عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-06-2007, 04:53 PM
alaa_abes2 alaa_abes2 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 96
إفتراضي

-ياولدي سنظلّ نعلّم الناس حتي نلقي الله تعالي
فالعلماء هم ورثةُ الأنبياء .. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
-فبئس العلم هو .. ذلك العلم الذي لانطبقه ولا نعمل به .. ولانحوله الى واقعٍ ملموسٍ في حياتنا !
لقد كان الصحابة أميون ! لقد كان الرسول نفسه أمياً لايعرف القراءة ولا الكتابة!!
لم يكن في الصحابة فلاسفة .. ولا علماءٌ متخصصون في علم الكلام ..
لكنهم حولوا هذا الاسلام الى واقعٍ ملموس ! كان كل واحدٍ منهم قرءاناً يمشى علي الأرض
كانوا جميعاً نماذج خالصةً لهذا الدين ولما أراد الله أن يكون من شخصية المسلم
وقفوا أمام الفرس والروم .. صنعوا أعظم حضارةً عرفها التاريخ ! وهم البدو البسطاء رعاة الغنم !
حضارةٌ اختلطت فيها القوة بالشرف .. والعزة بالتواضع .. والشدة باللين ..والعلم بالرحمة
حضارةٌ كان الأمير فيها يقف ليقول ان وجدتم في خيراً فأعينوني وان وجدتم في اعوجاجاً فقوموني
فيردّ عليه أحد الرعية .. لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة !!
حضارةٌ كان ينادي فيها الخليفة علي السحابة قائلاً لها .. اذهبي أينما شئتي فأينما أمطرتي فسيأتيني خراجك
حضارةٌ لم يكن الحاكم يسير فيها بعرباتٍ مصفحة .. ويأكل من أموال الناس آلافاً مؤلفة من أجل حماية كلبه !
حضارةٌ كان فيها العالم يقول كلمته .. وويلٌ للحاكم ان لم ينفذها !!
واذكر العزّ بن عبد السلام .. سلطان العلماء .. وقارن بينه وبين علماء السلطان في يومنا هذا !
-ياولدي .. أنت متحمس وغيور علي هذا الدين وأحسبك كذلك ..
لكني أخشى عليك أن تنزلق في مزالق التكفيريين الخوارج ممن لايريدون الخير بهذه الأمة
فعدني ألا تكون معهم .. وألا يدس لك أحدهم السمّ في العسل
-حسناً ياشيخي .. أعدك ..


.................................................. .......
(2)

[صدور المرسوم الملكي بتعيين الشيخ فلان الفلاني وزيراً للأوقاف بالجزيرة]

القضايا :استخدام العلماء من قبل الأنظمة،خلل فقه الواقع

.................................................. .......

