عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 01-04-2001, 06:39 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

لقد تعاملت مكة مع المسلمين - وهم أفراد من مختلف شرائحها وأسرها - ككتلة واحدة يرأسها بنو هاشم.

وكان الضغط على الأسرة الهاشمية لتقف هي نفسها في وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) والجماعة المسلمة الأولى يتسق مع سياسة مكة في إلغائها للشخصية الفردية والتعامل فقط مع القبيلة. فقد كانت سياسة الملأ من قريش أن يمسك الهاشميون بزمام ابنهم النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن التحق به من الأسر الأخرى وعبيد وأحابيش قريش، وهل من برهان أوضح من حصار هؤلاء جميعاً في شعب أبي طالب لا يبيعون لهم ولا يبتاعون منهم، ولا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم، ولا يكلمونهم ولا يستمعون إليهم، وجلهم لا يعتنق الإسلام.

كان حصاراً شديداً وامتحاناً قاسياً بسبب عدم إقرار مكة للفرد بحرية الاختيار، وهو إنكار ينسحب على كل شيء ابتداء من الاعتقاد وانتهاء بالوضع الاجتماعي، فليس للمكي ولا للمكية أن يتزوج ممن يريد إلا إذا وافق ذلك سلم الانتماء الاجتماعي للمجتمع القرشي، فهناك معايير دقيقة متبعة لا يصح من الفرد – كائناً من كان – تجاوزها أو التهاون فيها.

= يتبع =