عرض مشاركة مفردة
  #34  
قديم 16-06-2004, 01:59 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي

الفصل الثالث
صوم رمضان وحج البيت
صيام رمضان
صار التلاعب بالصيام والاستهانة بأمره عجبا !!
لقد أخضع للمآرب والمقاصد السياسية دون مراعاة لوجود رب عظيم ، أو استشعار لمسئولية ملايين المسلمين الذين يفطرون أول الشهر فلا بد لهم من صيام يوم من أيام العيد أو حتى يومين !! فالهلال لا يهل من جهة المغرب –كما هو المعروف والمعتاد- وإنما ينتظر خروجه من جهة (المشرق) وهؤلاء (أهل المشرق هداهم الله) يتعمدون مخالفة مسلمي الأرض جميعا وكل عام فلا يصومون بصومهم ولا يفطرون معهم ، لا لشيء إلا لعزل جمهور الشيعة عن بقية إخوانهم عزلا تاما في العقائد والشرائع والشعائر والمشاعر .
كم مرة رأينا المسلمين يصومون والهلال أمسى يراه حتى ضعاف العيون ، وأولئك كأنهم عمي لا يبصرون ، وكذلك وهم يفطرون ويعيدون!!
وهكذا .. وعلى مر الأيام وتعاقب الدهور مع تراكم القلق والشك في (اللاشعور) صار عوامنا مطبوعين على نفسية مفعمة بالشك وعدم اطمئنان إلى شيء ، لذلك تراهم يسبقون رمضان بعدة أيام حتى يضمنوا عدم فوات شيء منه حتى صار ذلك عادة اشتقوا لها اسما هو (التسبيق) ، وهذا دليل على أن هؤلاء المساكين في أعماق شعورهم غير واثقين ولا مقتنعين بتوقيت أحد وإن كانوا يدافعون عنه عنادا وجدلا .
إنه حل وسط كي لا ينقطع الخيط بين عدم اقتناعهم أو ثقتهم وبين ما ينبغي أن يكونوا عليه من الثقة والاقتناع !! لكنه الانشطار بين الاعتقاد والعمل ، النظرية و التطبيق الذي مهد الطريق لتبلور نفسية معقدة ترى الحق وتجحده رغم وضوح الدليل !!
وإلا فأي دليل أصرح وأوضح من هلال يرى بالعين العادية المجردة؟!
حدثني قريب لي أنه نزل إلى السوق في ثاني أو ثالث يوم من أيام عيد الفطر فمر على محل صديق له ، كانت الشمس ساعتها تزحف نحو المغيب ، يقول : فوجدت صاحبي لا يزال صائما فقلت له : ألا ترى الهلال ؟!! أنظر –وأشرت إليه- كان الهلال في تلك اللحظة يرتسم كالسيف في صفحة السماء ورغم أن الشمس لا زالت ترسل آخر أشعتها ! لكن صاحبي رفض وبشدة أن ينظر إلى حيث أشير رغم إلحاحي ومحاولاتي المتكررة ، ولا أدري لماذا أغلق دكانه وذهب بعدها إلى داره مسرعا !!
وهكذا والمأساة تتكرر كل عام ، فاستهان الناس بهذا الركن العظيم وشعيرتين عظيمتين هما الإهلال بالصيام أول رمضان وإفطار أول شوال !!
أعذار مفضوحة
وتساهل الأصحاب في أعذار الإفطار إذ أوجبوا الإفطار في السفر ولأدنى مسافة !! ، ويحتالون لذلك بحيل لا تخلو من طرافة مثل أن يذهب طالب أيام الامتحانات ليستفتي فيفتى بأن يسافر في كل يوم سفرا قصيرا إلى منطقة قريبة فتحسب له المسافة ذهابا وإيابا ، ومنها وجوب الإفطار بمجرد عبور أي نهر .
ويجب الإفطار على من أدرك الفجر وهو جنب لم يغتسل والمصيبة أنهم لا يؤكدون على قضائه .
وللجنس نصيب
وللجنس نصيب في فتاوى رمضان !!! اقرأ هذه الفتوى :
(لا يبطل الصوم إذا قصد التفخيذ فدخل في أحد الفرجين من دون قصد.
ولو قصد الجماع وشك في الدخول أو بلوغ مقدار الحشفة بطل صومه ولكن لم تجب الكفارة عليه) !
ما هو شعورك وأنت تقرأ هذا الكلام ؟! وهل بقي بعده من حرمة أو هيبة لشهر الصيام ؟!
اقرأ هذه الفتوى :
(من المفطرات تعمد الجماع الموجب للجنابة، ولا يبطل الصوم به إذا لم يكن عن عمد) .
إن المصيبة في هذه الفتوى ليست فقط في تدريب القارئ على ان تستسهل نفسه إتيان مثل هذه الأمور وإنما في قصرها الإفطار على ما أوجب الجنابة أي إن اللواطة بالذكر ليست من المفطرات إلا على سبيل الاحتياط ، لان الحكم بجنابة من اتى الذكر إنما هى على الأحوط لا على اليقين !!!
واعلم أن من الجماع ما يوجب الجنابة ومنه ما لا يوجبها !!وصدق أو لا تصدق !!

