عرض مشاركة مفردة
  #31  
قديم 16-06-2004, 01:55 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

المناسبات الشرعية والمناسبات المحدثة بين الاهتمام والغفلة
والزيارات لا تنقطع وقد جعلوا لها مراسم ومناسبات على مدار العام وإن كانت تشتد وتخف من موسم لأخر ومن مناسبة لأخرى فشهر محرم إلى نهاية صفر موسم بحاله، وعاشوراء وما أدراك ما عاشوراء ! وأيام الأعياد خصوصا و يوم عرفة ، وهذا اليوم مولد فلان وذلك يوم وفاته أو مقتله وهذه (الرجبية) وتلك (الشعبانية) وهذه (دورة السنة) وهي السنة الفارسية يوم 21 آذار أي يوم نيروز الذي نحيي ليلته بإشعال النيران!أما السنة الإسلامية الهجرية فنستقبلها بالنوح ولبس السواد والمناسبات لكثرتها لا يمكن إحصاؤها ! ناهيك عن مساء كل جمعة التي هي مناسبة أسبوعية كما هي جماعية يجتمع فيها نساء ورجال الحي وأكثرهم –إن لم يكن جميعهم- لا يعرف من الدين غير هذه الزيارات وهذه المناسبات التي على كثرتها وتنوعها وما يدعى من أهميتها وفضيلتها لم ترد واحدة منها –ولو لمرة واحدة- في آية من القرآن !
قلت لأحد هؤلاء الشباب –وهو موسوي النسب- :يا سيد تصلي الجمعة؟ قال : نعم . قلت –وأنا أعلم جيدا أنه لا يصلي الجمعة- أين ؟ قال : في النجف أو كربلاء قلت : ما شاء الله في أي جامع؟ قال : لا إنما كل خميس نذهب إلى الأئمة وهناك نصلي ونزور!! قلت –في نفسي- : سبحان الله ! العصر زحف إلى الظهر قبلناه لكن الجمعة تزحف إلى الخميس ما سمعت بهذا !!
ومن الملفت للنظر أننا نحتفل بمولد ووفاة كل (إمام) إلا إمام الأئمة محمدا عليه الصلاة والسلام!
ونتجاهل كل المناسبات الإسلامية العظيمة مثل الإسراء والمعراج والهجرة والمعارك الفاصلة في تاريخنا كبدر . أما يوم النيروز الذي هو عيد مجوسي فنحتفل به ونشعل في ليلته النيران!



ماذا يحدث عند المزارات
وهذه الزيارات يقترن بها اجتماع الجنسين من الشباب والشابات بل هي فرصة ذهبية لتحقيق اللقاءات والوفاء بالمواعيد ونيل (المراد) خصوصا أيام وليالي مواسم المشي على الأقدام والمبيت على جنبات الطريق الطويل!
لقد وصل الخراب حدا لا ينفع معه التجاهل والمكابرة ولا يفيد الإيماء أو الرمز بحياء بل لا بد من التصريح والمجاهرة ومواجهة الحقيقة كما هي بشجاعة دون لف أو دوران وإن كان تفصيل ما يحدث من علاقات محرمة أمر لا يجهله لبيب ولا غيره ولكن الجميع سكوت مودة بينهم في الحياة الدنيا ! حتى العلماء !!
أما لحظات الازدحام عند الطواف حول الضريح والمبيت فيه فحدث ولا حرج حتى إن بعضهم يتقصد الطواف من أجل ذلك ناهيك عن موسم زيارة (أحمد بن هاشم) المخصصة للطرب والرقص والخمور !
واللطيف أنك تقرأ عند مدخل كل مزار عبارة (ممنوع دخول السافرات)!!
وإذا رأيت ثمّ رأيت السدنة وكيف يستولون على أموال المغفلين ويستلبونها منهم بشتى الأساليب ومختلف الوسائل والحيل !! فهذا يستقبل الزائرين والزائرات يستحلفهم بـ(الإمام) قائلا : (عليك بهذا الإمام عندك نذر)؟ حتى إن بعضهم ليقتحم المرأة يفتش ثيابها و جيب صدرها وليتعرف على أمور أخرى أنت قد لا تعرفها !
