[نهر الحكمة]

طبعا عكس ما تظن فانا لا أعرفهم... الا ان تتفضل مشكورا و تبين لي من هم !!!

سيدي سما بولاندي
صديقي ، الذي يصرّ على أن يبدو ساذجـاً ! ..
الموضوع في الأساس .. هو رسالة إلى أهل التعصب والتطرف ، ودعاة التفرقة ، ومثيري الفتنـة ، وأعداء الحياة والإنفتاح ، ومروّجي ثقافة الموت والذبح ، وعازفي ناي الحقد ..
فلماذا تزعم ، بأنـّك لاتعرف هؤلاء .. ؟
ولماذا تتهكـّم ، وتلوّح بقبضتيـك ؟
ولماذا تريد أن تـُبحـِر بالموضوع في إتجاه آخـر .. ؟

لا اريد سفسطة كا تفضلت انت... اريد جوابا مباشرا و صريحا و لا اريد دروسا في المقاومة المتحضرة والذكية فكل هذا سفسطة لمسنا سفاهتها هنا قبلكم في الجزائر ايام الاحتلال الفرنسي و كان مصير المنادين بها و لله الحمد و المنة الذبح ووضع الذكور في الافواه وتصويرهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر...!!!!
تعرف كيف كان اسم الثوار الذين صار يضرب بهم المثل بعد ذلك؟ كان اسمهم "الارهابيين"
تعرف ماذا فعلوا؟
فعلوا كل ما يفعله الارهابيون الحاليون و زيادة !!!!
فكل قرية كانت ترفض الانظام للثورة كانت تذبح !!!

تذكـّر أنّ تعقيبك الأوّل ، كان ساخراً كالعادة ! ..
ولكنني تجاوزتُ عن ذلك ..
وأجبتُ على تساؤلـك ، بكل صدق ووضوح ..
قلتُ لك : لايوجد إنسان حـر وشريف ، يُشكـّك في حق ونبـل وقدسية المقاومة ، ضد الإحتلال أو الطغيان ..

ولكنني أرى ، بأننا يجب ، أن نضع حـداً فاصلاً ، بين المقاتلين الذين يدافعون عن الحرية والكرامة والإستقلال والحق والخير ..
وبين القتلة والمجرمين ، الذين يبيحون سفك دماء الأبرياء العزّل ، في كل مكان ، ويفجـّرون القنابل ، والسيارات المفخخة وسط الحشود في الأسواق والمساجد والطرقات ، ويذبحون البشر ، كالخرفان ، ويمثلون بجثثهم .. بحجة المقاومة أو الجهـاد !! .
فإذا كنت أنت لاترى فرقاً بين الإثنيـن ..
وإذا كنتَ تريد أن تـُبرّر جرائم أولئك القتلة ، الذين يستهدفون الوطن ، وأبناء الوطن ، وليس الإحتـلال ..
فهذا شأنـك ..
وكل حديث آخر ، بعد هذا ، لاأرى فيه جدوى ! ..

و سأترك الشتم هذه المرة للمردة القادمة !!

ياصديقي .. الذي يصرُّ على أن يُظهر عداوته لي ..
إنّ القذف بالشرف الوطني ، أو التقزيم ، أو السخرية المهينة ، أو تشويه صورة الآخرين ، أو الطعن في إيمانهم أو مقدساتهم ، أو القتل المعنوي ..
هذه أسلحة يقدر على إستعمالها أبسط الناس ، وأتفــه الناس !!
لأنها عملية هدم !!
وكلنا قادر على الهدم ، لكن القليل منا قادر على البناء ..

أما التشارف على الآخرين ، وكأنَّ أحدنا ملاك ضلَّ الطريق ، فنزل الى الأرض !!

هذه الظاهرة .. وأعني التشارف ..
لن تجدها في قاموس الشرفاء!!
فأقل الناس إستعمالا لمفردة الشرف هم الشرفاء !! ..
وأكثر الناس إدِّعـاءً للشرف ، هم السفـلة !! ..

إنك يا سيدي طاقة ممتازة ، ولست محتاجا إلى مديحي ..
ولكنك ، للأسف ، طاقة حارة لاهبة ، ولا ينبغي أن تصرف طاقتك في سوق الشتائم ! .

نحن بحاجة ، يا صديقي ، إلى كل طاقة ! ..
وقد أوجعتنا الشتائم والبذاءات ، طويـلاً ..
لا بأس بالإختلاف في وجهات النظــر ..
ولا باس بالإجتهادات المتضاربة ..
ولا بأس بأن يغني كل منا على ليلاه !!
ولكن .. البأس كل البأس ، أن نثخن بعضنا البعض بالجراح ،
ويتهم بعضنا بعضا ..

لك خالص محبتي

وتقديري


نهر الحكمة