عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-02-2007, 06:23 AM
الصديق11 الصديق11 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 199
إفتراضي تكملة المقابله مع عقيلة ....

وأعترف بأنني لو كنتُ متزوجة من
رجل غير ديموقراطي مثل جلال لما استمر زواجي كلّ هذه السنوات. فأنا امرأة معروفة بعنادي
وتمسّكي بمواقفي حتى النهاية... كردية أصيلة (وتضحك) > إذن هذا هو سرّ دوام زواجكما... هل
هناك من وصفة ناجحة أخرى لزواج ناجح مثل زواجكما؟ - الصداقة بين الزوجين هي مفتاح الزواج
الناجح. فالديكتاتورية وتفرّد طرف دون آخر في الرأي يقضيان على العلاقة بين الزوجين ويقودانها
الى نهايتها. طفولتي القاسية > ماذا تذكرين عن طفولتك وزياراتك لوالدك في السجن وأنتِ بعد
طفلة؟ - كانت والدتي تصطحبني الى السجن المركزي في بغداد لزيارة والدي، وأنا بعد طفلة لا
تتجاوز الثالثة من عمرها ولا تعي حقائق الأمور. وكنت أعتقد ان السجن هو المنزل الطبيعي الذي
يقيم فيه والدي. وأذكر انه عندما عاد والدي الى البيت بعد سجن طويل، سألته مستغربة: بابا ماذا
تفعل في بيتنا؟ لماذا لا تعود الى بيتك (وأعني به السجن) في بغداد؟ وظلّ والدي يتندّر بهذه الحادثة
حتى أيامه الأخيرة. > هل هناك ذكرى أخرى باقية في البال من طفولتك في مدينة السليمانية؟ - في
العادة يحتفظ الناس بذكريات حلوة من طفولتهم، لكنّ هذا، مع الأسف، ليس حالي. أذكر حادثة كنت
فيها وأخواتي واخوتي مختبئين مع جدتي لأمي في منزل في السليمانية وكان قد حلّ الظلام وقد
فرض على المدينة حظر تجوّل، وفجأة سمعنا دويّ رصاص غير منقطع لم يُعرف مصدره... خفنا
كثيراً الى درجة اننا ودّعنا بعضنا البعض في حال لم يطلع فجر علينا، ونمنا في حضن جدّتي. وفي
اليوم التالي عرفنا ان انقلاباً حصل في العراق، ودويّ الرصاص ذاك لم يكن سوى للاحتفال بالزعيم
الفائز . ولا بدّ لي أن أذكر ان جدّتي كانت راعية العائلة في غياب الوالد. وكانت، رحمها الله، سيدة
قديرة وشجاعة، وناشطة سياسية من الدرجة الأولى تساعد في طباعة المنشورات السياسية ونقلها
من منطقة الى أخرى في كردستان بهدف توزيعها على الأكراد في أنحاء البلاد المختلفة. > هل
يمكن القول انكِ أخذت عن جدتك لأمّك حبّ الإعلام والطباعة والنشر؟ - على الإطلاق... فعائلتي لم
تمارس علينا أيّ ضغوط للتأثير في توجهاتنا السياسية أو المهنية أو الحياتية. لقد ترك والدي لي
كما لأخواتي الخمس وأخويّ، الحرية الكاملة في اختيار المستقبل الذي نريده. وكنت بعيدة كلّ البعد
عن العمل النضالي، لكن الظلم الذي عرفته عائلتي وشعبي جعلني أختار الإعلام رسالة أحمّلها
المأساة الكردية. هذا هو الحقل الذي أعيش من خلاله وطنيتي. لكنني يجب أن أعترف بأنني بعيدة
كلّ البعد عن العمل السياسي، فأنا لا أتقن السياسة ولا زواريبها. > وكيف جاء انخراطك في عالم
الإعلام والتصوير التوثيقي؟ - عندما عدنا من الغربة للإقامة في جبال العراق، حاولت أن أجد لي
دوراً نضالياً، فكان ان اقترح بعض المقربين عليّ أن أعمل في مجال التمريض ومساعدة المقاتلين
الجرحى، لكنني رفضت لأنني أخاف منظر الدماء. حاولت لكنني لم أقدر... وكان ان انخرطت في
مجال التصوير التوثيقي في أوائل الثمانينات، وكان مجالاً جديداً على بيئتي التي لم تكن قد عرفت
تصوير الفيديو بعد. > والدك ابرهيم أحمد كان رحمه الله كاتباً وشاعراً وترك مذكرات تؤرخ حقبة
من تاريخ كردستان العراق، ووالدتك كلاوريج (سهيلة) روائية كبيرة، كيف أثّرا فيك؟ وهل أخذتِ
عنهما مَلكة الكتابة؟ - لا أنكر ان لوالدي التأثير الكبير فيّ، فأنا أشبهه في أمور كثيرة أهمها
التمسّك بموقفي والثبات على رأيي حتى النهاية، حتى ان أمي كانت تناديني «ابرهيم أحمد الصغير».