وهذا جالس يقرأ على ميت والأوراق تتهاوى عليه أوتدس في يده او جيبه مباشرة.
وعلى مسافة من هنا وهناك آخر وآخر يمسك بخروف يبيعه في اليوم الواحد مرات ومرات والخروف المسكين لا يزال كما هو لم يبرح يده بل هو في أسر دائم وسجن لا ينتهي إلا إلى بطن (الكَيِّم) ( أي القيم على القبر ) الذي يقول لكل مغفل يدفع إليه ماله ثم يأخذ منه الخروف أخذا صوريا ثم يرجعه إليه : (وصل نذرك) قلت : نعم وصل ولكن .. إلى جيب (الكَيِّم)!
وهذا يمسك بإناء يصطاد به الدنانير وذلك يحجزك عن الشباك كي لا تضع المال داخله وإنما في يده ليتحقق وصوله إلى (الإمام) تصور!
المال الذي يأخذه السادن قبل أن يصل أو يقع فوق القبر متحقق وصوله إلى (الإمام) أكثر من المال الذي وصل عيانا واستقر فوقه!
أحيانا ترى امرأة أو رجلا عنيدا لا يتوقف إلا عند الشباك إذ هو لا يقتنع إلا إذا رأى نقوده في داخله رغم اعتراضات وتوسلات السادن الذي يظل يكرر ويحاول ويقول (وصل نذرك ، وصل نذرك) !!
وهذا يمسك بكراريس وكتيبات : هذا حلال المشاكل وهذا الدعاء للحسد وذلك دعاء للخوف و (الجفلة) وهذا لجلب الرزق وآخر للدخول على علية القوم .. وهكذا حسب الطلب !
وهنا أحدهم قائم يبيع خرقا تسمى (ستارة) وهي في حقيقتها سنارة وعلى مقربة منه رجل يبيع قطعا من الجص مصبوغة باللون الأزرق ومثقبة بسبعة ثقوب يسمونها (أم سبع عيون) عجبا!
مثقبة وتمنع الأذى وتصد العيون !
نعم لو ذهبت إلى أي مرقد من هذه المراقد لرأيت عجبا من أولئك الذين يضعون على رؤوسهم الطرابيش الحمر والعمائم الخضر ومنها بيض مختلف ألوانها وغرابيب سود ولهفتهم على تلك النذور والأموال وما يسمونه (بحق الجد) وغالبهم أو جميعهم حليقو اللحى حتى يسهل عليهم تغيير الجلد عندما يقتضي الأمر ويجد الجد!
أما الميت فلا يدفن إلا بقناطير مقنطرة من المال : فمن التغسيل إلى التكفين إلى التلقين إلى الطواف إلى الصلاة إلى بناء القبر الى القراءة عليه إلى إقامة العزاء في (المسجد) إلى مجيء (رجل الدين) للقراءة مرة أخرى ... كل هذا لايتم إلامقابل مبلغ او مبالغ من المال فى كل خطوة تخطوها ،وهكذا دواليك في سلسة لا تنتهي حلقاتها فبعدها (الأربعين) و (الحول) وما الله به عليم !
ومن الأمور الملفتة للنظر أن معظم المراقد مبنية على مقربة من الطرق ومنها لا يبعد عن الطريق سوى بضعة أمتار مع أن هذه الطرق لم تكن موجودة من قبل مما يدل على أنها قبور وهمية ، القصد منها المتاجرة والربح و إلا كيف توزعت هذا التوزيع ؟؟! هل سمعت أو رأيت مقاما لجعفر الطيار (ع) ؟! وجعفر الطيار لم ير في عمره أرض العراق فمن الحجاز إلى الحبشة إلى الحجاز مرة أخرى بعد خيبر إلى الشام ليقتل شهيدا في معركة مؤتة!
أو مرقد الإمام الباقر (ع) والباقر مات في المدينة المنورة ودفن فيها!