[نوفان العجارمة]

اخي كوكتيل ، كلام رائع وجميل ومشكور يا امير ..
ــــــــ

وانا في جوالة تفتيشيه وجدت الكاتب الرائع الجعيثن ، ايضا يفتش عن الحب بطريقته الخاصة اذ يقول:

صفاتُه فاتنة كلها
فبعضُهُ يُذَكرني بعضَه!
إننا نصدق هؤلاء العشاق ونعذرهم!.. نصدق كل عاشق حين يرى وجه محبوبه أجمل وجه في الوجود!..
نظارة الحب على عينيه والحب موجود!.. الحب أعمى.. أعمى عن عيوب المحبوب!.. كل عاشق يرى حبيبه المثل الأعلى للجمال ومنية القلب إذا تمنى، وإن كنا نراه عادياً!.. لا يهم ما نرى نحن.. المهم ما يرى هو!.. عيونه هي التي تعشق لا عيوننا.. وقلبه هو الذي يريد لا قلوبنا!.. هذه مواصفاته.. وهذا ذوقه.. وهذا مناه!.. لا يهمه مانقول.. ولايهمه ما نراه!.. نظارة الحب ساحرة.. نظارة الحب تكبر محاسن الحبيب إلى أبعد الحدود وتخفي ما فيه من مساوئ.. بل لا ترى المساوئ أصلاً.. بل ترى المساوئ محاسن.. حتى إذا قدر الله واشتٍفى العاشق من معشوقه.. أو ذهب الحب لأي سبب من الأسباب.. أو مال القلب.. والقلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيفما شاء عز وجل.. فإن نظارة الحب تسقط من عين العاشق.. ويرى معشوقه كما يراه الناس.. ويشاهد عيوبه فجأة.. ويراه عاديا.. أو أقل من العادي.. ويعجب كيف هام به يوماً من الأيام.. وكيف هام به كل ذلك الهيام!.. ولكن ليس من صالح العاشق ولا المعشوق ـ ولا من صالحنا أيضا ـ أن تخلع نظارة الحب الساحرة من فوق عيني العاشق!.. دعوه يرى ما لانرى.. ويحس ما لانحس.. ليصف ما نتمنى.. ويصور مانشتاق.. ويقدم لنا خلاصة الجمال.. دعوه ساحراً في الأحلام.. ماأجمل الأحلام!.. دعونا نسمع عزفها وصداها ومناها.. دعوا الأحلام تتجسد في مثال..
ولا يعني هذا ـ بحال ـ أن جل العشاق حالمون واهمون.. ولا أن جل المعشوقين لا يستحقون ما يقال.. لا يعني هذا مجال!..
فالواقع أن الله عز وجل قد أبدع في خلق الجمال!.. هناك من المعشوقين من هو فعلاً أروع من كل قصائد الحب وأناشيد الغرام.. هناك من هو في الملاحة والجمال.. مثال.. هناك من النساء من لا يختلف رجلان على بلوغها الكمال في الملاحة والجمال.. وهناك من الرجال من لا تختلف امرأتان على صعوده القمة في الوسامة والرجولة..
هؤلاء دعوة مفتوحة للحب..
ولكن العاشق لا يحتاج إلى كل هذا..
لكل إنسان مقاييسه المعينة وذوقه الخاص.. فإذا أحب رجل امرأة عادية في عيوننا.. وفي عيون الآخرين.. وهام بها وجداً وغراماً.. وقال فيها الأشعار.. ولم يتصور الحياة بدونها.. فهو صادق.. وهو أخبر بما يريد.. وهو يعشق بعيونه لا بعيون الآخرين.. وهو ـ باختصارـ مجنون بحبها.. وحين يجنّ رجل بحب امرأة ـ فليس سواها يشفيه من جنونه!
إنَّ ألذَّ ما في الحب جنونه!
قالوا جُننتَ بمن تهوى فقلتُ لهم
العشقُ أعظمُ مما بالمجانين
العشق لا يستفيقُ الدهَر صاحبُهُ
وإنما يُصرَعُ المجنون