الموضوع: عاشوراء
عرض مشاركة مفردة
  #45  
قديم 09-05-2000, 03:47 AM
محمد علي محمد علي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 34
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز جمال،
أعتذر عن هذا الخطأ المقصود الذي أدى الى تشويه سجل الزوار في صفحتكم ، علماً بأنني كنت أراه بالعربية كما كتبته قبل ارساله ، واذا لم تكن هناك شيفرة خاصة لفك هذه الطلاسم فسوف أعاود بإذن الله تسجيل ملاحظاتي .كما لا أن أكبر أدبكم الجم وتواضعكم النبيل الذي أخجلني، وأرجو ألا تؤثر عليكم حدتي في النقاش فهي طبيعه تلازمني ونقص أرجو من الله العلي القدير أن يعينني على التخلص منه.
وقبل أن أبدأ بتكملة الاجابات السريعة أود أن أستميح الأخ عبيدالله بن عبدالله لتطفلي والرد بذات الموضوع الذي تكرم علينا بالرد عليه ، وحيث أننا نقتبس من نفس لنور وننهل من عين البحر فلن يكون ردي بحال من الأحوال مخالفاً لما ابتدأه الأخ عبيد الله
أقول وبالله أستعين رداً على السؤال الخامس:
دع عنك قول علماء الشيعة فإنهم انما نقلوا من أمهات كتب أهل السنة المعتبرة هذا الرواية والتي لاسبيل الى انكرها ، ولو أن بعضهم حاول تهذيب بعض هذه الكلمات
الا أن من ينظر اليها جميعاً يخلص الى نتيجة واحده،
فقد ذكره البخاري باب قول المريض قوموا عني وصحيح مسلم في آخر كتاب الوصية ، مسند أحمد بن حنبل وتاريخ الطبري وابن أثير وابن سعد في الطبقات
ومفاد الحديث عن ابن عباس قال: اشتد برسول الله وجعه فقال: علم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر : إن النبي قد غلبه الوجع "وفي رواية أخرى فقالوا : إن رسول الله يهجر" وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف"وفي رواية أخرى فتنازعوا فقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: انه لا ينبغي عندي تنازع.قال لهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا عني.
وأخرجه ابن حنبل بمسنده بموضع آخر "جزء 3 ص 346: أن النبي دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده قال: فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها. الخبر
وهذا ما قاله علماء أهل السنة لا الشيعة ، ولا سبيل لإنكار هذا الخبر ولا يمكنك أن تنكر على الشيعة اذا ما أخذوا به .
أما قولك هل علم الشيعة بنية عمر أو بمكنون صدره ، فالجواب بالقطع لا ، لأن الله جل ثناؤه وحده الذي يعلم ما تكنه الصدور
وهو وحده العالم بالنيات ، واذا كان الشيعة استدلوا على شيء من هذا الخبر ، فإنه من باب النظرية والدلالة المنطقية بدون أن يدعوا فيها يقيناً على وجه التحقيق ، فالمرأ لا يحتاج الى كثير من الفطنة والفراسة ليستشف هذا
فقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- : أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبدا يذكرنا بحديث آخر معروف ومشهور متواتر لا ينكره الا جاحد متعصب ، وهو قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وقد ذكره رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن عدة ، فلا بد أن الصحابة فطنوا لهذا من باب أن الشيء بالشيء يذكر ، أو يمكن أن يقاس هذا من باب الاستجابة الشرطية كما يعبر عنه ، ودليلنا على هذا قول عمر نفسه : حسبنا كتاب الله!
تدبر يا أخي قليلاً في هذا المعنى
فهنا يقول : اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما ، وهنا : أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده
وفي الجانب الآخر " كتاب الله وعترتي أهل بيتي " وهنا قول عمر " حسبنا كتاب الله"
وهذا لا يخفى على اللبيب اذا تمعن ، وهو بعد مجرد نظرية لا نجزم عليها .
وإني لأتعجب حين أوردت هذا كيف لا تستشكل هذا التجريح والاساءة من مقام سيد البشر -صلى الله عليه وآله وسلم- لا من حيث استشكلت أنت ولكن كيف تمر عليك هذا الألفاظ الغير لائقة بمقام صاحبها الرفيع
تمر عليها مرور الكرام ولا تنكر على قائلها أياً كان ، مع قول الله تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون"
وقال تعالى " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"
فلم تلتفت -هداك الله - الى كل هذا وركزت على ما يقول الشيعة ، دع الشيعة وما قولون ، فما تقول أنت اذا ما عرضت الأمر على كتاب الله وعلى سنة نبيك وعلى عقلك؟
لا يا سيدي ، لم يكن سيد الأنام- صلى الله عليه وآله وسلم- يخشى أحداً
وكيف يكون ذلك وقد عصمه الله من الناس ، قال تعالى "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" فبلغ -صلوات الله عليه وعلى آله-كل ما أمره الله ومن ضمنها تعيين خليفته ووصيه في أكثر من موقف حتى أقام عليهم الحجة بذلك فأنزل الله تعاله قوله "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
"
وما يدريك أنه -صلوات الله عليه وآله - انما أراد أن يعجل ببعث أسامة حتى تستتب المدينة لإبن عمه ، فإنه لا يخفى عليك وجود عدد من المنافيق يخشى بوائقهم بلاضافة الى الطلقاء ، أو ما تسمونهم تهذيباً بمسلمة الفتح الذين انما أسلموا خوفاً وطمعاً وهم قريبي عهد بالجاهلية مع ما لهم من ترات وثارات عند فارس عدنان وبطلها وما فعله بأشياخهم وساداتهم يوم بدر وحنين، وهناك من أسلم طمعاً ممن تيربصون بالاسلام الدوائر ، لذالك فإنه ضمنهم جيش أسامة وأمرهم بالتعجيل بالخروج، وأبقى علي -عليه السلام - معه بالمدينة ، ولكن قضى الله بما كان
وما على الرسول الا البلاغ المبين " "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"

وإنما أراد ذلك اليوم التذكير الا أنهم لم يمكنوه ، ولعلك تسأل ولماذا لم يصر على كتابة الوصيه والاجابة على ذلك ، أنهم أسقطوا حجية هذا الكتاب ، فهل تتوقع أنهم بعد أن نسبوه للهذيان -حاشاه- في حياته ، هل سوف يتبعوا كتابه في مماته؟
فهو انما كان يهجر عندما أملاه فلا حجة للكتاب علينا وحسبنا القرآن وكفى الله المسلمين شر القتال .