
وفي اعتقادي أيضاً أن نصف القرن الماضي شهد ازدهار وهم كبير في الحركة الفكرية السياسية العربية يقول إن حل الأزمة الحضارية المزمنة يكون بضربة واحدة وبرنامج واحد ينفذه حزب واحد يصل إلى السلطة.لا يتحقق تقدم قبل وصوله ولا يحصل تأخر بعد وصوله!
وكان ثمة اعتقاد أن شعاراً واحداً هو الحل.وأظن أن التجربة أثبتت أن مسألة النهضة مسألة متعلقة بفعل جماعي وتعب اجتماعي وزمن وعرق وليس بحل وحيد سحري يتم بين عشية وضحاها.
ومن أحسن الأمثلة على ذلك قضية الوحدة :إن إزالة التجزئة هي بالفعل شرط النهضة ولكن هذه الوحدة ليست عمل حزب واحد أو حتى الشعب في بلد واحد فهي عمل شاق طويل للناس في هذه الكيانات التي سموها دولاً ولن يستطيع إنجازها لا حزب واحد ولا حتى شعب إقليم واحد.
ولم نذهب بعيداً؟فلنحاول أن نستفيد من تجربة الوحدة الأوروبية!