عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 09-08-2005, 10:02 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

نص السؤال الموجه للشيخ ( رحمه الله )

حبّذا لو كانت نصيحة متعلّقة بالمؤتمر الذي اجتمعنا نحن مع الإخوة بسببه , وعنوانه : واقع الأمة الإسلاميّة , أسباب الوهن , وسبيل النّهوض , وجزاكم الله خيراً .

إجابة الشيخ

نسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا وإيّاكم لمعرفة الحق ولاتّباعه وجواباً على ما سألت أقول :
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾ ( ( آل عمران : 102 ) .
﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ﴾ (( النساء : 1 ) ) .
﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ﴾ ( ( الأحزاب : 70 و 71 ) ) .
أما بعد :
فَإِنَّ خَيْرَ الكلام كلام اللهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ وبعد :

واقع الأمة

إنه مما لا يخفى عليكم جميعاً أن ما عليه المسلمون اليوم من واقع الأمر السيئ في هذا العصر الذي نعيشه هو بلا شك أسوأ ما أصاب المسلمين في كل عصورهم المتأخرة مما لا يحتاج أحدٌ إلى أن يوصف له لأنه يحياه ويعايشه فكلنا يعلم انتشار أنواع الفسق والفجور في العالم الإسلامي وقليلٌ ممن لا يزالون يعتصمون بكلمة الحق وباتباع الكتاب والسنة، أما الأكثرون فكما قال رب العالمين:
( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) (وردت في عدة مواضع منها : ( الأعراف : 187 ) , ( يوسف : 21 و 40 و 68 ) )
وكما قال في الآية الأخرى:
( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) ( يوسف : 106 )

إفتراق الأمة
فواقع الأمة اليوم مما تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن نرى ما رأينا، بل وقبل أن يرى ما رآه أجدادنا من قبل من الفرقة والتحزب والتفرق في الدين خلافاً لقول رب العالمين:
( ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون ( الروم : 31 و 32 )
وكما قال رب العالمين في الآية الأخرى :
( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ( الأنعام : 153 )

وقد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه السبل في الحديث الصحيح الذي صور تفرق المسلمين وخروج الكثيرين منهم عن الخط المستقيم فيما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال: "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً خطاً على الأرض مستقيماً ثم خط حوله خطوطاً قصيرةً، ثم تلا قوله تبارك وتعالى: ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ثم قال عليه السلام وقد مر بإصبعه الشريفة على الخط المستقيم: "هذا صراط الله" وأشار إلى الخطوط القصيرة التي على جانبي الطريق بقوله عليه الصلاة والسلام: " هذه طرق وعلى كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه" صححه الإمام - رحمه الله تعالى - في :
( ظلال الجنة في تخريج السنة برقم : 16 و17 )
فقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث أن الطريق الموصل إلى الله عز وجل إنما هو طريقٌ واحدٌ وليس كما يقول أو يزعم بعض المتصوفة : " إن الطرق الموصلة إلى الله عز وجل هي بعدد أنفاس الخلائق" . هذا كانوا يقولونه قديماً، أما اليوم فقد تعددت الطرق بتعدد الجماعات والأحزاب وكل حزبٍ بما لديهم فرحون مع أن هؤلاء المسلمين اليوم جميعاً يعلمون قول الله عز وجل : ( ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزبٍ بما لديهم فرحون ) ( الروم : 31 و 32 ) .

مفهوم الطائفة المنصورة الناجية

ويعلمون أيضاً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى إلى ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" قالوا: "ماهي يا رسول الله؟ قال: "هي الجماعة" صححه الإمام - رحمه الله تعالى - في : ( سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم : 203 و 204 و 1492 ).
هذه هي الرواية المشهورة والصحيحة والرواية الأخرى- وهي مفسرة للأولى-
قال : " هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي"
فقوله عليه الصلاة والسلام في هذه الرواية الثانية - وهي رواية حسنة كما بينت ذلك في بعض كتبي
سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ص 407) ، (3/ ص 334 ) ، ( صحيح الترمذي برقم : 2641 ) ، ( صحيح الجامع برقم : 5343 ) ، ( مشكاة المصابيح برقم : 169 – التحقيق الثاني ) ، ( تحقيق شرح العقيدة الطحاوية برقم : 263 ) ، ( سلسلة الأحاديث الضعيفة (3/ص 126 ) .
-: " ما أنا عليه وأصحابي " يحدد منهج الفرقة الواحدة والطائفة المنصورة الناجية وهي : التي تأخذ بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين .
وهنا نكتة لا بد لي من ذكرها بمناسبة قوله عليه الصلاة والسلام : "وأصحابي" لأنه من الواضح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو اقتصر على قوله : " ما أنا عليه " لكان جوابه وافياً كافياً ولكنه لحكمة بالغة زاد على ذلك وعطف فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " وأصحابي " والحكمة هي : أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا جميعاً على هدى من ربهم لأنهم تلقوا الوحي النازل على قلب نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم غضاً طرياً كما أنزله الله عز وجل قبل أن يتسلط على مفاهيمه وعلى دلالاته العجمة أو الهوى - الذي ران على قلوب بعض الذين جاءوا من بعد السلف الصالح - من أصحاب الآراء والأفكار المباينة والمخالفة لما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذا ذكرهم وعطفهم على ما كان عليه صلى الله عليه وآله وسلم لأنه يعلم علم اليقين أن أصحابه سيكونون له متبعين تمام الاتباع .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }