عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 09-10-2005, 12:13 PM
يحى عياش يحى عياش غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
إفتراضي

***
عجز كلي يا رائد..
عجز كلي جعلني أتمنى السجن أو الاعتقال، فبأيهما يسقط التكليف، و أبرئ أمام الله ذمتي ، و أبرئ سقمي، وأبرر عجزي ، و أشفي وجعي.
عجز موجع.. كل شيء فيه موجع.. الجوارح والزمن والكلمات.. عجز يمتد كجرح بطول الجسد كله.. يشج الجسد كله.. ثم لا يتوقف عند كونه جرحا يشج الجسد في زمن محدود فلعله موجود اليوم ولم يكن موجودا بالأمس وسيبرأ غدا.. لا.. بل جرح يمتد ليس بطول العمر فقط..جرح يمتد من عام 1947 ويتسع .. كل يوم.. جرح لا يقاس طوله بأبعاد المكان بل بمقاييس الزمان.. جرح يتعدى عمري ليضيف إلى هزائمه هزائم أخرى بطول أزمنة الهزيمة.. جرح يؤلم فيه ما حدث في الأندلس وما يحدث في فلسطين.. وما يحدث في الشيشان و أفغانستان وكشمير والفليبين .. جرح بطول التاريخ وعرض الأمة..
نعم ..
وجع موجع..
وجع على وجع..
هل تذكر يا رائد مقالتي الماضية حين رحت أسرد وصف الشيخ يوسف القرضاوي للتعذيب في سجون الطاغوت – ومن جاءوا بعده كانوا أشد شرا وخسة- هل قرأت الشيخ الجليل وهو يصف كم هو فظيع ألم الضرب بالسياط على الجلد السليم أول مرة.. وهل قرأت استدراكه أن هذا الوجع يكاد لا يذكر عندما يقارن بوجع وقع السياط للمرة الثانية على الجلد الملتهب المتقرح الممزق بوقع السياط السابقة..
أوجعني الوجع لأنه جاء على وجع..
وتذكرت .. أن البطل المجاهد أيمن الظواهري كان واحدا من ضحايا هذا العذاب لأنه رجل يقول ربي الله..
أوجعني الوجع فتمنيت الموت رغم تحذير سيدي ومولاي صلى الله عليه وسلم..
تمنيته و أنا أتوجس أنني من أجيال و قوم الاستبدال الذين سيبدلهم الله فيذهب بهم ويأتي بقوم يحبهم ويحبونه.. تمنيته و أنا أقول لنفسي: حتى لو انتقلت من جحيم الدنيا إلى النار فيكفيني أنني هناك – وقد انقشع سحر الزمن - لن أتجرع غصص المذلة والمهانة أمسي عليها كل مساء و أصبح كل صباح.. ثم أنني هناك، ولو في النار، سوف أذهل عن ألم النار برؤية ربي..

***
لم أكن أتصور يا رائد المسلم كيف ستمر علىّ الساعة التالية بعد وصول رسالتك بله انتظار مجيء الصباح..

***
وفجأة عزاني ربي فأجمل عزائي..
كانت رسالتك يا رائد محنة وكانت عسرا..
فأرسل الله لي يسرين..
نعم..
يسرين..
فقد فوجئت بالشيخ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري يوجهان رسالة للأمة..

***
يــــــــــــــــــــــــــــــــاه..
لشد ما استطال غيابكما..
ولشد ما نهشني القلق عليكما..
ولشد ما اشتد الشوق إليكما..

***
رأيتهما في الصحراء..
وانفجر في القلب طوفان حنان خاشع باك والزمان يرتد بي خمسة عشر قرنا فأكاد أري الرسول صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه يهاجران.. وبعد الهجرة النصر والفتح..

