عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 29-04-2007, 10:28 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي



يثبث مع قلة من أصحابه فيظفرون:
فلما انقضت الأشهر الحرم خرج تأبط والمسيت بن كلاب في ستة نفر يريدون الغارة على بجيلة
والأخذ بثأر صاحبيهم عمرو بن كلاب وسعد بن الأشرس. فخرج تأبط والمسيب بن كلاب وعامر بن الأخنس وعمرو بن براق ومرة بن خليف والشنفري بن مالك ((والسمع وكعب حدار ابنا جابر أخوا تأبط)) فمضوا حتى أغاروا على العوص فقتلوا منهم ثلاثة نفر: فارسين وراجلاً وأطردوا لهم إبلاً وأخذوا منهم امرأتين فمضوا بما غنموا حتى إذا كانوا على يوم وليلة من قومهم عرضت لهم خثعم في نحو من أربعين رجلاً، فيهم أبي بن جابر الخثعمي وهو رئيس القوم فقال تأبط: يا قوم، لا تسلموا لهم ما في أيديكم حتى تبلوا عذراً وقال عامر بن الأخنس: عليكم بصدق الضراب وقد أدركتم بثأركم وقال المسيب: اصدقوا القوم الحملة وإياكم والفشل وقال عمرو بن براق: ابذلوا مهجكم ساعة فإن النصر عند الصبر وقال الشنفري:
نحن الصعاليك الحماة البزل *** إذا لقينا لا نرى نـهـلـل

وقال مرة بن خليف:
يـا ثـابت الخيـر ويـا بـن الأخـنـس *** ويا بن براق الكـريم الأشـوس
والشنفري عند حـيود الأنـفـس *** أنا ابن حامي السرب في المغمس
نحن مساعير الحروب الضرس


وقال كعب حدار أخو تأبط: يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا ولا تخيموا جزعاً فتدبروا وقال السمع أخو تأبط:
يا قوم كونوا عندها أحرارا *** لا تسلموا العون ولا البكارا
ولا القناعيس ولا العشـارا *** لخثعم وقد دعـوا غـرارا
ساقوهم الموت معاً أحرارا *** وافتخروا الدهر بها افتخاراً


فلما سمع تأبط مقالتهم قال: بأبي أنتم وأمي، نعم الحماة إذا جد الجد
أما إذا أجمع رأييكم على قتال القوم فاحملوا ولا تتفرقوا فإن القوم أكثر منكم فحملوا عليهم فقتلوا منهم ثم كروا الثانية فقتلوا ثم كروا الثالثة فقتلوا فانهزمت خثعم وتفرقت في رؤوس الجبال، ومضى تأبط وأصحابه بما غنموا وأسلاب من قتلوا

فقال تأبط من ذلك:
جزى الله فتياناً على العوص أشرقت *** سيوفهم تحت العـجـاجة بـالـدم
الأبيات...

وقال الشنفري في ذلك:
دعيني وقولي بعد ما شئت إنني *** سيفدي بنفسي مرة فـأغـيب
الأبيات...

وقال الشنفري أيضاً:
ألا هـل أتى عـنا سـعاد ودونهـا *** مهامه بيد تعتلي بالصعالـيك
بأنا صبحنا القوم في حر دارهم *** حمام المنايا بالسيوف البواتـك
قتلنا بعمرو منهم خير فـارس *** يزيد وسعدا وابن عوف بمالك
ظللنا نفري بالسيوف رؤوسهم *** ونرشقهم بالنبل بين الدكـادك



وقال غيره:لا بل قال هذه القصيدة في عامر بن الأخنس الفهمي، وكان من حديث عامر بن الأخنس أنه غزا في نفر، بضعة وعشرين رجلاً، فيهم عامر بن الأخنس، وكان سيداً فيهم، وكان إذا خرج في غزو رأسهم وكان يقال له سيد الصعاليك، فخرج بهم حتى باتوا على بني نفاثة بن عدي بن الديل ممسين ينتظرون أن ينام الحي، حتى إذا كان في سواد الليل مر بهم راع من الحي قد أغدر فمعه غديرته يسوقها فبصر بهم وبمكانهم، فخلى الغديرة وتبع الضراء ضراء الوادي، حتى جاء الحي فأخبرهم بمكان القوم وحيث رآهم، فقاموا فاختاروا: فتيان الحي فسلحوهم، وأقبلوا نحوهم، حتى إذا دنوا منهم قال رجل من النفاثيين: والله ما قوسي بموترة. فقالوا: فأوتر قوسك، فوضع قوسه فأوترها، فقال تأبط لأصحابه: اسكتوا، واستمع فقال: أتيتم والله، قالوا: وما ذلك؟ قال: أنا والله أسمع حطيط وتر قوس. قالوا: والله ما نسمع شيئاً، قال: بلى والله إني لأسمعه، يا قوم النجاء، قالوا: لا والله ما سمعت شيئاً، فوثب فانطلق وتركهم، ووثب معه نفر، وبيتهم بنو نفاثة فلم يفلت منهم إنسان، وخرج هو وأصحابه الذين انطلقوا معه، وقتل تلك الليلة عامر بن الأخنس.
قال ابن عمير: وسألت أهل الحجاز عن عامر بن الأخنس، فزعموا أنه مات على فراشه.
فلما رجع تأبط قالت له امرأته: تركت أصحابك،
فقال حينئذ:
ألا عجب الفتيان من أم مـالـك *** تقول: لقد أصبحت أشعث أغبرا

