عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 14-11-2006, 11:05 PM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي قطب المفترى عليه

نقض اتهامات سيد قطب بالتكفير


المستشار الدكتور علي جريشة من أعلام الفكر الإسلامي وهو فقيه له مكانته، عاصر الفترة التي عاش فيها الشهيد سيد قطب، وكانت له وقفات أمام القضاء أثناء محاكمة جماعات التكفير، وكانت شهادته كفقيهٍ وقاضٍ ومحامٍ ذات أثرٍ كبيرٍ على النظرةِ على جماعات التكفير باعتبار أعضائها ضحايا وليسوا جناة.

والمستشار علي جريشة دارس بعمقٍ لقضايا التكفير، لذلك رأينا أنَّ الحديث معه يكون له طابع مميز إذا ناقشنا الاتهام الموجه إلى الشهيد سيد قطب وعلاقته بأفكار التكفير وهو ما دأب البعض على ترديده. فإلى هذا الحديث:

* في البداية سألناه عن الاتهام الذي دأبت أجهزة الأمن ومن سايرها على ترديده وهو أن الجماعات التي مارست العنف خرجت من عباءة الشهيد سيد قطب- رحمه الله- وأنَّ فكرة التكفير موجودة في كتبه؟
** قال المستشار علي جريشة: بالتحقيق العلمي الأستاذ سيد قطب- رحمه الله- ليس مسئولاً عن هذه الجماعات، أما الأخذ بالشواهد فإنه قد يجعله مسئولاً.

* كيف؟
** التحقيق العلمي يثبت أن الأستاذ سيد قطب ليس مسئولاً؛ لأنَّ ما قاله من عبارات لا يؤخذ بها معنى التكفير، وقد أكد ذلك أخوه الأستاذ محمد قطب الذي نفى عنه تمامًا هذه التهمة، لكن القارئ العادي أو المغفل (ويدخل في ذلك رجال أمن الدولة طبعًا) قد يفهم أنَّ الأستاذ سيد قطب مسئول، وذلك بسبب عباراته الأدبية التي استخدمها والتي قصد بها أن يُثير الهمم ويحفِّز الأمة النائمة على النهوض من رقدتها لترفض الاستكانة للظلم، وفي سبيل ذلك استخدم ألفاظًا قوية.

فمثلاً- على ما أذكر- بعض عباراته تقول: "مَن فعل ذلك فقد انتفى عنه الإيمان" وهم يفسرون نفي الإيمان بأنه حكم بالتكفير لكن بالتحقيق العلمي نرى أن نفي الإيمان لا يعني التكفير وإنما يعني بقاء الإسلام والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ (الحجرات: من الآية 14) فهذا مثال لما ورد من مقولات الأستاذ سيد- رحمه الله- فالألفاظ القوية التي استخدمها كانت تهدف إلى حفز الهمم وإيقاظ المشاعر، ومن هنا فإن كتاباته لا يؤخذ منها معنى التكفير إلا من وجهة نظر السطحيين والمغفلين.

ويواصل المستشار الدكتور علي جريشة: وفي تفسيري للقرآن الكريم في الربع الرابع من سورة المائدة والربع الخامس من سورة آل عمران أخذت بالرأي الذي ذهب إليه الأستاذ سيد قطب رحمه الله- في أن الذي يمتنع عن تطبيق شرع الله عامدًا تتحقق فيه الصفات الثلاث وهي (الكافرون- الظالمون- الفاسقون)، ومثل ذلك تفسير الأستاذ سيد لقوله تعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ (النساء: من الآية 56) فهنا نجد أن القرآن الكريم نفى الإيمان والبعض تصوَّر خطأً أن هذا يعني حكمًا بالتكفير وهذا غير صحيح لأنه ينفي الإيمان لكنه يُبقي الإسلام.

* في هذا الصدد أين تضع ما سجله العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته حول هذه القضية، وخاصةً أنَّ هناك مَن لا يوافق على استخدام الشهيد سيد قطب للفظة الجاهلية؟
** أنا قلت إنه يشتبه على القارئ العادي أما أن يشتبه على رجال العلم فهذا ما لا يمكن أن يفسَّر، وأنا أثبت بالتحقيق العلمي أن الأستاذ سيد -رحمه الله - لم يقصد التكفير.. إن مسألة التكفير في رأيي مسئول عنها جهاتٌ أخرى.

* ما هذه الجهات؟
** هي ثلاث جهات تحديدًا، وهذا ما أعلنتُه في السبعينيات من القرن الماضي عندما ظهرت قضية التكفير الشهيرة، وهذا ما ذكرته كثيرًا في مناسبات عديدة أمام القضاء في المحاكمة وفي الندوات العامة أمام الجماهير وقلت: إن الجهة الأولى المسئولة عن التكفير هي العصابة التي حكمت مصر منذ انقلاب 23 يوليو 1952م.

وهؤلاء العصابة كانوا يعلمون أنَّ الحكم بالقرآن واجب، ومع ذلك لم يعملوا به، فإذا جاء مَن يتهمهم بالكفر فإنه يكون معذورًا لأنهم تنكَّروا لشرع الله ولا عذر لهم.

والجهة الثانية هي أجهزة الأمن التي مارست التعذيب بأبشع الوسائل، فهي التي اضطرت المعذَّبين إلى الإحساس الشديد بالظلم فقام مزيف منهم بتكفيرها لأنها مارست أعمالاً غير إنسانية على الإطلاق وامتهنت كرامة الإنسان المسلم وأهانت علماء الدين، فمثلاً جرى تعذيب سيدة فوق الستين في حضور رئيس الدولة، وقاموا بتعذيب الشيخ محمد عبد المقصود من الإسماعيلية وهو فوق الستين من عمره، وأحضروا أمامه ابنتيه وهما في سن 18، 19 سنة ونزعوا عنهما ملابسهما أمام والدهما الشيخ الكبير وهو يبكي من بشاعةِ الموقف.

كما قاموا بتعذيب طفل (6 سنوات) أمام أبيه عبد الحميد عفيفي (سائق أتوبيس النقل العام)، وجلدوا الطفل أمام أبيه والطفل يصرخ ويرجو أباه أن يعترف للزبانية ليرحمه هؤلاء المجرمون.

والجهة الثالثة هي أجهزة الإعلام التي تمارس فجورًا لا حدودَ له، وتعرض الأغاني والمسلسلات والأفلام الخليعة التي تناقض القيم الإسلامية، ولذلك فإنَّ هذه الجهات الثلاثة هي المسئولة عن نشأة التكفير في مصر.

وأنا أرى أنَّ الذين وقعوا في التكفير هم ضحايا وليسوا متهمين، ومطلوب محاكمة الجهات الثلاثة السابقة؛ وهي ضباط انقلاب يوليو وأجهزة الأمن وأجهزة الإعلام المختلفة.

الجاهلية
* بالنسبة لاستخدام الشهيد سيد قطب للفظة الجاهلية ووصف المجتمع بها كيف تفسرون ذلك؟
** أنا بينت ذلك في كتابي (نحو نظرية في التربية الإسلامية)، وأرى أن الأستاذ سيد- رحمه الله- يمكن أن تقول عنه هنا أنه اجتهد فأخطأ، لكنَّ خطأه ليس فاحشًا لماذا؟ لأنه في الحقيقة تنقصه فقط الدقة العلمية في استخدام لفظ الجاهلية واستعمل بدلاً من ذلك لفظًا أدبيًّا.

والرسول- صلى الله عليه وسلم- قال لأحد الصحابة: "إنك امرؤ فيك جاهلية"، ولذلك كان على الأستاذ سيد قطب أن يقول "مجتمع فيه جاهلية"، لا "مجتمع جاهلي".. كان عليه أن يقول: "الأفراد فيهم جاهلية"؛ لأن كل مسلم من الممكن أن يكون فيه جاهلية رغم أنه يُصلِّي ويُزكِّي ويصوم ويؤدي الفرائض، والصحابي قال لأخيه: يا ابن السوداء فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم:"إنك امرؤ فيك جاهلية".

ولذلك فإنَّ التعبير الذي استخدمه الأستاذ سيد- رحمه الله- تنقصه فقط الدقة العلمية.

* معنى ذلك أنه يجب التعامل مع تراث الشهيد سيد قطب بمراعاةِ الأسلوب الأدبي الذي استخدمه..؟
** نعم؛ لأن الأستاذ سيد- رحمه الله- كان يوقظ أمةً نائمةً، فكان لا بد له أن يصرخ فيها لتنهض.
دعاة لا قضاة

* نأتي إلى كتاب (دعاة لا قضاة) للإمام الهضيبي.. هل كان هذا الكتاب ردًّا على أفكار الأستاذ سيد قطب؟!
** لقد عايشت هذه الفترة معايشةً تامةً، والذي حدث أن فكر التكفير نشأ في المعتقلات، وانتبه له الإخوان المسلمون وردُّوا عليه، والأستاذ الهضيبي- المرشد الثاني للإخوان- أصدر كتابه ردًّا على هؤلاء، وأخذ عليهم البيعة من جديد، وقام بفصل 12 من الإخوان ممن اعتنقوا فكرة التكفير وبدأوا بتكفير مَن يعذبونهم في السجون ثم الحاكم الذي يأمر هؤلاء بالتعذيب ثم المجتمع الساكت على هذا الحاكم، وبذلك كفَّروا المجتمع كله.

وإزاء ذلك كتب الإمام الهضيبي بمساعدة ابنه الأستاذ المأمون كتاب (دعاة لا قضاة)، والأستاذ المأمون هو كاتب معظم الكتاب بإقرار وموافقة والده فالاثنان هما اللذان ألَّفا الكتاب.

* لكن هل كان هذا ردًّا على الشهيد سيد قطب بشكلٍ غير مباشر؟
** لا.. وإنما كان ردًّا على أفكار الذين كفَّروا المجتمع وهم داخل المعتقلات.

