عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-01-2002, 09:37 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي دروس في الإيمان- الغاية من معرفة أسماء الله وصفاته(10)

وقد بين تعالى الغاية من تعرفه إلى عباده بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وهي عبادته بها، كما قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ا دعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}. الإسراء: 110. وقال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} الأعراف: 180.
وضوح تلك الغاية في القرآن لمن تدبره:
وإنه ليصعب على الباحث تتبع المواضع التي وردت فيها أسماء الله وصفاته، في أصول الإيمان وفروعه، وقواعد الإسلام وجزئيا ته، لكثرة ذلك في كتاب الله، ولكن قارئ القرآن إذا تدبره أدنى تدبر، وتأمله أدنى تأمل، تبين له بوضوح أن كل اسم أو صفة، ذكرها الله في كتابه في أي مناسبة كانت يكون المقصود منها تلك الغاية العظيمة، وهي ذكر الله في كل فعل وترك، ذكرا يدفع صاحبه إلى العمل بما يرضي الله، وترك ما يسخطه.
مناسبة الأسماء والصفات للسياقات التي تذكر فيها:
كما أن كل اسم من أسماء الله، أو صفة من صفاته، يكون ذكرها مناسبا للسياق الذي ذكرت فيه غاية المناسبة، فإذا كان السياق يقتضي رحمة الله ومغفرته، ذكر فيه ما يناسب ذلك كأسمائه:الرحمن الرحيم الغفور، وإذا كان السياق يقتضي إشعار العبد بما يعمل في سره وعلنه، ذكرت الأسماء الدالة على كمال علم الله وإحاطته بكل شيء،كأسمائه: العليم البصير السميع العليم الخبير، وإذا كان السياق يقتضي قدرة الله وجبروته وعظمته، ذكر من أسمائه ما يناسب ذلك، كأسمائه: العظيم الجبار المتكبر القهار، والمقصود من ذلك-والله أعلم-أن يعبد الإنسان ربه حق عبادته بأسمائه وصفاته، فيكون في كل أفعاله مرتبطا بربه-فعلا وتركا-مخلصا أعماله لله، مطيعا له طاعة كاملة، محبا لما يحبه الله، مبغضا لما يبغضه الله.
__________________
الأهدل