عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-11-2006, 03:19 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي هل للقادة العرب من تعليق علي شنق زميلهم؟


هل للقادة العرب من تعليق علي شنق زميلهم؟
د. احمد القديدي
06/11/2006


أعتقد مخلصا بأن جميع الرعايا العرب مشتاقون اليوم الي سماع رأي أعضاء نقابة الحكام العرب، أولئك الذين شاهدناهم مرات ومرات يجتمعون في قممهم الشهيرة، حين كنا نستمع الي خطب الأمناء العامين للجامعة العربية ينادونهم بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو، وهم يشكلون في الواقع نادي الأقوياء، بحيث أننا نحن الرعايا المغلوبين علي أمرنا لا حول لنا ولا قوة في كثير من بلداننا علي رد تعليماتهم ومناقشة قراراتهم ورفض أوامرهم.
وكنا نراهم في بهو القاعات الفخمة يتعانقون ويتباوسون ويضحكون حتي في أحلك مراحل الابادة الاسرائيلية والأمريكية لشعوبنا في فلسطين والعراق ولبنان. وكنا بالطبع نري من بينهم الرئيس القائد صدام حسين أو أحد نوابه عزت ابراهيم الدوري أو طه ياسين رمضان أو طارق عزيز، ونري بأم عيوننا تلك التحالفات والمناوشات والتناقضات التي تعبر عن حجم العجز العربي والتبعية والكلام الفارغ، ثم ينصرف الجمع وينفض الحفل، وتختتم القمة بالبيان المعروف والذي جرب بعض الزملاء الاعلاميين أن يكتبوه قبل تلاوة البيان الرسمي فوفقهم الله تعالي الي التكهن بجميع بنوده المفرقعة كبارود الأطفال يوم العيد، حيث كان يكفي ترصيف وتصفيف الأفعال الجاهزة منذ ثلاثين عاما من نوع: نندد ونشجب ونستنكر ونؤكد ونثمن وندعو، وفي نفس اللحظة التاريخية كانت قوات العدو في جنين وفي البصرة تقول: نقتل ونذبح ونغتصب ونعذب ونشرد وندمر وندك!
ويوم الأحد الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 نشتاق لسماع آراء زملاء الرئيس صدام وبخاصة منهم أولئك الذين ناصروه في غزو الكويت وأمروا بخروج المظاهرات (التلقائية) لتعزيز العدوان علي دولة أخري مستقلة وعضوة في الجامعة العربية المحروسة وأطلقوا أقلام السوء المأجورة في صحافتهم لتكتب آيات من الشتيمة الرخيصة ضد اخوانهم في الخليج، في سياسات خرقاء ومرتجلة مهدت للفاجعة منذ حرب الخليج الأولي حتي اليوم مرورا باحتلال العراق وقتل أكثر من نصف مليون عراقي حسب التحقيق العلمي والميداني الذي قامت به صحيفة (ذي لانست الأمريكية).
اليوم نريد أن نسمع سادتنا الحكام يقولون لنا كيف سمحوا أن يصل أحدهم وواحد من أقواهم الي حبل المشنقة؟ وكيف غفل أعضاء نقابة الحكام عن هذه المأساة وأين الأقلام التي ناصرت الرجل صبيحة الثاني من آب (أغسطس) 1990 وضللته وأعانته علي فتح باب جهنم في وجوه كل العرب؟ وأين ضاع نظراؤه الذين نددوا باسقاط تماثيله الشامخة يوم التاسع من نيسان (أبريل) 2003؟
أين الذين كانوا أمام عيوننا وعيون العالم يأخذونه بالحضن، وينتظرون منه نظرة مودة وتأييد؟ أين ميثاق شرف نقابة الحكام العرب قبل أن نسأل أين ميثاق جامعة الدول العربية؟ هل من اتعاظ بالدرس القاسي حتي بتأخير خطير؟ هل سنواصل تقديم الزعماء للمشانق ونحن غافلون؟ أم سنستخلص العبرة مما يحدث فنجمع أحوالنا ونتواصي بالحق ونتواصي بالصبر، ونفتح أبواب السجون والمعتقلات التي حشدوا فيها خيرة شباب العرب ونخبة مثقفيهم؟ هل نعيد لأرض الوطن آلاف المنفيين الضاربين في أرض الله الواسعة فرارا من الاضطهاد والقمع وتكميم الأفواه؟ هل نأتي حتي بعد فوات الأوان الي كلمة سواء ونعترف بأخطائنا ونكفر عن سيئاتنا ونستر سوآتنا في لحظة تاريخية من أخطر ما تمر به الأمة أم اننا سنواصل العرس المأساوي الفادح، المضرج كل يوم بدماء الطاهرات المسلمات في بيت حنون وبيت جالا، ودماء الأبرياء الشهداء في مدينة الصدر، ودماء طلبة العلم في مدرسة باكستان، ودماء الفقراء المستهدفين في قندهار؟
ان حال الأمة لا يبشر بأي خير، ونحن نواصل ارتكاب نفس الخطايا غير عابئين بأن التاريخ دار دورته والعالم من حولنا تغير وأنه لا مستقبل ولا نجاة سوي للأمم الحرة التي لديها كبرياء وعزة نفس وهمة قعساء والمسنودة بحضارتها ودينها وهويتها ومراجعها وثوابتها لا تلك المنبتة اللقيطة المنهارة من داخلها التابعة للطغاة الظالمين.
تفكروا يا أولي الألباب.