***
ليس في الأمر أي تشبيه أو مقارنة أو مقاربة، و أرجو ممن أعمى الله بصائرهم أن يعفوني من رسائلهم المتنطعة ضد أي موقف ينصف سيد المجاهدين في زماننا.. وبعضهم يسلقونني بألسنة حداد عندما أقول – و سأقول – أسامة بن لادن رضي الله عنه.. وهذا البعض لا يتورع عن عبادة ملكه أو رئيسه.. ثم أن هؤلاء الهالكين المتنطعين يجهلون أن رضي الله عنه دعاء لم تقصره كتب الأثر على الصحابة والتابعين، بل لقد امتد ليشمل مصحح الطباعة لصحيح مسلم ، المطبوع بدار الطباعة العامرة، بالآستانة، عام 1329 هـ ..‍‍‍‍!!..
وهذه الرسائل المتنطعة رغم قلتها بالنسبة للرسائل الأخرى إلا أنها تعبر عن عدم فهم مطلق..
نعم.. انفجر في القلب طوفان حنان خاشع باك والزمان يرتد بي خمسة عشر قرنا فأكاد أري الرسول صلى الله عليه وسلم والصديق رضي الله عنه يهاجران..
ليس في الأمر أي تشبيه أو مقارنة أو مقاربة.. لكنني فجأة رأيت في ومضة برقت في الديجور فرأيت رحمة ربي، رأيت الزمان يدور دورته، ويعود لهيئته، ورأيت في الرمز فتحا مبينا.

***
لقد سألني الكثيرون لماذا لم أكتب منذ زمان طويل عن هؤلاء المجاهدين.. و كنت أجيبهم أنني أشعر بعجز كلي.. فماذا يمكنني أن أقول للشيخ أسامة أو الشيخ أيمن أو رائد المسلم..
أيّ تزيد بغيض أن يتقدم الجاهل ليعلم العالم..
و أن ينبري الجبان ليشجع الشجاع..
و أن يتقدم من هده الوهن وأذله ليشد أزر من باعوا أنفسهم إلى الله..
و أن..
وأن..
وأن..

***
كنت أيضا أخشى أن أثقل بكتابتي عليهم حين أقول لهم كم اشتقنا إليهم وكنت أخاف أن أضغط عليهم بالحب فيظهروا ظهورا يهدد سلامتهم و أمنهم..
كنت أخشى عليهم مس الريح أن يزعجهم..
وكنت عاجزا ذلك العجز الكلي.. ففي كل مجال من مجالات الدنيا والآخرة لهم قصب السبق..
وحتى عندما كنا أهم أن أهتف بهم : اثبتوا فأنتم على الحق، كان الخزي يغرقني والعار يجللني.. فمن أنا حتى أقول لهم ذلك..

***
فقط.. أقول للأمة ليس من سبيل أمامنا سوى هذا السبيل الذي يسير فيه إخوتنا في فلسطين والعراق و أفغانستان..
ليس للأمة من سبيل سوى أن تعد لأعداء الله ما ترهبهم به..
ليس للأمة من سبيل آخر.. وما حدث في 11 سبتمبر قصاص لا مناص منه.. ونحن لا نسعى إليه .. لكنهم هم الذين يحتلون بلادنا، فإن أرادوا الأمن فعليهم أن يغادروها، كي نعيش الأمن كما يعيشونه أو عليهم أن يعيشوا الرعب والدمار والموت كما نعيشه.
ليس هناك سبيل آخر..
ذلك أن ما يطرحه علينا الجبابرة الآن واحد من ثلاثة:
إما أن يبيدونا كالهنود الحمر..
و إما أن يروضونا كما روضوا العبيد..
و إما أن نجاهدهم..

***
ليس أمامنا سبيل آخر..
فإذا أردنا الدنيا فإن علينا أن نجاهدهم..
و إذا أردنا الآخرة فإن علينا أن نجاهدهم..
و إذا أردنا الدنيا و الآخرة فإن علينا أن نجاهدهم..
مهما فعلوا، ومهما حاولت أجهزة إعلامهم الشيطانية أن تقلب الحقائق..
ثقافتهم وبربريتهم لا تلزمنا بشيء ولا تضع أمامنا أي حاجز..
وديننا يأمرنا أن نقاتلهم أينما وجدناهم.. وهذا أمر لكل مسلم في كل مكان وزمان، أمر لا ينتظر رخصة من حاكم عميل كي يعطيه شرعيته.. فالحاكم نفسه فاقد للأهلية والشرعية.. بل "حكامنا مرتدون وإن صلوا وصاموا وزعموا أنهم مسلمون" كما يقول الشيخ المجاهد رضي الله عنه.

