عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-11-2006, 01:39 PM
د.ماهر الصيفي د.ماهر الصيفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
الإقامة: فلسطين - أرض الرباط
المشاركات: 8
إفتراضي كيف بإمكانك أن تحدث ألفرق .......؟ الجزء الأول

كيف بإمكانك أن تحدث ألفرق .......؟
هل شعرت قط بفتور الهمة وكنت على وشك الاستسلام؟ وهل تشعر أحيانا با لإحباط بالنسبة لما هوحولك وتشعر بأنك غير قادر على أن تحدث الفرق؟
إنني أمل بأن تكون القصة التالية مصدر تشجيع لكم.
في عام 1965 كنت شاب في العشرين من عمري
أقوم بنزهة في منطقة ريفية في بلادي قريا من قري(عكا )، وكانت تلك المنطقة حينئذ.......


شبه قاحلة وموحشة وتخلو تقريبا من
ا لأشجار بسبب المغالاة في قطعها. وكانت التربة
عندئذ مجروفة بفعل ا لأمطار وعدم وجود أشجار
تحميها من ذلك ا لانجراف. لقد أصبحت المنطقة
بأكملها قاحلة وجافة.
كانت الزراعة في تلك المنطقة ضعيفة بسبب فقر
التربة، وكانت القرى هناك قديمة ومتهالكة، وكان
معظم القرويين قد هجروا الريف، كما أن الحياة
البرية نفسها كانت فقيرة بسبب انعدام ا لأشجار. وكان
الطعام شحيحا وجداول المياه التي بقيت قليلة العدد.
وتوقف الجوال الشاب في إحدى الليالي عند كوخ
متواضع لأحد الرعاة الذي كان لا يزال مفعما بالقوة
والحيوية بالرغم من أنه كان في الخمسينات من
عمره. وأمضيت ليلتي هناك مستمتعا بضيافة
الراعي، وامتدت إقامتي هناك بضعة أيام.
و لاحظت ببعض الفضول أن الراعي كان
يمضي ساعات أمسياته بتصنيف بذور الصنوبر
والبندق والجوز وغيرها على ضوء المصباح. وكان
يفصل البذور الرديئة عن الجيدة، وعندما ينهي عمل
أمسيته كان يضع البذور الجيدة في جراب.
وكان عندما يرعى غنمه في اليوم التالي يقوم
بغرس تلك البذور على طول الطريق في حفر يقوم
بعملها بعصاه، تاركا بين الحفرة وا لأخرى مسافة
معينة ثم يقوم، بعد غرس البذرة، بطمر تلك الحفرة
بقدمه. وكان يقضي نهاره كل يوم بتغطية بعض
مناطق ا لإقليم الذي يعيش فيه بتلك البذور.
وتساءلت عما كان يحاول ذلك
الرجل أن يفعله، وأخيرا سألته عن ذلك ا لأمر. فأجاب
الراعي: ”حسنا أيها الشاب. إنني اغرس أشجارا“.
وأجابت حينها : ”ولكن لماذا ؟ ستمر
سنوات وسنوات قبل أن تصبح تلك ا لأشجار ذات
نفع، وقد لا تكون حيا عندئذ لتراها وهي تنمو“.
رد علي الراعي قائلاً : ”نعم، ولكنها في يوم ما
ستنفع شخص ما وستساعد على إصلاح هذه ا لأرض
الجافة. إنني قد لا أرى ذلك اليوم أبدا، ولكن أولادي
قد يرونه“.
وأعجبت ببعد نظر الراعي وبنفاذ بصيرته
وبروح ا لإيثار الموجودة لديه المتحلية برغبته في
إعداد ا لأرض ل لأجيال المقبلة، مع انه قد لا يجني
ثمار ما زرعه.
وبعد عشرين عاما، وقد أصبحت
في ا لأربعين من عمري، بزيارة ثانية إلى نفس المنطقة
وذهلت مما رأيت . لقد كان هناك واديا عظيما مغطى
بغابة طبيعية جميلة من مختلف أنواع ا لأشجار.
