الموضوع: لغتنا العربية
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-07-2006, 06:12 PM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي لغتنا العربية


السلام عليكم

أقرأ هذه الأيام في كتاب الأغاني للمرة الثا لثة أو الرابعة و هو موسوعة شاملة لتاريخ جهابذة العرب و قد جاءتني فكرة أن أنقل بعض المقتطفات منه و التي تتمحور حول لغتنا العربية و غناها بالكلمات و المفردات الجميلة و المعبرة

النص الأول لشاعر يصف الأسد

أخبار أبي زبيد ونسبه

كان من زوار الملوك، وكان عثمان يقربه: أخبرني أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي إجازةً قال: حدثني محمد بن سلام الجمحي قال حدثني أبو الغراف قال: كان أبو زبيدٍ الطائي من زوار الملوك وخاصةً ملوك العجم، وكان عالماً بسيرهم. وكان عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه يقربه على ذلك ويدني مجلسه، وكان نصرانياً. فحضر ذات يومٍ عثمان وعنده المهاجرون والأنصار ، فتذاكروا مآثر العرب وأشعارها .
استنشده عثمان فأنشده قصيدة فيها وصف الأسد: قال: فالتفت عثمان إلى أبي زبيد وقال: يا أخا تبع المسيح أسمعنا بعض قولك؛ فقد أنبئت أنك تجيد. فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

من مبلغ قومنا النائين إذ شحطوا *** أن الفؤاد إليهـم شـيق ولـع

ووصف فيها الأسد. فقال عثمان رضي الله تعالى عنه: تالله تفتأ تذكر الأسد ما حييت. والله إني لأحسبك جباناً هداناً . قال: كلا يا أمير المؤمنين، ولكني رأيت منه منظراً وشهدت منه مشهداً لا يبرح ذكره يتجدد ويتردد في قلبي، ومعذور أنا يا أمير المؤمنين غير ملوم. فقال له عثمان رضي الله عنه: وأنى كان ذلك؟

قال: خرجت في صيابة أشرافٍ من أفناء قبائل العرب ذوي هيئةٍ وشارةٍ حسنةٍ، ترتمي بنا المهارى بأكسائها ، ونحن نريد الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشأم؛ فاخروط بنا السير في حمارة القيظ، حتى إذا عصبت الأفواه ، وذبلت الشفاه، وشالت المياه ، وأذكت الجوزاء المعزاء ، وذاب الصيهد ، وصر الجندب ، وضاف العصفور الضب وجاوره في حجره ، قال قائل: أيها الركب غوروا بنا في ضوج هذا الوادي، وإذا وادٍ قد بدا لنا كثير الدغل ، دائم الغلل ؛ شجراؤه مغنة، وأطياره مرنة . فحططنا رحالنا بأصول دوحاتٍ كنهبلاتٍ فأصبنا من فضلات الزاد وأتبعناها الماء البارد. لإغنا لنصف يومنا ومماطلته ، إذ صر أقصى الخيل أذنيه ، وفحص الرض بيديه. فوالله ما لبث أن جال، ثم حمحم فبال، ثم فعل فعله الفرس الذي يليه واحداً فواحداً، فتضعضعت الخيل، وتكعكعت الإبل، وتقهقرت البغال، فمن نافرٍ بشكاله ، وناهضٍ بعقاله؛ فعلمنا أن قد أتينا وأنه السبع، ففزع كل رجلٍ منا إلى سيفه فاستله من جربانه ، ثم وقفنا له رزدقاً أي صفاً وأقبل أبو الحارث من أجمته يتظالع في مشيته من نعته كأنه مجنوب ، أو في هجارٍ معصوب ؛ لصدره نحيط ، ولبلاعمه غطيط، ولطرفه وميض، ولأرساغه نقيض ؛ كأنما يخبط هشيماً، أو يطأ صريما ، وإذا هامة كالمجن ، وخد كالمسن ، وعينان سجراوان كأنهما سراجان يقدان وقصرة ربلة ، ولهزمة رهلة وكتد مغبط ، وزور مفرط ؛ وساعد مجدول، وعضد مفتول؛ وكف شئنة البراثن ، إلى مخالب كالمحاجن . فضرب بيده فأرهج ، وكشر فأفرج، عن أنيابٍ كالمعاول مصقولة، غير مفلولة، وفم أشدق كالغار الأخرق؛ ثم تمطى فأسرع بيديه، وحفز وركيه برجليه، حتى صار ظله مثليه؛ ثم أقعى فاقشعر ، ثم مثل فاكفهر ، ثم تجهم فازبأر . فلا وذو بيته في السماء ما اتقيناه إلا بأول أخٍ لنا من فزارة، كان ضخم الجزارة ، فوقصه ثم نفضه نفضةً فقضقض متنيه ، فجعل يلغ في دمه. فتذمرت أصحابي ، فبعد لأي ما استقدموا. فهجهجنا به، فكر مقشعراً بزبرته ، كأن به شيهماً حولياً ، فاختلج رجلاً أعجر ذا حوايا ، فنفضه نفضةً تزايلت منها مفاصله، ثم نهم ففرفر ، ثم زفر فبربر ، ثم زأر فجرجر ، ثم لحظ ، فوالله لخلت البرق يتطاير من تحت جفونه، من عن شماله ويمينه، فأرعشت الأيدي، واصطكت الأرجل، وأطت الضلاع ، وارتجت الأسماع، وشخصت العيون، وتحققت الظنون، وانخزلت المتون. فقال له عثمان: اسكت قطع الله لسانك! فقد أرعبت قلوب المسلمين

و لي عودة إن شاء الله لشرح المعاني
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية