عرض مشاركة مفردة
  #134  
قديم 23-05-2006, 08:42 PM
البائع نفسه البائع نفسه غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 587
إفتراضي

وقال الشيخ أحمد شاكر تعليقاً على ما سبق نقله من كلام ابن كثير حول الياسق الذي كان يتحاكم إليه التتار : أفرأيتم هذا الوصف القوي من الحافظ ابن كثير - في القرن الثامن- لذاك القانون الوضعي الذي صنعه عدو الإسلام جنكيز خان ؟ ألستم ترونه يصف حال المسلمين في هذا العصر في القرن الرابع عشر ؟ إلا في فرق واحد أشرنا إليه آنفاً : أن ذلك كان في طبقة خاصة من الحكام أتى عليها الزمان سريعاً فاندمجت في الأمة الإسلامية وزال أثر ما صنعت، ثم كان المسلمون الآن أسوأ حالاً وأشد ظلماً منهم لأن أكثر الأمم الإسلامية الآن تكاد تندمج في هذه القوانين المخالفة للشريعة والتي هي أشبه شيء بذاك الياسق الذي اصطنعه رجل كافر ظاهر الكفر إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس هي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة ولا عذر لأحد ممن ينتسب للإسلام كائناً من كان في العمل بها أو الخضوع لها أو إقرارها فليحذر امرؤ لنفسه وكل امرئ حسيب نفسه .


وقال إمام أهل السنة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى رحمة واسعة: إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب طاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلون ما حرم الله, ويحرمون ما أحل الله, ويسعون في الأرض فسادا بقولهم وفعلهم وتأييدهم، ومن جادل عنهم, أو أنكر على من كفرهم, أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلا لا ينقلهم إلى الكفر, فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم .. فإذا كان مجرد عدم التكفير جريمة كبرى عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فكيف بمن يصفهم بأحسن أوصاف الإسلام يزكي دولتهم ونظامهم, ويحمل على من أنكر عليهم ؟!!


قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضَيتَ ويسلموا تسليماً{ .

قال أحمد شاكر رحمه الله تعالى في تعليقه على تفسير قوله تعالى على الآية أعلاه: فانظروا أيها المسلمون في جميع البلاد الإسلامية أو البلاد التي تنتسب للإسلام في أقطار الأرض إلى ما صنع بكم أعداؤكم المبشّرون والمستعمرون إذ ضربوا على المسلمين قوانين ضالة مدمرة للأخلاق والآداب والأديان، قوانين إفرنجية وثنية، لم تُبنَ على شريعة ولا دين، بل بُنيَت على قواعد وضعها رجل كافر وثني، أبَى أن يؤمن برسول عصره عيسى عليه السلام، وأصر على وثنيته، إلى ما كان من فسقه وفجوره وتهتكه، هذا هو جوستنيان أبو القوانين وواضع أسسها فيما يزعمون، والذي لم يستحِ رجل من كبار رجالات مصر- المنتسبين ظلماً وزوراً إلى الإسلام-، أن يترجم قواعد ذاك االعلج الفاسق الوثني، ويسميها "مدونة جوستنيان"! سخرية وهزءاً بـ"مدونة مالك"، إحدى موسوعات الفقه الإسلامي المبنيّ على الكتاب والسنة، والمنسوبة إلى إمام دار الهجرة، فانظروا إلى ما بلغ ذلك الرجل من السخافة، بل من الوقاحة والاستهتار!

هذه هي القوانين التي فرضها على المسلمين أعداء الإسلام السافرو العداوة، وهي في حقيقتها دين آخر جعلوه ديناً للمسلمين بدلا من دينهم النقيّ السامي، لأنهم أوجبوا عليهم طاعتها، وغرسوا في قلوبهم حبّها وتقديسها والعصبية لها، حتى تجري على الألسنة والأقلام كثيراً كلمات "تقديس القانون"، "قدسية القضاء"، "حَرَم المحكمة"، وأمثال ذلك من الكلمات التي يأبون أن توصف بها الشريعة الإسلامية وآراء الفقهاء الإسلاميين، بل حينئذ يصفونها بكلمات "الرجعية"، "الجمود"، "الكهنوت"، "شريعة الغاب"، إلى أمثال ما ترى من المنكرات في الصحف والمجلات والكتب العصرية، التي يكتبها أتباع أولئك الوثنيين!

ثم صاروا يطلقون على هذه القوانين ودارساتها كلمة "الفقه" و"الفقيه" و" التشريع" و"المشرّع"، وما إلى ذلك من الكلمات التي يطلقها علماء الإسلام على الشريعة وعلمائها، وينحدرون فيتجرّؤون على الموازنة بين دين الإسلام وشريعته وبين دينهم المفتري الجديد!! -إلى أن قال رحمه الله تعالى-: وصار هذا الدين الجديد هو القواعد الأساسية التي يتحاكم إليها المسلمون في أكثر بلاد الإسلام ويحكمون بها، سواء منها ما وافق في بعض أحكامه شيئاً من أحكام الشريعة وما خالفها، وكله باطل وخروج، لأن ما وافق الشريعة إنما وافقها مصادفة، لا اتّباعاً لها، ولا طاعةً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فالموافق والمخالف كلاهما مرتكس في حمأة الضلالة، يقود صاحبه إلى النار لا يجوز لمسلم أن يخضع له أو يرضى به.




يتبع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, يتبع