عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-03-2001, 06:29 AM
العويني العويني غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 177
Post

الأخ أحد المسلمين
ولا تزعل
وإن كنت أفضل لو أنك اخترت اسما يمكن اختصاره

على كل حال نبقى في موضوعنا فأقول وبالله التوفيق :

لنأخذ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي..) الخ الحديث .

فماذا تفهم أخي من هذا الحديث ؟
هل تفهم منه أن الخلفاء الراشدين يُشَرِّعون من عندهم أمورا لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

أم أنهم يسيرون على نفس ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شؤونهم صغيرها وكبيرها ، دون تغيير مهما كان من أمر ؟

أم أنهم يسيرون على (((نـــهــجـــــه))) صلى الله عليه وسلم ويجتهدون في الأمور التي يرون فيها مصلحة المسلمين ، وإن لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فإن قلت بأنهم يشرعون من عند أنفسهم ، فهذا غير صحيح ، بل ولا يليق بمقامهم رضي الله عنهم وتزكية الله تعالى لهم .

وإن قلت بأنهم يسيرون على نفس ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم متمسكون حرفيا بكل ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا مردود بأمور :
أحدها : أن في هذا المسلك مشقة وعسر لا يخفيان .
الثاني : أنه مصادم لروح الشريعة التي فتحت باب الاجتهاد ، إذ لا معنى لفتح باب الاجتهاد مع وجوب التمسك الحرفي بالنصوص ، فالاجتهاد مستمد من روح هذه النصوص ، ولا يرد على هذا قولهم : (لااجتهاد في مورد النص) لأننا نتكلم عن الاجتهاد في فهم النص وتنزيله على الواقع المعاش واستنباط الأحكام منه .
والثالث وهو الأهم : أن الواقع يكذبه ، فهم رضي الله عنهم اجتهدوا في أمور كثيرة لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فلم يبق إلا القول بأنهم رضي الله عنهم قد ساروا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما فهموه من كلامه صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يجتهدون في أمور رأوا فيها مصلحة الإسلام والمسلمين ، وإن لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كجمع المصاحف ، وزيادة الأذان الثاني للجمعة وغيرها من الأمور التي كان فيها مصلحة ظاهرة للمسلمين أداهم إليها اجتهادهم .


والله تعالى أعلم .