الموضوع: رؤية فكرية
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-01-2004, 05:01 AM
kimkam kimkam غير متصل
فنان مبتديء
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,476
إفتراضي رؤية فكرية

رؤية فكرية


الجعفري في مداخلته المتشنجة مع الدكتورة (المانع)



د. عاصم حمدان



* تفقد الكلمة معناها والموعظة الحسنة تأثيرها عندما ينحرف كل منهما عن مساره الصحيح، اقول هذا الكلام بمناسبة ما كتبه احمد الجعفري من تعقيب على مكاشفات الدكتورة عزيزة المانع، وذلك على صفحات ملحق الرسالة الاغر الجمعة 24 ذو القعدة 1424هـ، وعقب عليه السيد نجيب عصام يماني في العدد اللاحق من الملحق نفسه 1 ذو الحجة 1424هـ.


* يذكر الاخ احمد بن محمد جعفري في مداخلته بأن الدكتورة عزيزة دافعت عن مناهجنا وبّرَّأتها من تهمة الارهاب، الا ان الاخ الجعفري يعقب على هذا الموقف الصحيح للكاتبة (المانع) بقوله بأنه كان امراً غريباً وخاصة لمن اطلع على بعض مقالاتها وعرف توجهها الفكري.


* ولم يأت الاخ الجعفري بدليلٍ واحدٍ يثبت مناقضة الدكتورة لنفسها، ومعلوم اننا مأمورون شرعاً بالوقوف عند ظاهر ما يتفوه به الانسان، وليس من شرع الله ان نكشف عن قلوب الآخرين او نطلع عليها، ولقد افقد هذا التوجس وعدم حسن الظن بعقائد الآخرين مقالات بعض المتحمسين وجعل الحجة قائمة عليهم، بل انهم بهذا يسيئون للفكر الديني والذي ندعو اليه - جميعاً - في هذه البلاد بحكم احتضانها للحرمين الشريفين وتطبيقها لشرع الله، ولقد سبق ان قرأت مقالاتٍ اخرى للاخ الجعفري يتهم فيها بعض اخواننا في الاسلام بما يدخل في باب البدعة والشرك، وهذا الموقف منه او من غيره يسبب نفور الآخرين منا، ولربما كان بعض من هؤلاء الذين تدبج المقالات في الحديث عن عقائدهم المنحرفة - دون دليل او برهان يثبت تورط شخصٍ بعينه في هذا المنحى - نعم ربما كان بعضهم الاقرب الى الله، ويجعل ما يروجه البعض عنا - حسداً - بأن بعضنا يرى انه وحده وجماعة حوله هم المؤمنون - حقاً - وسواهم في الموقع الخطأ، يجعل مثل هذا الترويج المرفوض باباً يدخل منه الذين يريدون حقاً الايقاع بيننا كاخوةٍ نعيش في بلدٍ واحد تجمعنا فيه كلمة التوحيد التي جاءت بها الرسالة المحمدية الخالدة. قبل اكثر من الف واربعمائة عام، كما يوقع بيننا وبين اخواننا في العقيدة في البلدان العربية والاسلامية ويجب على هؤلاء الاخوة الذين يريدون- وربما من باب حسن النية والقصد- التنبيه على بعض الاخطاء التي يمكن ان توجد في كل مكان وزمان.


عليهم ان يعلموا انه يمكن مقاضاتهم شرعاً، فالحديث عن عقائد الآخرين مقترناً بمصطلحات البدعة والشرك هو امر خطير ولنا في علمائنا الافاضل ومناهجهم التي تدعو بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة اضافة الى دعوة ولاة الامر الى الوسطية والاعتدال وهما مزيتان من مزايا الرسالة الاسلامية الخاتمة، لنا في منهج علمائنا ودعوة ولاة امرنا نموذج نقتديه وقدوة حسنة نأخذ بها بعيداً عن هذا الحماس الذي ربما قاد صاحبه الى زللٍ اكبر وخطأٍ اعظم، وان هذا الحماس المفرط عند اخينا الكريم - هداه الله - ليقودك الى الاعتقاد بأن جميع مقالاته هي من هذا النوع الذي يفتقد الهدوء والموضوعية والاتزان، اما ما قاده اليه حماسه من خطأٍ جسيمٍ، وزللٍ ينأى عنه اصحاب العلم الشرعي فهو قوله في المداخلة نفسها مع الدكتورة المانع بعد حديثه عن النظرة المحرمة شرعاً، والامر الشرعي لا خلاف عليه عند الجميع يقول الجعفري: (الا ان كانت الدكتورة قد بلغت سن اليأس، واصبحت من القواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً).



* واتفق مع الاخ الاستاذ نجيب يماني فيما ذهب اليه بأن الاخ الجعفري - عفا الله عنه - قد استخدم الآية الواردة في سورة النور والتي تسمح للمرأة التي بلغت سناً متقدمة الظهور امام الرجال بالملابس التي تسترها ودون ابداء زينة، نعم لقد استخدمها في موضع التجريح والاستهزاء وساق الكلام فيه على منحى يخرج بالحوار عن مقصده الاساسي، وكان الاولى به وهو طالب علم ان يعلم تحريم التلفظ بالقرآن في مثل هذا السياق الاستهزائي وكان - رسول الله صلى الله عليه وسلم - عند وعظه للرجال والنساء متأدباً بأخلاق القرآن، بل ان خلقه العظيم قاده حتى للرأفة والرحمة مع اعظم عدو له وهو عبدالله بن ابي بن سلول، فكيف بك يا اخي احمد.. وانت تتحدث عن انسانة مؤمنة وربة بيتٍ فاضلةٍ، الا تعلم ان لها اهلاً وزوجاً وابناء واخواناً سوف تصدمهم مثل تلك العبارات التي تفوهت بها تحت قوة اندفاع حماسك والذي لم تخضعه يوماً للمراجعة والتدقيق، ولو فعلت مثل ذلك لما وقعت في هذا الخطأ الشنيع الذي يجب ان تستغفر الله منه ولا تعود اليه ابداً.

___________________
جريدة المدينة المنورة , يوم الثلاثاء 5/12/1424هـ الموافق 27/1/2004م


لي عودة وتعليق علي هذا الكلام الجميل

شكرا دكتور عاصم حمدان
__________________

kimkam