الملايات (والـمُلايين)
ورمضان -بعد ذلك- موسم تكثر فيه (الملايات) من أجل اللطم والنياحة ويسمى (القرايه) .
والملالي كذلك يكثرون ، يقرؤون (المقتل) ويتظاهرون بالبكاء والشهيق ، ولا تسل عن العلاقة بين رمضان وهذه الطقوس فذلك لا يعلمه إلا( الراسخون في العلم) إنها وسائل ممتازة ومربحة لكسب المال وإصلاح الحال أليس رمضان هو شهر (الخير والبركة).
فعطل القرآن في شهر القرآن وأزيح هذا (العائق) من الطريق ووضع مكانه النياحة والبكاء وصار رمضان موسما لجمع المال وفرصة للاختلاط والاختباط !.
هل هذا ما تركنا عليه أهل البيت (ع)؟!
حاشا لله !! بل علموا وبلغوا ولكن نحن الذين خالفنا وعصينا !! فعن أبي عبدالله (ع) في قوله عز وجل : (ولا يعصينك في معروف) الممتحنة 12 قال : المعروف أن لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ولا يدعون ويلا ولا يتخلفن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا
وعن أبي جعفر (ع) قال : تدرون ما قوله تعالى : (ولا يعصينك في معروف)؟ إن رسول الله (ص) قال لفاطمة (ع) : إذا أنا مت فلا تخمشي عليّ وجها ولا تنشري عليّ شعرا ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليّ نائحة ، قال ثم قال : هذا المعروف الذي قال الله عز وجل .
وفي رواية أخرى عن أبي عبدالله (ع) عن النبي (ص) قال : لا تلطمن خدا ولا تخمشن وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسوّدن ثوبا ولا تدعين بويل .

الحج إلى بيت الله
لا أظن أن عاقلا يطلع على ما اطلعت عليه من الروايات والفتاوى التي صنعت ووضعت للتقليل من شأنه والاستهانة به إلا ويصيبه الذهول ويأخذ برأسه الدوار!! وينسب كل هذا إلى (الأئمة) أو مذهبهم !! ولا زلنا نقرأ فتاوى ونسمع (بلاوي) تقول :
إن قبر الحسين (ع) أو ضريح علي (ع) أفضل من الكعبة !! بل صاروا يفلسفون هذا التفضيل و يضعون له الأقيسة والمخارج والتأويلات :
المسجد النبوي خير وأفضل من المسجد الحرام !! لماذا ؟
لأن النبي (ص) مدفون فيه أما المسجد الحرام فليس فيه أحد وبما أن الحسين (ع) ابن بنت النبي (ص) إذن قبره أفضل من الكعبة ، وبما أن الإمام علي (ع) أفضل من الحسين (ع) إذن ضريحه أفضل فهو أفضل من الكعبة!! ولعن الله إبليس أول من اتبع هذا الأسلوب في التفضيل :
(قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) الاعراف 12 فترك النص الصريح : (اسجدوا لآدم)البقرة 34إلى عقله وقياسه.
ولقد أعلمونا أن القياس لا يصح في الفروع الفقهية فكيف صححوه في الأمور الاعتقادية .
بل إن مسجد الكوفة (المهدم) ، وبيت الإمارة المجاور له والذي صار اليوم كالمتحف الفارغ أفضل كذلك من الكعبة !! نعم !! هو أفضل وأعظم منزلة في قلوب هؤلاء المتقولين لأنه لا فضيلة للكعبة في قلوبهم .
أتدري سبب عداوتهم للكعبة المعظمة المشرفة بتعظيم الله تعالى وتشريفه ؟!
آن الأوان للعقول أن تتحرر لتفكر أداء لوظيفتها التي خلفت لأجلها .
إن هذه العقائد ليست من دين الله في شيء ولا يمكن أن تكون على منهاج أهل البيت .
إنها من صنع أياد خفية أراد أصحابها لمراقد الأئمة الأطهار (ع) أن تكون بدائل يضاهون بها الكعبة ليصرفوا قلوب الناس عنها إلى تلك القباب والمشاهد ، وتأمل كيف أنهم في الوقت الذي هونوا فيه من شأن الحج عظموا في مقابله من شأن المزارات تعظيما شديدا جعلوا به الناس إليها (يحجون) وعندها يلبون ويدعون ويبكون بل يضحون ويستغيثون وما بينها يهرولون ويسعون وحولها يطوفون وبها يتمسحون وأعتابها يقبلون وبها يقدمون القرابين ويوفون بالنذر ويذبحون كأنهم في الكعبة المشرفة ومن أراد أن يدرك معنى كلامي فليذهب إلى كربلاء في يوم عرفة !!
إن أكثرية عوامنا اليوم يعتقدون بأن صحة الحج معلقة بزيارة الأئمة وإلا فالحج باطل والعكس غير صحيح !!
ويمكن تعويض الحج بمبلغ من المال يدفع إلى أحد الدجالين بدلا من الذهاب إلى بيت الله رب العالمين!!
وأما ما يحصل عند المراقد من اختلاط النساء بالرجال وسوء الحال إلى حد ارتكاب الفاحشة رغم (هيبة المكان) فإن الحكايات فيه باتت مروية معرفة وهي ما ينبغي أن يطوى ولا يحكى !!
هل هذا هو دين أهل البيت ؟! أي بيت هذا الذي هذا دينه أو دين أهله ؟!!