عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-02-2006, 10:20 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
Lightbulb الـقـاعـدة و حـلـم الخـــــــلافـة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم

إن إقامة الدولة الإسلامية وإعادة الخلافة قد بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا فضلاً عن كونها أمر من أوامر المولى جل وعلا .. واجب على كل مسلم أن يبذل قصارى جهده لتنفيذه.

(أ) يقول عليه الصلاة السلام ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشرقها ومغربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ) رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة والترمذي .. وهذا يحدث إلى الآن .. حيث أن هناك بلاداً لم يفتحها المسلمون في أي عصر مضى إلى الآن وسوف يحدث إن شاء الله .

(ب) ويقول (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبرٍ إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز به الله الإسلام وذلاً يذل به الكفار) . رواه أحمد والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ( المدر: أهل القرى والأمصار، الوبر: أهل البراري والمدن والقرى ) .

(ج) وهنا نذكر قول النبي أيضآ: ( أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها) رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان وأشار السيوطي إلى حُسنه .

(د) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام جراءة في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته). ذكره حذيفة مرفوعاً ورواه الحافظ العراقي من طريق أحمد وقال هذا حسن صحيح.

ويتقسم "تاريخ" هذه الأمّة إلى المراحل التالية:

1- مرحلة حكم النبوة: وكانت في حياته صلى الله عليه وسلم.

2- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: وهي حكم الخلفاء الراشدين، وكانت من بداية استخلاف أبي بكر رضي الله عنه وحتى مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن العلماء من أدخل فترة إمارة الحسن بن علي سبط رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها. فهذه ثلاثون سنة كما نصّ بذلك الحديث الصحيح بأن الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً.

3- مرحلة الملك العاضّ أو العضوض: وهو الحكم الذي فيه ظلم، وإن تفاوتت نسبة الظلم من حكم لآخر
وهي مرحلة التي تلت وحتى سقوط السلطنة العثمانية في مطلع القرن العشرين الميلادي. وهذا الحكم يشمل كل الدول التي تعاقبت على العالم الإسلامي بكافة مراحل تاريخة خلال هذه الفترة، ويُستثنى من ذلك حكم من كانت خلافته مشابهة للخلفاء الراشدين كخلافة عبد الله بن الزبير وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، فَهُما قد عُدَّا من الخلفاء الذين هم من قريش والذين يلوْن أمر هذه الأمة.

4- مرحلة الحكم الجبري: والتي بدأت منذ سقوط الدولة العثمانية إلى عصرنا الحاضر. والحكم الجبري هذا يحوي أنظمة الحكم التي قامت في العالم الإسلامي، سواء أكانت حكماً دستوريآ أوحِزبياً أو حكم الكفار للمسلمين، كما حصل عقيب الحرب العالمية الأولى، أو جمهورياً أو ديموقراطياً أو غيرها من أنواع الحكم .

5- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: وهي مرحلة لابد لها من عمل وتحضير وتضحية في سبيل الله تعالى، ونشر العلم واتباع للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لأنه لايصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها. وسيكون الدين في بدايتها غريباً، غربته يوم بدأ في مكة بين أسيادها وعبيدها، بين قويّها وضعيفها، وبين نسائها وصغارها. ومصدر هذه المرحلة هم غرباء هذا الدين في هذا الزمان، الذين يحملونه عن وعي وإدراك وفهم وتطبيق، ويتحملون في سبيله أشد المصائب والابتلاءات ثابتين على وصية رسول الله ولقد أجمع المسلمون على فرضية إقامة الخلافة الإسلامية وإعلان الخلافة يعتمد على وجود النواة وهي الدولة الإسلامية. (ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية) رواه مسلم. فعلى كل مسلم السعي لإعادة الخلافة بجد لكيلا يقع تحت طائلة الحديث.

وبشر الله طائفة من المؤمنين بقوله : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون به شيئاً ..} النور: 55 والله لا يخلف الميعاد.

إذآ ما يهمنا في زمننا هذا هو ما ورد في المرحلة الخامسة والأخيرة وهو ما تدعي القاعدة
أنها تسعى الى تحقيقها وتتشدق بأنها هي من أنيط بها قيام الخلافة وعلى منهجها المتعثر القائم الآن !!!

فهل ياترى أن ما تمارسه من أفعال وأقوال يؤيد شرط التحضيرونشر العلم واتباع للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ؟

وهل نحن في الوقت الذي وصل الدين فيه الى مرحلة أن يكون غريبآ كغربته يوم أن بدأ
الإسلام في مكة بين أسيادها وعبيدها، بين قويّها وضعيفها، وبين نسائها وصغارها؟؟

إذآ لا الدلائل ولا الممارسات ولا القوم هم من تعقد عليهم الراية لقيادة هذه الأمة وتحقيق
حلم قيام خلافة على نهج النبوة وبمواصفاتها وشروطها التي وردت..

حلم الخلافة عند القاعدة ولد مشوهآ معاقآ قبل أوانه ويصعب أن يكون سويآ وهو بهذه الصفات التي لن تقوم أو تستقيم لها الأمور..

والى أولئك الذين يندهشون من إستهداف أقلام وعقول القاعدة لكيان ( السعودية) نقول
لهم لا تقفون حائرين أمام هذه الهجمة وعليكم أن تعرفوا أن أسبابها واضحة لكل عيان..
فتحقيق حلمهم وجعله واقعآ هو أن تكون هذه الأرض هي منطلقهم وهدفهم أولآ وأخيرآ
ففيها تتوفر العناصر التي يريدونها

(((( الأرض المباركة بمقدساتها...الشباب الملتزم المتحمس ...والثروة التي هي وقود العمل وزاده))))

نسأل الله أن يعلي دينه ويجمع شمل المسلمين على الحق

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين


__________________