الحديث الثالث والعشرون
الطهور شطر الإيمان
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم
هذا الحديث - وهو الحديث الثالث والعشرون- حديث عظيم جدا
وألفاظه جوامع كلم للمصطفى صلى الله عليه وسلم وهو من الأحاديث التي تهز النفس، وتدخل القلب بلا استئذان -يعني: أن فيه ما يرقق القلب، ويحمل على الطاعة بتأثيره على كل نفس- وألفاظه تدل عليه.
فقد قال صلى الله عليه وسلم فيه: ( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو قال تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .
وهذه ألفاظ عظيمة للغاية، واشتملت على أحكام كثيرة ووصايا عظيمة دخلت في أبواب كثيرة من أبواب الدين، فقوله في أوله -عليه الصلاة والسلام-: ( الطُهور شطر الإيمان ) الطهور المقصود به الطهارة، التطهر؛ فإن صيغة فعول المقصود منها الفعل -يعني: ما يفعل- فالطهور هو التطهر كما أن الفطور هو فعل الإفطار، والسحور هو الفعل نفسه… وهكذا.
بخلاف الطَهور -بالفتح-: فإنه ما يتطهر به -يعني: الماء يسمى طهور-، وأكلة السحر تسمى سَحور -بالفتح- ، والفطور يسمى فَطور -بالفتح- إذا كان المراد الذي يؤكل، أما الفعل نفسه فهو طهور للطهارة، وسحور للتسحر وهكذا، فقوله عليه الصلاة والسلام هنا: الطُهور يعني: التطهر.
.. يتبع ..