الشاب : السلام عليكم ياشيخي .. ماهذا الذي حدث ؟!
الشيخ : ألم أقل لك يابني .. لقد صدق حدسي في هذا الملك الجديد بارك الله فيه
انه يريد أن يعلي من شأن الدعوة السلفية .. لذا عينني وزيراً !
وقد علم أننا نعمل من أجل القضاءِ علي البدع والشركيات ونبذ عبادة القبور والتبرك بالموتى!
فسعى من أجل أن يساعدنا على ذلك .. ألم أقل لك أنك كنتَ متسرعاً !
-لاياشيخ .. أنت الآن صرتَ جزءاً من هذا النظام الذي كنتَ لاترضى عنه قبل ذلك !
انهم يستغلونك ياشيخ ويطوعونك لخدمة مايصبون اليه !!
يريدون أن يُضفوا مسحةَ الشرعية علي أنظمتهم الفاسدة باستقدامك لهذا المنصب !
لاتقبل هذا المنصب ياشيخ أبداً أبداً !!
-يابني .. أنت كما عهدتك .. متحمس .. وفقير في العلم الشرعي .. زن الأمور بحكمة !
-نعم ياشيخي .. أنا لست ممن يكثرون قراءة الكتب لكني أفهم ديني جيداً ..
-يابنيّ .. لندع عنا لغة الحماسة وللناقش الأمر بهدوء
-حسناً ياشيخي تفضّل ..
-لو أنني رفضت هذا المنصب .. ورفضه كل العلماء المخلصون ..
فحتماً سيجلس فيه شخصٌ غير كفءٍ له ! وسينخدع الناس به
وقد يكون من المبتدعين .. أو من الصوفية الضالين .. فيضل الناس ..
وينشر بدعَه وضلالاتِه ويروج للتبرك بالقبور والاستغاثة بالموتي !!
اذن فأنا أقوم بهذا الدور من باب درء المفاسد التي قد يجلبها ذلك الشخص !
-إنها فتنةٌ ياشيخي ..
أنت بهذا تسهم في تثبيت دعائم هذا النظام الفاسد رغم نيتك الطيبة
وهم قصدوا أن يستجلبوك أنت بالذات لهذا المنصب لثقتهم بأنك عالمٌ كبير
وبأنّ لك جمهوراً عريضاً .. وسوف يثق الناس في كلماتك .. وبهذا تصير جزءاً من نظامهم !
-يابنيّ .. لن يضرّنا أن نكون هنا جتي نعلم الناس أمور دينهم وننشر العقيدة السلفية الصحيحة !
-ياشيخ كيف نعلم الناس وقد ساهمنا في تضليلهم عن غير قصد بإثباتنا لهم أن هذا النظام شرعي ؟
-انظر حواليك يابنيّ .. الي أعداد الناس التي تطوف حول القبور وتتبرك بالموتي وتعلق التمائم !
عندها ستعرف أننا على خطرٍ عظيم .. وهذا المنصب يعيطنا قوة للوقوف في وجه أهل البدع والشركيات !
-لكنّه ياشيخ اعطى فرصةً أكبر لأهل أكبر بدعة .. وهم من أحلوا القوانين الوضعية مكان قوانين الله !
إنّ الفتنة الحقيقية تكمن في أن نصير جزءاً من نظامٍ كنا نعترض علي كثيرٍ مما فيه قبل ذلك !
لقد كان العلماء يبتعدون قدر المستطاع عن أبواب السلاطين ومجالس الأمراء
كان ذلك في فترة الفتوحات والانتصارات .. في عصر دولة الخلافة الاسلامية
فكيف ونحن في عصورٍ سادت فيها قيم الانحلال والضياع ..
ياشيخي إنّ الفقيه لايجب أن يصير أداةً في يد الحكام .. لأنه لاشكّ في وقتٍ من الأوقات قد تصيبه تلك الفتنة
وقد يجد نفسه مضطراً لتبرير أفعالهم بعدما ظنّ مدى اخلاصهم وحرصهم علي الدين وتفانيهم في خدمته !
يكفى أنه صار جزءاً من هذا النظام الذي يؤمن هو نفسه بمدي مافيه من الفساد !
-لايابنيّ .. ليس نظاماً فاسداً !!
لقد جلست مع أهل الحكم شخصياً وقالوا لى أنهم عينوني في هذا المنصب حتي أسهم في القضاء علي البدع والوثنيات
وحتى أنقل دورى الدعوى في الوقوف أمام هذه الأباطيل الى دورٍ حكوميٍ مسموع الصوت !
فلاتفترى عليهم ماليس فيهم يابنيّ .. اياك والحماسةُ في غير موضعها يابنيّ الحبيب
-هاهم قد خدعوك ياشيخى .. هاهم قد قلّبوا لك الأمور ولبسوا عليك الأفهام
اعذرنى ياشيخي .. أنا أحبك حباً جارفاً .. وأنت أغلى عندى من كل من أعرف فى هذه الدنيا
لذا لاأريد أن تصير أداةً تحركها أيدي هذه السلطة .. أرجوك ياشيخي ابتعد عن هذا المنصب !
-يابنيّ الحبيب .. انك لازلت صغيراً .. قليل الحيلة .. غضّ العود .. فقير العلم الشرعيّ
وهناك أمورٌ لازلت لاتدركها .. فيجب أن تتحلى بالصبر والأناة
-وماذا عن الجهاد ياشيخى ..ماذا عن الوقوف في وجه الامام الجائر ؟!
-يابنيّ الجهاد يلزم له أمير !! والجهاد أحبّ الينا جميعاً من الدنيا وما فيها
لكن أين الأمير يابنيّ الذي يقودنا للجهاد في سبيل الله ؟!
-ماهذا ياشيخي ؟! الآن تقول أين الامام ؟!
ألم تعترف منذ قليل بأنّ هؤلاء يصلحون للحكم وللامامة ؟! الآن تقول أنه لايوجد امام؟
-أنا يابنيّ أعني أنه لايوجد مثل صلاح الدين مثلاً حتي يقود المسلمين ويوحدّ كلمتهم
لو أننا نوجه مجهوداتنا لتعليم الناس بالعلم الشرعيّ ونحذرهم من البدع والشركيات
لوجد بيننا ألف صلاح الدين ! لكننا مقصرون !
-هاأنت قلتها ياشيخ .. انّ لك سنيناً عديدة تعلم الناس أصول العقيدة السلفية الصحيحة !
وتحذرهم من أنواع الشرك ومن اتيان البدع
فهل جاءنا صلاح الدين واحد ؟! هل تقدمنا خطوةً واحدة ؟!
-نعم يابنيّ تقدمنا خطواتٍ عديدة .. هاهم أهل الحكم اقتنعوا بخطورة البدع والوثنيات
فاستقدمونا لهذا المكان لكي نساعدهم في القضاء عليها !
-لم يقتنعوا بشئ .. انما جعلوك ياشيخي ستاراً لأفعالهم وسياجاً يضفى الشرعية علي أنظمتهم !
ماذا تراكَ فاعلٌ اليوم ياشيخي ؟!
لقد صرت الآن من أهل الحكم .. وصار صوتُك مسموعاً لديهم
أفلا تدلهم الآن علي الخير ؟! أفلا تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر ؟!
أفلا تطلب منهم أن يسحقوا الربا المنتشر .. وأن ينهوا بؤر الفساد وأن يحكموا بشرع الله !
-بالطبع يابنيّ .. وقد قلت لهم كلّ هذا ..فقالوا لي أنهم مؤمنون بكلّ ذلك
وأن مثل هذه الأمور لايمكن أن تنتهي في يومٍ أو يومين .. وأنها يجب ان تأتي بالتدريج
انه كلامٌ عاقلٌ جداً يابنيّ الحبيب .. أتأكدت الآن أنهم يريدون الخير بهذه الأمة ؟!
-انه ياشيخي تسويف .. وتأجيل .. أنت أعلم مني بما سوف يحققه من نتائج!
لكنّي لن أقبل أن يروضوا علماء هذه الأمة .. سأظل أصدع بالحقّ في وجوههم
سأظلّ مرابطاً على ديني أقول مايرضى ضميرى دون أن تأخذنى في الله لومة لائم
وسوف يؤكد لك الزمن ياشيخي ..
ربما أكون صغير السنّ .. غضّ العود ..قليل الخبرة
لكن .. اتقوا فراسةَ المؤمن .. فإنه يرى بنور الله