ينهزم من النساء
قال أبو عمر الشيباني: لا بل كان من شأن تأبط وهو ثابت بن جابر بن سفيان، وكان جريئاً شاعراً فاتكاً أنه خرج من أهله بغارة من قومه، يريدون بني صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعيد بن هذيل، وذلك في عقب شهر حرام مما كان يحرم أهل الجاهلية، حتى هبط صدر أدم، وخفض عن جماعة بني صاهلة، فاستقبل التلاعة، فوجد بها داراً من بني نفاثة بن عدي، ليس فيها إلا النساء، غير رجل واحد، فبصر الرجل بتأبط وخشية، وذلك في الضحى، فقام الرجل إىل النساء، فأمرهن فجعلن رؤوسهن جمماً وجعلن دروعهن أردية، وأخذن من بيوتهن عمداً كهيئة السيوف فجعلن لها حمائل، ثم تأبطنها ثم نهض ونهضن معه يغريهن كما يغري القوم، وأرمهن أن لا يبرزن خداً، وجعل هو يبرز للقوم ليروه، وطفق يغري ويصيح على القوم، حتى أفزع تأبط شراً واصحابه وهو على ذلك يغري. في بقية ليلة أو ليلتين من الشهر الحرام، فنهضوا في شعب يقال له شعب وشل، وتأبط ينهض في الشعب مع أصحابه، ثم يقف في آخرهم
ثم يقول: يا قوم لكأنما يطردكم النساء، فيصيح عليه أصحابه فيقولون: انج أدركك القوم، وتأبى نفسه فلم يزل به أصحابه حتى مضى معهم
فقال تأبط في ذلك:

أبعـد النفاثيين أزجـر طائرا *** وآسى على شيء إذا هو أدبرا
أنـهنه رجلي عنهم وإخــالهم *** من الذل يعـراً بالتلاعة أعـفرا
ولو نالت الكفان أصحاب نوفـل *** بمهمهة مـن بـين ظئرء وعـرعـرا



مصرعه على يد غلام دون المحتلم:
فلما رجع تأبط وبلغه ما لقي أصحابه قال: والله ما يمس رأسي غسل ولا دهن حتى أثأر بهم. فخرج في نفر من قومه، حتى عرض لهم بيتع من هذيل بين صوى جبل، فقال: اغنموا هذا البيت أولاً، قالوا: لا والله، ما لنا فيه أرب، ولئن كانت فيه غنيمة ما نستطيع أن نسوقها.
فقال: إني أتفاءل أن أنزل، ووقف، وأتت به ضبع من يساره، فكرهها، وعاف على غير الذي رأى، فقال: أبشري أشبعك من القوم غداً. فقال له أصحابه: ويحك، انطلق، فوالله ما نرى أن نقيم عليها. قال: لا والله لا أريم حتى أصبح.
وأتت به ضبع عن يساره فقال: أشبعك من القوم غداً. فقال أحد القوم: والله إني أرى هاتين غداً بك، فقال: لا والله لا أريم حتى أصبح. فبات، حتى إذا كان في وجه الصبح، وقد رأى أهل البيت وعدهم على النار، وأبصر سواد غلام من القوم دون المحتلم، وغدوا على القوم، فقتلوا شيخاً وعجوزاً، وحازوا جاريتين وإبلاً. ثم قال تأبط: إني قد رأيت معهم غلاماً؛ فأين الغلام الذي كان معهم? فأبصر أثره فاتبعه، فقال له أصحابه: ويلك دعه فإنك لا تريد منه شيئاً، فاتبعه، واستتر الغلام بقتادة إلى جنب صخرة، وأقبل تأبط يقصه وفوق الغلام سهماً حين رأى أنه لا ينجيه شيء، وأمهله حتى إذا دنا منه قفز قفزة، فوثب على الصخرة، وأرسل السهم، فلم يسمع تأبط إلا الحبضة فرفع رأسه، فانتظم السهم قلبه، وأقبل نحوه وهو يقول: لا بأس فقال الغلام: لا بأس، والله لقد وضعته حيث تكره، وغشية تأبط بالسيف وجعل الغلام يلوذ بالقتادة،
ويضربها تأبط بحشاشته، فيأخذ ما أصابت الضربة منها، حتى خلص إليه، فقتله، ثم نزل إلى أصحابه يجر رجله، فلما رأوه وثبوا، ولم يدروا ما أصابه، فقالوا: مالك? فلم ينطق، ومات في أيديهم، فانطلقوا وتركوه، فجعل لا يأكل منه سبع ولا طائر إلا مات، فاحتملته هذيل، فألقته في غار يقال له غار رخمان،

