[أم صفوان]

لقد قال حكماء العرب : أن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر ،ويخبر عن مكنونان السرائر ، فالكلمة تشهد على قائلها وقد قال أبو ألد رداء :"انصف أذنيك من فيك فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد ,لتسمع أكثر مما تتكلم به"
والإنسان بطبعه كائن بشري يكره الوحدة والانعزال ولا يستطيع أن يعيش دون أن يعاشر الآخرين أو يحتك بهم ولولا هذه العشرة لما استطاع أن يكون علاقاته ويخلق أجواء يعيش فيها , لذا فإن تعامله مع الآخرين هو الذي يحكم علاقته بهم ويجعل حبال التواصل تستمر0
لهذا يعد الكلام من أخطر العوامل التي تنطلق من الفم لأنها قد تحيل الإنسان إلى فزم في عيون الآخرين وقد تحوله إلى عملاق في أنظارهم ,فالفرد يستطيع أن ينفث المر من لسانه فيصيب من حوله بلظى الكلام ويفقد احترام وحب الآخرين له, كما أنه قادر على أن يقطر حلو الكلام فيشيع المحبة والسلام ويكسب تقدير الآخرين ,لذا لابد أن ينتصر حلونا على مرنا لننعم بالسعادة0
وقد قال الشاعر:
العقل زين والسكوت سلامة
فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
ما أن ندمت على سكوتي يوما
ولكن ندمت على كثر الكلام مرارا
وقفة
بعض الوجوه نراها لأول مرة نألفها , نشعر أننا نعرفها منذ الآلف الأيام تشدك إليها بانتباه غريب 00 والبعض الآخر تشعر بالنفور منها حتى ولو ألفناها ملاين السنين 0

( نشر في جريدة النخبة العدد السادس )

تحياتي / أم صفوان