[الدلــnanaــوعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرني من تكون؟

أنت, نعم أنت يا هذا, أخبرني بالله عليك من تكون؟ لقد سمعت بأنك تأتي يوما بين الأحبة فتسلب القلوب وتتعب العقول ولا تريح الأبدان, ولم أسمع عنك يوما بأنك قد جمعت قلبين فقد علمت بأن هذا ليس من شيمك, فأي قسوة هي تلك؟ وأي شيء قد تكون؟
انتظر لحظة! لا تتحدث .. فقد علمت من تكون , نعم علمت بأنك ما لا نريدك أن تكون , نعم لا نريدك أن تكون أيها الوداع .
لقد سمعنا عنك كثيرا أيها الوداع, وقد سمعنا عنك أيضا بأنك تقرب منا كل ساعة أكثر و أكثر, فهل نقول للزمن أن يقف أم نقول لك أن لا تأتي؟ فليتك أيها الوداع لم تعرف سمائنا ولم تقرب أرضنا, فقد علمنا بأنك ستفرق قلوبنا التي طالما حلمت أن تحيا حاضنة بعضها البعض , وستأخذ عقولنا التي طالما غرقت في التفكير ببعضها , ولطالما كان همها أن لا تتعرض لك أنت أيها الوداع . لقد أذرفت القلوب دموعا, وأغرقت العقل تفكيرا, فسلبت منا تلك القلوب التي أحببناها, وتلك العقول التي لم نغيب عنها , أتعبتنا أيها الوداع و ذرفت دموع قلوبنا قبل عيوننا, ارحل واترك لنا أحبتنا..ارحل.. ألم تكفيك القلوب التي فرقتها؟ ألم ترويك الدموع التي أذرفتها؟
أرجوك ارحل واترك لنا أحبتنا, ألم تعلم ماذا فعلت بنا و بهم؟ فإن كنت تعلم و على الرغم من ذلك تفرق بيننا فهذه مصيبة , و إن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم لأنك تعمل دون علم , إذا من الأفضل لك أن تستريح فبراحتك تريح الجميع و بعملك تجهد نفسك والآخريين , فتعل القلوب و تسيل الدموع و تتعب العقول , ولكن ليكن في علمك بأنك لن تتغلب على الحب الذي تكنه القلوب لبعضها فذكرى الأحبة باق حتى بعد الفراق , لأن القلب والعقل لا يقويان على نسيان من عشعش فيهما , وسيظلان يذكران الأحبة الذين لن يتغيبون عنهما لحظة واحدة مدى الحياة , وسيبقى الأحبة في أماكنهم داخل القلوب, تلك القلوب التي تتمنى أن لا تفارق بعضها البعض , فكيف لها أن تنسى أحبة لطالما تمنت أن لا تفارقهم فهم نبضها بين الضلوع وهم من شادوها وأزروها عندما علت, ولكن من لها الآن ليؤازرها على علت فراق أحبتها فقد أخذت من كان أزرها بعد ربها.
ولكن .. انتظر قليلا .. فلدي كلمة أخيرة أوجهها إليك لك أنت أيها الوداع , عليك أن تقدم استقالتك فذكرى الأحبة خالدة إلى الأبد, وما تفعله بيننا إنما هو فراق للأجساد و لكن الأرواح مازالت متصلة ببعضها و لكنك لا تعلم فأنت لست مخلصا في عملك و ستخسر دون شك , لذلك نصيحتي لك هي أن تقدم استقالتك قبل أن يشن عليك الأحبة حرب لا مفر لك منها.
فأحبتي لن تغيبون عن خاطري ولو لحظة واحدة وسنلتقي بإذن الله ليعلم الوداع بأن القلوب لا تنسى الأحبة. وأخيرا فلتدعوا معي أحبتي( اللهم إن كتبت علينا الفراق في الدنيا فاكتب لنا اللقاء في الجنة, وإن كتبت علينا الشقاء في دار الفناء فاكتب لنا الرخاء في دار البقاء).

إلى الأحبة .. مع التحية
محبتكم
الدلوعة نانا

أرجوكم لا تبخلوا علي باّرائكم

أختكم و ابنتكم:
نانا