يا شيخ أسامة بن لادن: لقد كانت عبقرية ما حدث يوم 11 سبتمبر أنها جردت الغرب من أقوى أسلحته، ألا وهو الكذب، والغرب الذي ادعى الحضارة والرقي والتقدم اضطر لخلع كل أقنعته لتبدو كل عوراته.. تحت رئاسة ذئب غادر غبي هو بوش، وكلب أجرب هو بلير وخنزير هو شارون.. اضطر الغرب لخلع أقنعته في توقيت لم يكن هو الملائم تماما بالنسبة له، فقد كان وكلاؤه يكفونه مئونة القتال بقتل روح الأمة وترويضها وسلب هويتها وتعويدها على الشذوذ والخنا.. وكلاؤه وهم الحكام والمثقفون .. بعض نخبتنا المثقفة.. الطابور الخامس الذي اختار أن يبيع أمته ودينه، وكان الغرب يأمل أن يتمكن هؤلاء في صمت ودأب من اقتلاع الإسلام من قلوب الناس، ويوما بعد يوم وعاما بعد عام ينجح هؤلاء في مخططهم ليتقدم الغرب بعدها ليستولي على الدول دون قتال. كانت عبقرية 11 سبتمبر أنها نبهت الغافل وفضحت المخبوء..

هذه النخبة المثقفة يمثلها رضا هلال.. و إن كانت أموره قد افتضحت بسبب اختفائه الغامض، فإن أمور أقرانه كأموره، فقط هي لم تفتضح بعد..( بمناسبة هذا الاختفاء الغامض أطلب من أجهزة الأمن تشديد الحراسة على رموز نخبتنا الثقافية.. كفاروق حسني ومحمد سلماوي.. و.. و... و..).. وفي نفس هذا الإطار- وقبل أن يختفي أحدهما أو كلاهما - أرجو مراجعة كتاب فاروق عبد القادر الأخير وما ورد فيه عن عدد من الكتاب منهم جمال الغيطاني.. والكتاب مذهل.. و أكثر ما يذهل فيه هدم الحواجز المصطنعة بين الفن كوظيفة وكتوظيف وتمزيق الأستار بين الشذوذ الفكري والجسدي والعمالة للأجنبي.. ويشهد بهذا شاهد يساري.. من أهليهم .

***
يا شيخ أسامة ومن معك.. إن الأمة تكتفي منكم بما فعلتموه.. وتدرك أن القصور في رد فعل أمة عاجزة وحكام خونة وفقهاء عجزوا عن مقاومة غواية السلطان فأنى لهم أن يصمدوا لغواية الشيطان، واحد منهم، وغد منهم أفتى بعدم جواز إفتاء علماء مصر للعراق، ولا يدرك هذا الوغد الزنيم أنه يطبق تعليمات المخابرات الأمريكية ويهدم معنى أول آية في القرآن الكريم بعد البسملة، فالدين كله موجه لله رب العالمين وليس رب المصريين دون العراقيين، هذا الوغد يسلب من الإسلام أهم و أقوى خصائصه: عالميته.
أقول أن الأمة تكتفي منكم بما فعلتموه، لكنها تصدق كل حرف تقولونه، وتدرك أن الملحمة لم تبدأ بعد وتنتظرها. تنتظر – في عجز ذليل- إذلال المجرمين بوش بلير وشارون ومن معهم.. وتنتظر في عجز ذليل إذلال حكامنا الخونة ونخبهم.. ورغم أن هذا هو واجب الأمة إلا أنها وقد عجزت تنتظر الفرج من الله على أيديكم .. فتطرب لدم كل أمريكي مجرم يسفح، ولعنق كل يهودي خسيس يذبح..
والأمة تأمل – لست أدري كيف- التوصل إلى سلاح دمار شامل يردع المجرمين.. لست أدري كيف يمكن طرح الأمر لكنه جوهري، و إن أمان البعض حتى لو كانوا خونة، هو في عدم تسليم كل الأوراق إلى أمريكا، وعلى سبيل المثال، فإن وسيلة تأمين السلاح النووي الباكستاني، والمشروع الإيراني، أن تكون معلوماتها النووية متاحة ومطروحة أمام باقي المسلمين.
والأمة تدرك أنه لا سبيل أمامها لمواجهة الطواغيت إلا بإرهابهم، وطردهم من بلادنا..
وسيطردون بإذن الله..
فبارك الله فيكم.. يا طليعة المجاهدين والشهداء..