* ما الذي يمنع أن يكون هؤلاء قد تأثروا بأفكار الشهيد سيد قطب وفهموها على نحوٍ معين؟
** ليس هناك ما يمنع طبعًا، ولكن يجب أن نلاحظ أنَّ هؤلاء قاموا بتكفير الإخوان المسلمين أيضًا ضمن تكفيرهم للمجتمع ككل.

* دارت معركة حول الأستاذ سيد قطب بين كل من المستشار سالم البهنساوي والأستاذ محمد قطب (شقيق الشهيد سيد قطب)، وكان محور الخلاف مَن الأولى بتفسير أفكار سيد قطب: جماعة الإخوان أم شقيقه؟ خاصةً أنَّ الأسلوب الأدبي للشهيد يحتمل أوجهًا عدة واحتمالات تطرح خلافات كثيرة في تفسيرها.. ما رأيكم في هذه القضية؟
** أنا أقول إنَّ كلا الطرفين على صواب، وأنا أعذر الحدَّة في التعبيرات التي استخدمها الأستاذ سيد قطب؛ لأنه كان يصرخ في الجماهير النائمة كما سبق أن قلت، حتى جماهير الإخوان كانت نائمةً في ذلك الوقت مثل باقي المجتمع، فاضطُّرَّ الأستاذ سيد إلى أن يصرخ في الجميع منبِّهًا وموقظًا.

قطب والمودودي
* هناك من يردد أنَّ الشهيد سيد قطب نقل أفكاره عن الأستاذ أبي الأعلى المودودي الذي نشأ في مجتمع غير مسلم بكامله، وهو شبه القارة الهندية، مع أن الأمر مختلف في مصر؛ حيث المجتمع مسلم.. كيف ترون هذا الطرح؟
** الأستاذ المودودي- رحمه الله- عالم جليل، ونحن نعترف بفضله وجهاده وعلمه، لكنه رغم ذلك لم يكن- رحمه الله- فقيهًا، والحقيقة أنَّ أفكار الأستاذ المودودي قد لاقت تجاوبًا لدى الأستاذ سيد قطب الذي كان يبحث في نفس القضية، لكنَّ الحقيقة أيضًا أنَّ الأستاذ سيد قطب لم ينقل أفكار المودودي نقلاً حرفيًّا وإن كان قد تأثَّر به، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ الأستاذ سيد قطب كتب بأسلوب أدبي ولم يكتب أحكامًا فقهيةً ولم يستخدم لغة الفقهاء؛ ولذلك لا يكون الأستاذ سيد قطب مسئولاً عمَّا فهموه خطأً.

* القارئ لتراث الإمام الشهيد حسن البنا وتراث الشهيد سيد قطب يلاحظ ضعف الارتباط الفكري بين الشخصين.. ما مدى صدق هذه الرؤية؟
** كان الأستاذ سيد قطب يُجلُّ الإمام البنا ويعتبره أستاذه ويعتبر نفسه من تلاميذه، لكنَّ الإمام البنا عاش في فترة انتهت عام 1949م، أما الأستاذ سيد قطب فقد تجلَّت مكانته وزاد أثره الفكري في فترة الستينيات، ويصح هنا أن نقول إنَّ سيد قطب يمثل الجيل الثاني في الإخوان، ولم يعايش الإمام البنا مباشرةً وهو في ذلك مع الاعتذار للصحابة- رضي الله عنهم- يشبه التابعين الذين جاءوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك يكون طبيعيًّا أن يظهر سيد قطب كمفكرٍ مستقلٍ، لكنَّ هذا لا يعني تنكره للإمام البنا، وسقف الدعوة والفكر الإسلامي متسع جدًا.

* اليوم وبعد مرور أربعة عقود على استشهاد العلامة الأستاذ سيد قطب.. ما الذي بقي من مشروعه الدعوي والفكري؟
** كل ما كتبه ذخيرة لعصرٍ جديدٍ وللأجيال التالية.

* أخيرًا.. كيف تنظر إلى الفتاوى التي أصدرها بعض علماء الأزهر ضد الشهيد سيد قطب؟
** هؤلاء ينطبق عليهم وصف الشيخ الشعراوي- رحمه الله- أنهم علماء السلطان، وفتاوى أمثال هؤلاء تحتاج إلى تقويم علمي والرد عليها علميًّا، وهي مرفوضة تمامًا؛ لأنها صدرت بناءً على توجيهٍ سياسي.
منقول
http://www.ikhwanonline.com/ik/Artic...&SectionID=106
http://www.ikhwanonline.com/ik/Artic...&SectionID=106

وهذا كلام الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله عن سيد قطب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=4590
ولمن لا يعجبه كشك او يفسقه او يضلله او يبدعه
فاليه كلام العلامة الالباني رحمه الله الذي انصف وفرق بين فترة ان كان سيد اديبا وفترة سجنه الذي التزم فيها رحمة الله على الجميع
{ولا تبخسوا الناس أشياءهم}