أما الكتابة، فأعتقد انها تسري في عروقي وإن كنتُ لم أمتهنها، فأنا أكتب سيناريوهات للأطفال كما
أكتب زاوية شهرية في إحدى المجلات التابعة للمجموعة الإعلامية «خاك» (أي الأرض) التي
أملكها والتي تضمّ مجلات وصحيفة باللغة الإنكليزية ومحطة تلفزيونية وإذاعة. لكن التصوير يبقى
شغفي الكبير. > كمصوّرة فوتوغرافية وفيديوغرافية، تملكين مجموعة أرشيفية ضخمة من الأفلام
الوثائقية التي تصلح لأن تؤرّخ سنوات طويلة من النضال والحروب في كردستان، هل يمكن للصورة
أن تغيّر مجرى الأحداث وتصنع مستقبل شعب ما؟ - يمكن للصورة أن تغيّر مجرى أحداث سياسية أو
اجتماعية معيّنة إن وصلت الى الإعلام. لقد فرض على الأكراد حصار إعلامي، ولم تكن وسائل
الإعلام الأجنبية تنشر أيّ فيلم أو صور عنهـــم علــــى رغم انني كنت أحرص شخصياً وبطرقي
الخاصة على إيصال الشرائط والصور الـى المحطـــات الأجنبية. أملك الكثــيـــــر من الأفـــلام
القاسية والدموية التي تجسّد وحشية الإنسان ضد أخيه الإنسان. عندي صور غير منشورة لمجزرة
وادي «جافايتي» وصورتان عنيفتان لضحايا مجزرة «مرغا» رفضتُ نشرهما لتضمنهما مشاهد
عنف قاسية تهزّ الكيان الإنساني. نظرة الى المستقبل > هل كنتِ لتختارين حياة أخرى غير التي
كانت لكِ، لو قدّر لك أن تختاري الحياة التي تريدين؟ - لا أعتقد ان أيّ عراقي كان له الخيار في
اختيار الحياة التي يريدها، فظروف العراق والمنطقة هي هي، ولم نعطَ يوماً فرصة الخيار. حياتنا
كانت قدراً مكتوباً على جباهنا. > هل أنتِ متفائلة اليوم بمستقبل العراق، في ظلّ مسلسل الموت
اليومي وكلّ الدماء التي تهرق؟ - طبعاً متفائلة لأن التفاؤل جزء من إيماننا بالغد. تجربتنا في
كردستان تؤكد ان الشعوب قادرة، بإرادتها الصلبة وعزيمتها، على إعادة بناء ما تهدّم وتضميد
الجراح من أجل مستقبل أفضل. وكلّي ثقة بأن الشعب العراقي قادر على تحقيق ذلك، إذا توقّف بعض
الدول عن تصدير الإرهاب إلينا. لو ان الأموال التي صرفت على الإرهاب والمتفجرات، تصرف
على الإنماء، لكان العراق اليوم بألف خير. حيث تزدهر البطالة والفقر ينمي الإرهاب. > يحكى
الكثير عن تقسيم العراق، ما رأيك؟ - أعتقد ان التقسيم مسألة غير واردة، على الأقلّ في الوقت
الحالي. > وماذا عن الفيدرالية؟ - الفيدرالية طريق طويل وصعب نحقّقه بالإرادة والتصميم. > كلمة
أخيرة إلى العراق. - من حقّ أبناء العراق أن يعيشوا بحبّ وسلام وكرامة وكبرياء، ويختاروا
مستقبلهم بحرية تامّة، هم الذين حطّمهم لا بل دمّرهم النظام السابق والحظر الدولي الذي فرض
عليهم طويلاً، ولم تبقَ لهم حتى الحرية في خيار وجبة الغذاء التي بات يختارها بالنيابة عنهم رجال
النظام وموظفو الأمم المتحدة. آن الأوان كي يختار العراقي حياته الحرّة والكريمة بنفسه، وكفانا،
كفانا، كفانا دماء *الحياة اللندنية
http://www.dijlh.net/forums/showthread.php?t=35321
الرابط

الصديق11
__________________