عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 16-03-2005, 02:49 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

قد يسأل البعض هنا ..من هم الخوارج؟؟

وهو سؤال عريض ويمكن بطرق البحث الإعتيادية الحصول على مجلدات للإجبة عليه ..

ومع علمي بأن السؤال أتى ليس لغرض الإستفادة بقدر ما كان لفتح ثغرات

للمماحكة ومجال للإستعراض والتوسع في متاهات الفروع مع إغفال الأصل

وهو فن تتقنه هذه الفئة وإحدى صفاتهم التي وردت عنهم...

ولكن!!

كل أمر يستعصي علينا أو نجهله فإننا ولله الحمد نرده الى علمائنا

وهذه من خصال المسلم الحق لأن لنا مرجعية هم يفتقدونها..

كان السؤال : من هم الخوارج؟؟

وقد حاولت أن أجد الجواب المختصر لخوارج هذا العصر وهو ما يهمنا

معرفته بناء على ما أفرزته الأحداث الأخيرة ومعطياتها...

أحد أهم صفاتهم هو :

(الخروج على الحكام إذا خالفوا منهجهم وفهمهم للدين)

وهو ما نجده سائدآ لدى البعض هنا وتكريس مواضيعهم للتحريض

على ولاة الأمر وشق عصى الطاعةعليهم والخروج عليهم بالسيف

وبإسم الإسلام والجهاد وموضوع صاحبكم هذا (الجهادفي بريدة)

أكبر دليل على ما عنيته.........


الموضوع التالي منقول بتصرف وبه من التبيان لمن أرادالفائدة

*******



يقول الإمام محمد بن الحسين الآجري رحمه الله : (( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلاً كان الإمام أم جائراً فخرج وجمع جماعة وسلّ سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج)).



وقيل للحسن رحمه الله يا أبا سعيد خرج خارجي بالخريبة محلة عند البصرة فقال: ((المسكين رأى منكراً فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه)). وهذا حال الخوارج تماماً يرون المنكرات فيلجأون إلى تغييرها بالسيف فيسفكون الدم الحرام ويقتلون المسلمين بزعم إنكار المنكر وإصلاح الوضع.


والخروج على حكام المسلمين وسل السيوف عليهم سبب عظيم لضعف الدول الإسلامية وتأخرها وفشلها واستغلال عدوها الفرص ضدها، فآثاره وما يترتب عليه من الدمار والضرر خطير بعكس ما يظن هؤلاء الخوارج من أنهم بخروجهم وتفجيرهم سينصرون الإسلام ويقيمون دولة الإسلام.

فإنّ من أعظم الآثار التي يخلّفها الخروج على الحكام وعدم السمع والطاعة لهم: ضعف الدولة الإسلامية، وانتهاك قواها، مع ما يقابله من قوّة العدو، وظهور شوكته.
فإنَّ في الخروج عليه إضعافاً لجيشه، وتقليلاً من عددهم، وذلك لأنّ الحاكم سيصد الخوارج وسيقاتلهم، وسيحاول استئصال شوكتهم، فيذهب كثير من جنده، وسيخسر كثيراً من عتاده، خاصّة إذا كان الخارجي له شوكة وشأفة وقوّة يصعب استئصالها.
وسينشغل المسلمون بقتال هؤلاء الخوارج وستتعطل الثغور وينشغلوا عن إعداد أنفسهم، ويقلّ الجهاد في سبيل الله، فيقوى العدو، ويزداد في إعداد نفسه، إن لم يداهم الإسلام والمسلمين.

وقد سمع الحسن البصري -رحمه الله- رجلاً يدعو على الحجاج فقال له: (( لا تفعل -رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتم، وإنما تخاف إن عزل الحجاج أو مات أن تليكم القردة والخنازير)).

وفي المقابل فإنّ الخوارج مع قتلهم للمسلمين، وإضعافهم لهم، يَتركون أهل الأوثان والشرك والكفر، ويُديرون معاركهم ضد أهل الإسلام، كما جاء ذلك في قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (( يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان)).


وقال العلامة المعلمي -رحمه الله-: (( ومن كان يكرهه (أي: الخروج على الولاة) يرى أنّه شق لعصا المسلمين، وتفريق لكلمتهم، وتشتيت لجماعتهم، وتمزيق لوحدتهم، وشغل لهم بقتل بعضهم بعضاً، فتهن قوّتهم وتقوى شوكة عدوّهم، وتتعطّل ثغورهم، فيستولي عليها الكفار، ويقتلون من فيها من المسلمين، ويذلّونهم، وقد يستحكم التنازع بين المسلمين فتكون نتيجته الفشل المخزي لهم جميعاً، وقد جرّب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشرّ)).

وهذا الأثر ينتج عنه أثر آخر خطير على الإسلام والمسلمين، وهو هزيمتهم وفشلهم أمام عدوّهم فيحدث على الإسلام والمسلمين ما لا قِبَل لهم به من استيلاء الكفار على دولتهم، ومنعهم من إظهار دينهم.

فكما أنّ الاتفاق سبب للنجاح، والطاعة سبب للنصر، فكذلك الاختلاف سبب للفشل، والعصيان سبب للهزيمة، وفي ذلك يقول الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُم).


وفي يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: (( ولما أحدثت الأمّة الإسلاميّة ما أحدثت، وفرقوا دينهم، وتمرّدوا على أئمتهم، وخرجوا عليهم، وكانوا شيعاً؛ نزعت المهابة من قلوب أعدائهم، وتنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم، وتداعت عليهم الأمم، وصاروا غثاء كغثاء السيل))

ومن الآثار السيئة -أيضاً-، انتهاز العدوّ لهذه الفرصة، وهي اختلاف الرعيّة على إمامهم وتقاتلهم فيما بينهم، فينهض لغزو المسلمين، أو السطو على بعض بلدانهم وأموالهم، وشنّ الغارات عليهم، فإنّ الكفار يستغلون أي فرصة ضد المسلمين، كما قال تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}، هذا إذا انشغلوا عن أسلحتهم، فكيف إذا انشغلوا ببعضهم البعض، ووهت قوّتهم، وضعفت شكيمتهم.

قال الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-: (( فالصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر ))

أكتفي بهذا القدر ..ولسماحة الشيخ بن باز رحمه الله فتوى في ذلك...

كما أن هناك الكثير مما قيل من علمائنا الأجلاء بخصوص الأحداث الأخيرة

ولا أنسى أن أشكر الأخت الكريمة بنت الهلال على غيرتهاوبقية الإخوة الكرام وأقول لأخي مساهم : الحمدلله على السلامة



__________________