[حنظله]

مع احترامي الشديد لجمهورية مصر العربية الا أن حكومتها أثبتت ضيق صدرها وقلة أفقها وتسرعها بردة فعل سيئة و رديئة تثبت ضحالة وسطحية من قام بها .
والموضوع الذي أقصده هو محاربتها لقناة الجزيرة بسبب اذاعة مشهد حرق العلم المصري في فلسطين واستضافة شخص تهكم على الحكومة المصرية وقيادتها .
وردة الفعل كانت بطرد مطرب مغمور من مصر وتسفيره على أول طائرة من غير أن يسمح له بأخذ أي شيء من ممتلكاته لمجرد أنه أخ لفيصل القاسم!!
كما قررت نقابة المهن الموسيقية فصل أي فنان يتعامل مع قناة الجزيرة.

كم كنت أتمنى لو تم تطبيق هذه العقوبات على اسرائيل أيضاً ، ولكن يبدو أن جريمة الجزيرة أكبر بكثير.

لقد عودنا المصريون على اطلاق كتابهم وصحافييهم على أي بلد أو رئيس يخالف السلطة المصرية في أمر ما ، ومن الواضح أن هذا يحدث بعد أخذ الضوء الأخضر من الحكومة . فمن تريد حكومة مصر أن تضغط عليه تقوم بالايعاز لمن يلزم بشتم وفضح والافتراء على س من الناس أو بلد بذاته الى أن يرتدع هذا الشخص أو هذه الدولة أو يقوض الله من يقوم بالمصالحة بينهما ومن ثم تنتهي هذه الحملة الشعواء ويأتي الدور على من يليه.
هذه السياسة الاعلامية متبعة بمصر منذ زمن طويل وبأساليب كثيراً ما تصل الى مستويات هابطة سمجة تجعلنا نستغرب من هذا السلوك ، فنحن نعلم أن مصر تحوي أكبر عدد من المثقفين والمفكرين ذوي الأخلاق والدرجات الرفيعة ،نتخذهم قدوة لنا في التفكير المنهجي الحر واذا ببعضهم ينساق ويقود هذه الحملات المفتعلة. وذها بالتأكيد يعطي انطباعاً سلبياً بحرية الصحافة المصرية الرسمية.
أقول أن تنساق هذه الأقلام وتتحد على قناة الجزيرة بهذه الطريقة الشرسة لن يضر الجزيرة بقدر ما يجعلنا نتأسف على الهبوط في المستوى وقلة الحيلة التي انكشفت عن الحكومة المصرية واعلامها بكل أسف.