فقالت ريطة أخته وهي يومئذ متزوجة في بني الديل:
نعم الفتى غادرتم برخمان *** ثابت بن جابر بن سفيان

وقال مرة بن خليف يرثيه:
إن العزيمة والـعـزاء قـد ثـويا *** أكفان ميت غداً في غار رخمـان
إلا يكن كرسف كـفـنـت جـيده *** ولا يكن كفن من ثـوب كـتـان
فإن حراً من الأنسـاب ألـبـسـه *** ريش الندى، والندى من خير أكفان

وليلة رأس أفعاها إلـى حـجـر *** ويوم أور من الـجـوزاء رنـان
أمضيت أول رهط عـنـد آخـره *** في إثر عـادية أو إثـر فـتـيان


و قيل:
ثم طلعوا الصدر حين أصبحوا فوجدوا أهل بيت شاذ من بني قريم ذنب نمار فظل يراقبهم حتى أمسوا وذلك البيت لساعدة بن سفيان أحد بني حارثة بن قريم، فحصرهم تأبط وأصحابه حتى أمسوا.
قال: وقد كانت قالت وليدة لساعدة: إني قد رأيت اليوم القوم أو النفر بهذا الجبل، فبات الشيخ حذراً قائماً بسيفه بساحة أهله. وانتظر تأبط وأصحابُه أن يغفل الشيخ، وذلك آخر ليلة من الشهر الحرام فلما خشوا أن يفضحهم الصبح، ولم يقدروا على غرة مشوا إليه وغروه ببقية الشهر الحرام وأعطوه من مواثيقهم ما أقنعه وشكوا إليه الجوع فلما اطمأن إليهم وثبوا عليه فقتلوه وابناً له صغيراً حين مشى. قال: ومضى تأبط شراً إلى ابن له ذي ذؤابة، كان أبوه قد أمره فارتبأ من وراء ماله، يقال له: سفيان بن ساعدة. فأقبل إليه تأبط شراً مستتراً بمجنة، فلما خشي الغلام أن يناله تأبط بسيفه وليس مع الغلام سيف، وهو مفوق سهماً، رمى مجن تأبط بحجر، فظن تأبط أنه قد أرسل سهمه، فرمى مجنه عن يده، ومشى إليه فأرسل الغلام سهمه فلم يخط لبته حتى خرج منه السهم، ووقع في البطحاء حذو القوم، وأبوه ممسك، فقال أبو الغلام حين وقع السهم:
أخاطئه سفيان؟ فحرد القوم فذلك حين قتلوا الشيخ وابنه الصغير ومات تأبط.

فقالت أمه - وكانت امرأة من بني القين بن جسر بن قضاعة - ترثيه:
قتيل ما قتيل بنـي قـريم *** إذا ضنت جمادى بالقطار
فتى فهم جميعاً غـادروه *** مقيماً بالحريضة من نمار


وقالت أمه ترثيه أيضاً:
ويل أم طرف غادروا برخمان *** بثابت بن جابر بن سـفـيان
يجدل القرن ويروي الندمـان *** ذو مأقط يحمي وراء الإخوان


وقالت ترثيه أيضاً:
وابناه وابن الليل، ليس بزميل، شروب للقيل، رقود بالليل، وواد ذي هول
أجزت بالليل، تضرب بالذيل، برجل كالثول


قال: وكان تأبط شراً يقول قبل ذلك:
ولقد علمت لـتـعـدون *** م علي شتم كالحساكـل
يأكلـن أوصـالاً ولـحما *** كالشكاعي غير جاذل
يا طيــر كلـن فـإنـنـي *** ســم لكـن وذو دغـاول


وقال قبل موته:
لعـلي ميـت كمــداً ولما *** أطالع أهـل ضـيم فـالكراب
وإن لم آت جمع بني خثيم *** وكاهلها برجل كالضباب
إذا وقعت بكعب أو قريم *** وسـيار فـيا سـوغ الـشـراب



فأجابه شاعر من بني قريم:
تأبط سوأة وحمـلـت شـــراً *** لعلك أن تكون من المصـاب
لعلك أن تجيء بك المـــنايا *** تسـاق لفتـيـة منـا غـضـــاب
فتصبح في مكرهم صـريعـاً *** وتصبح طرفة الضبع السغاب
فزلتـم تهـربـون لو كرهـتـم *** تسـوقون الحرائم بالـنـقاب
وزال بأرضـكم مـنـا غـلام *** طليعة فتية غلب الـرقـاب

__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس