الموضوع: الصراع الخفي
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-02-2001, 08:56 AM
سري سري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 19
Post الصراع الخفي

الصـراع الخفـي

بقلم / سري محمد القدوة
المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح
غزة - فلسطين
www.alsbah.com


حصيلة الاشاعة الكاذبة تمحورت خيوطها الأسبوع الماضي في العديد من القضايا التي حاولت الاجهزة التي تقف خلفها الاستفادة منها مربكة بذلك الشارع الفلسطيني.. واهم القضايا والامور التي كانت ظاهرة من خلال المتابعة للاشاعة القاتلة والهادفة الى ارباك المجتمع الفلسطيني وعناصر العمل الوطني كانت تتلخص بالتالي:-

* اطلاق اشاعة انتشرت وبسرعة البرق مفادها بان اجهزة تطلق على نفسها مجموعة شهداء الاقصى قامت بقتل عميلات في منازلهن بمدينة غزة وبعد التاكد من ذلك تبين ان هذا كلام كاذب وان الاشخاص المعنيين هم احياء ولم يتعرض لهم أي أحد بأذى.

* اطلاق اشاعة بان السلطة الوطنية الفلسطينية لم تصرف رواتب الموظفين وستعمل على فصل كل الموظفين الجدد الذين تم تعينهم ولم يحصلوا بعد على التعيين الدائم..

* اشاعة أخبار مفادها ان اجهزة الامن الفلسطيني قد دب الخلاف بينها وان الرئاسة الفلسطينية كلفت هذه الجهة وتلك بتسيير امور الشارع الفلسطيني.. وان دوريات مشتركة ملأت الشوارع هدفها الفك بين الاشتباكات.

* اشاعة أخبار بأن مجهولين اقدموا على اطلاق الرصاص بإتجاه رؤساء اجهزة هدفها ارباك الشارع الفلسطيني.

* اشاعة أخبار مفادها بأن الرئاسة الفلسطينية اقدمت على عزل العديد من ضباط الامن العام والشرطة الفلسطينية ورحلت العديد منهم للعمل بالخارج..

* اشاعة أخبار مفادها ان السلطة توصلت الى معرفة من يقف وراء قتل هشام مكي المنسق العام لهيئة الاذاعة والتلفزيون واقدمت على اقفال ملف القضية.

* اشاعة أخبار مفادها ان بحر غزة يقذف بأمواجه اسلحة وكأننا نعيش في زمن الخرافة التوراتية ومن الملاحظ بأن هذه الظاهرة انتشرت وبسرعة مما دفع اجهزة الامن الفلسطينـي الى تكذيب هذه الاخبار..

هذه ابرز معالم الاشاعة التي تمحورت في الشارع الفلسطيني ووقفت طارحة نفسها وبقوة حيث تساعد في خلق حالة الارباك والفوضى وزعزعة الامن وعدم الاستقرار بالشارع الفلسطيني هادفة الى زعزعة ثقة المواطن بأجهزة الامن الفلسطيني وقدرتها على حماية امنه واستقراره..

وان المتتبع والمحلل لمثل هذه الظواهر يستنتج وبشكل واضح ان من يقف وراء هذه الاشاعة هم اطراف معادية للوطن وهدفها الاساسي هو ارباك حالة الامن الفلسطيني واقحام اجهزة الامن بدائرة مغلقة يصعب الخروج منها والتاثير سلباً على مجريات الاحداث وطبيعتها والحياة اليومية التي يعايشها ابناء الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الحصار والقمع والتنكيل الهادف الى تركيع واذلال ابناء شعبنا والتي تاتي ضمن الحرب النفسية المنظمة التي يشنها العاملــون بأجهــزة المخابرات الاسرائيلية..

فإن سرعة انتشار الاشاعة وتداولها يعني ان هناك ماكنة منظمة للعمل المعادي الهادف الى ارباك الشارع الفلسطيني وخلق جو من البلبلة والارباك حيث المرحلة تتطلب من ابناء شعبنا مزيدا من الحرص واليقظة ومزيدا من الوعي والادراك لحقيقة الحرب القائمة والصراع الخفي ما بين اجهزة المخابرات الاسرائيلية العابثة وابناء شعبنا الذين يعملون لتحقيق الطموح والاماني الفلسطينية على طريق اقامة الوطن والدولة المستقلة والعيش بكرامة اسوة بشعوب العالـم