حقا إنها كانت أشجار صغيرة ولكنها، على كل
حال، أشجار. لقد انبعثت الحياة في الوادي بأكمله،
وأصبح العشب ا لأخضر أكثر يانعة، وعادت الحياة
البرية إلى هناك، أصبحت التربة طرية مرة أخرى،
وعاد المزارعون إلى جني محاصيلهم.
وتساءلت في نفسي عما يمكن أن يكون قد
حدث لذلك الراعي، ولدهشتي وجد ت انه ما زال حيا،
بل ومفعما بالنشاط والحيوية، وانه مازال يسكن في
كوخه الصغير، وما زال يصنف بذور الجوز كل
مساء.
وعلمت أن وفدا حكوميا قد جاء من العاصمة
مؤخرا ليرى غابة ا لأشجار الجديدة هذه، والتي بدت
لهم كأنها غابة طبيعية رائعة. وعلم أفراد الوفد بأن
من زرع تلك الغابة كان ذلك الراعي بمفرده، وانه
كان يفعل ذلك أثناء رعيه لأغنامه، وكانت النتيجة ما
يرونه أمامهم من أشجار جميلة وفتية. و لامتنان الوفد
الشديد للراعي أغدق عليه منحة تقاعدية خاصة.
وأعربت عن دهشتي لجميع التغييرات التي
طرأت على المنطقة، ليس فقط فيما يتعلق با لأشجار
الجميلة، بل كذلك في الزراعة التي عادت إلى
الوادي وفي الحياة البرية التي تجددت وفي ا لأعشاب
الخضراء الجميلة. لقد كانت المزارع آخذة با لازدهار
كما عادت الحياة إلى القرى ثانية، وكانت ما أراه
هو نقيض ما رأيته قبل عشرين عاما.
وا لآن كان كل شيء آخذا با لازدهار، وهذا بفعل
بصيرة رجل واحد فقط وبسبب الهمة التي اتسم
بها والصبر الذي تحلى به والتضحية التي بذلها
والإخلاص الذي صاحب عمله يوما بيوم ولسنوات
عديدة.
والسؤال الذي قد تطرحه على نفسك بعد قراءتك
لهذه القصة: ”ولكن ما هو الفارق الذي بإمكاني أن
أحدثه ؟ وماذا يمكنني أن افعل لجعل العالم مكانا
أفضل ؟“ نعم إن المهمة قد تبدو كبيرة جدا وان
المشاكل صعبة للغاية. وفي بعض ا لأحيان قد نشعر
بأننا نفتقر إلى المقدرة أو إلى الوسائل. ولكن لدى
كل منا القدرة على أن يؤثر على غيره، وان شخصا
مهتما بتحسين وتغيير العالم الذي يعيش فيه يستطيع
أن يؤثر على ا لآخرين ليقوموا بنفس العمل.
إن بإمكانك أن تبدأ بإحداث الفارق بالجزء الذي
يخصك من العالم بتحسين حياتك الخاصة، ومن ثم
تبدأ بإحداث فارق في حياة ا لآخرين، وسرعان ما
ستجد أن ا لأمور قد تحسنت، وانك قد ساعدت على
تحسين العالم الذي تعيش فيه إلى ا لأفضل. حتى وان
قمت بتحسين جزء من العالم واثبت بان هناك أم لا
بأنه في يوم ما سيتحسن كل شيء.
نعم، إن بإمكانك أن تحدث ألفرق ....
__________________
اشتر زمنا في أرض الرباط
بدولار واحد أنت تطيل عمر المؤسسات في فلسطين
الهيئة العالمية للاستشارات والتدريب تقوم بدعم صمود مؤسسات فلسطين واستمرارها والعمل على تطوير القطاعات الأكثر حاجة في مختلف المجالات التطويرية والتنموية ورفع مستوى خدماتها في قطاع التدريب ، التأهيل ، التعليم، الشباب، الصحة، وقطاعات أخرى
في حالة الرغبة في دعم هذه القطاعات وبشكل دوري من خلال برامج الهيئة والمساهمة في المشاريع الخاصة التطويرية

الرد مع إقتباس