عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 01-04-2001, 05:29 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

لم يقبل المجتمع المكي من المسلمين أن ينصرفوا إلى دينهم بدون عوائق، لأن المجتمع المكي لم يعتبر (الدين) شأناً شخصياً، ولم يستطع استيعاب: {لكم دينكم وليَ دينِ} بالرغم من فصاحة الملأ في مكة وتعمقهم في فهم العربية، فهو يريد الفرد على صورة من سبق: {إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون} [الزخرف/23].

لم يكن للإنسان الفرد وجود في مكة، الوجود الوحيد المعترف به هو وجود القبيلة، والعشيرة، والأسرة، ولذلك كان الخطاب المكي الرافض يتحدث عن (بني هاشم) ولا يتحدث عن محمد (صلى الله عليه وسلم).

رأى الملأ من المكيين التوازن مهدداً بظهور نبي من بني هاشم، فمن أين يأتي الآخرون بأنبياء؟

وكل الأسر عندهم تجار بارزون، وفرسان يشار إليهم بالبنان، ومفاوضون من الطراز الأول، وشعراء مفوّهون مبدعون، كل هذه الميادين مقدور عليها والتنافس فيها لا يؤثر على التوازن العشائري، ولكن النبوّة أمر مختلف، أمر يستحيل تحقيقه، ومكة لا تريد لبني هاشم أن يتفردوا فيها بأمر يزلزل توازناتها ويهدد – فيما يظهر لهم – تجارتها ومكانتها بين العرب.

= يتبع =