عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-01-2003, 01:11 PM
الألمعي الألمعي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 58
إفتراضي لا يزال مثير للحيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جثمان لينين لا يزال متماسكا بعد نحو 80 عاما من رحيله العلماء الروس نجحوا في الحفاظ على جسد لينين سليما منذ وفاته عام 1924، واسليبهم طبقت في دول كثيرة مثل الصين وبلغاريا فيتنام



توفي مؤسس أول دولة اشتراكية في التاريخ فلاديمير أوليانوف (لينين) في 21 يناير/كانون الثاني عام 1924 في بلدة غوركي غير بعيد من موسكو قبل أن يكمل الرابعة والخمسين من عمره ببضعة أشهر. وبعد مضي أربعة أيام من وفاته اتخذت السلطات السوفيتية العليا قرارا بإقامة قبر عند جدار الكرملين في الساحة الحمراء يضم جثة لينين في ضريح وجعله مزاراً ومحجا لكل من لم يتمكن من المجيء إلى موسكو لحضور مأتم الدفن بعد وفاة لينين شرّح أحد كبار المشرحين وهو ألكسي أبريكوسوف، كما جاء في بروتوكول
أستُخرج من الأراشيف السوفييتية السرية، "جثة رجل كهل سليم البنية ذي غذاء مرضٍ". وآنذاك تم أول تحنيط للجثة بإدخال المحلول المعتاد المؤلف من الفورمالين وكلوريد الزنك والكحول والغليسرين والماء. ولم تنتزع الأعضاء الداخلية بطريقة التحنيط هذه. وقد أتاحت هذه العملية الحفاظ على جسم الميت فقط من الانحلال السريع وكانت ثمة آراء مختلفة حول جسد لينين. فبينما أصرت زوجة لينين ناديجدا كروبسكايا كل الإصرار على مواراة جسد زوجها الثرى، دعا الأمين العام للحزب يوسف ستالين في كلمته الختامية إلى الحفاظ على الجثة ووضعها في ضريح خاص لتكون قبلة الأنظار. وكان بديهيا ان تنتصر وجهة نظر ستالين. وحتى بعد إجراء مراسم الدفن الرسمية واصل الأطباء إمعان الفكر في كيفية الإبقاء على الجثة فترة طويلة دون أن تنحل وتتفكك في البداية ألح عضو لجنة الدفن المهندس ليونيد كراسين على تجميد رفات لينين بالثلج، ولأجل هذا اشتريت في الخارج معدات غالية الثمن. ولكن الجثة بدأت تنحل قبل أن يتم التمكن من تركيب المعدات المشتراة. في هذا الوقت أدلى البروفسور أبريكوسوف إلى الصحافة بحديث زعم فيه عدم إمكان الحفاظ على الجثة طويلا من ناحية المبدأ. غير أن البروفسور فلاديمير فوروبيوف عارض هذا الرأي قائلا إنه لاحظ أن مستحضرات التشريح في مختبره تحفظ حفظا ممتازا مدى عشرات السنين. آنئذ تم استدعاء البروفسور فوروبيوف وعرض عليه أن يتخذ في الحال التدابير اللازمة فبدأ فوروبيوف مع زميله بوريس زبارسكي معالجة رفات لينين لفورمالين وخلّ الصوديوم والغليسرين. ولدى مزج هذه المواد الكيميائية تكوّن سائل شفاف لا رائحة له. وقد تبين انه فعّال جدا واستخدم بنجاح مدى فترة طويلة من الزمن إلى أن أخلت هذه الطريقة المكان لتقنيات أكثر عصرية اليكم ما يقوله ابن زبارسكي الأكاديمي إيليا زبارسكي الذي سار على خطى والده: "لكي تبقى المومياء في حالة طبيعية لا بد من أن يعتنى بها الاعتناء الدائم. ولذا راح اختصاصيو المختبر (الذي حول لاحقا إلى مركز تدريس طرائق وتقنيات الطب الأحيائي) مرتين
أو ثلاثا في الأسبوع يمسحون يدي ورجلي لينين بمحلول خاص، وإذا اقتضى الأمر، يزيلون مختلف التشوهات: الاسوداد والعفن المتأتي من فعل الفطريات وبما أن المومياء كانت مع الوقت تجف شيئا فشيئا كان الضريح يغلق مرة كل سنة أو سنة ونصف للقيام بالأعمال الوقائية. فكانت الجثة توضع في مغطسٍ مليء بمحلول مغذٍّ وتزال عنها التشوهات في تلك الأماكن التي يسترها اللباس عادة. وبعد ذلك ظهرت وسائل جديدة للتحكم بحالة المومياء كالبرادات (الثلاجات) مثلا، بحيث تم التمكن من الاحتفاظ في صالة الحِداد في الضريح بدرجة حرارة ثابتة هي زائد 16 مئوية".
وحتى بداية الأربعينيات من القرن العشرين كان معتبرا أن تحنيط جثة لينين في العام 1924 تم بأروع ما يكون. يشهد على هذا، مثلا، المحضر الصادر عن لجنة خبراء مختصة بتفحص وقبول رفات القائد بعد الانتهاء من الإجراءات الأساسية للمحافظة عليها مباشرة. وأكد المحضر أن كل الأنسجة اللينة مشبعة إشباعا منتظماً بمواد التحنيط بواسطة نظام مدروس جيدا ومنفذ تنفيذا متقناً، كما كان معتقداً، من الشطوف السطحية والغائرة المتصل بعضها ببعض. وبفضل المحلول الذي لم يكن مسموحا بالإفصاح عن مكوناته كان الجلد يعالج بتفنن جعله يكتسب لون وليونة النسيج الحي.
أما البروفسور يوري روماكوف الذي يعمل في المركز منذ نصف قرن ففند في مؤتمر صحافي عقده مؤخرا في موسكو بقوة ما يقال ويُزعَم من أن الراقد في الضريح لم يعد منذ فترة طويلة جسد لينين، بل هو جسد شِبهٌ له، أو حتى دمية من الشمع لا أكثر هذا الأمر لم يكن أصلا ممكن الحدوث، ذلك أن لجنة كانت تشكل كل خمس سنوات تضم إلى جانب أعضاء الحكومة وممثلي الأجهزة الأمنية المختصة كبار الأطباء السوفيت والروس. وكان جسد لينين يرفع أمام ناظريهم من الناووس الموجود فيه ويتم فحصه بكل عناية. ولو أن المسافة بين نقطتين مثبتتين في جسد زادت ولو مليمتراً واحدا فإن هذا كان سيعني الكارثة فعلا وابتداء من العام 1972 باتت تستخدم لأجل أعمال التحقق هذه آلة تصوير فريدة من نوعها تصنع في مصانع خاصة وجهاز يراقب لون الجلد. هذه الأجهزة الدقيقة للغاية تسجل تسجيلا موضوعيا كل انزياح (يساوي عشر المليمتر) وكل تكدر واسوداد في لون الغطاء الجلدي لا يلمحه نظر الإنسان. وخلال السنوات العشرين الأخيرة لم تسجل الأجهزة أية تغيرات
وهنا يجدر أن نلحظ أن الطبقة الخارجية فقط من جسم لينين كانت تحفظ حفظا دقيقا. أما دماغه الذي يهم كثيرا العلماء فيحفظ في وعاء خاص يتضمن حوافظ في معهد الدماغ، وقلبه معروض في متحف لينين. وليست هناك من معلومات دقيقة حول باقي أعضاء الجسم الداخلية، إلا أنها على الأرجح قد دفنت وعندما دخلت روسيا الحرب العالمية الثانية في نهاية يونيه/حزيران عام 1941 تقرر أن يجلى جسم لينين إلى نقطة بعيدة في روسيا. واختيرت لأجل هذا مدينة تيومين في سيبريا التي نقل إليها في ظل السرية التامة جسد لينين في قطار خاص ولم يكن مبنى المعهد الزراعي المتوسط في تيومين المجهز على عجل ليكون ضريحا مؤقتا ذاك المكان الصالح تماما لهذا الغرض. ولأغراض السلامة أحيط المبنى إياه بسياج
عال ومحكم، بينما سدت نوافذ الطابق الثاني الموجودة فيه المومياء. ولذا سرعان ما اكتشف زبارسكي الأب أن طريقته باتت بعد حين تكتنفها أعطال. فأوصل هذا الأمر في الحال إلى مسامع ستالين الذي أمر باتخاذ إجراءات على عجل تمنع وقوع ما لا يمكن إصلاحه وفي نهاية العام 1943 أشار زبارسكي في تقرير مفصل عرضه على لجنة حكومية إلى أنه تم التمكن من إغلاق جفني لينين مجددا وإزالة معظم البقع التي كانت موجودة على شتى أجزاء الجسم. كذلك أعيد تحنيط كعبي وأصابع القدمين كما أعيد إليها شكلها تماما.
وبفضل الحقن والتشبيع بسائل التحنيط أعيد إلى الجسم أيضا وزنه البالغ 54 كيلوغراما. وكان عمل السنتين وأكثر في الواقع مثابة إعادة تحنيط كلية لرفات القائد مع إزالة كل الأعطال اللاحقة به من جراء نقله إلى تيومين. وقيمت اللجنة عاليا العمل الذي نفذ وحصل بوريس زبارسكي بعد قليل على جائزة ستالين، وبعد عام آخر نال لقب بطل العمل الاشتراكي
وفي العام 1945 عندما انتهت الحرب أعيد جسم لينين بحذر كلي مجددا إلى موسكو ومنذ لحظة إقامة ضريح لينين في موسكو سجلت بضع محاولات للتطاول على جسم لينين. غير أن رجال أمن الدولة كانوا عادة يحبطونها في الوقت المناسب
__________________
الخيـر في الناس مصنوع وإن جُبروا
والشرُّ في الناس لا يفنى وإن قُبروا