عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 06-03-2001, 09:58 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إلى البازي،

بالنسبة للتاج السبكي:

فلا يعتبر كلامه في ابن تيمية مطعناً فيه لأن العشرات من علماء أهل السنة والجماعة تكلموا في هذا الرجل، والعجيب أنه من مقاييس الجرح والتعديل عندكم الجديدة أنه إذا طعن الرجل في ابن تيمية فهو مجروح وإذا مدحه فهو ثقة والعياذ بالله.

أما كتاب الإبانة للإمام أبي الحسن الأشعري:

فقد قارنت بنفسي قبل نحو خمس سنوات بين ثلاث طبعات للإبانة طبعت في السعودية الأولى من جامعة الملك سعود والثانية من جامعة أم القرى والثالثة أذكر أنها من مطبعة الرياض إن لم تخني الذاكرة في اسم المطبعة، وبين نسخة رابعة هي من تحقيق الدكتورة فوقية طبعت في مصر وهي أقدمهن طباعة وأكثرهن تحر للدقة بسبب اعتمادها على أربع نسخ مخطوطة مع العلم أن نسخة الدكتورة فوقية لم تسلم هي الأخرى من السقط والتغيير ولكنها نقلت كل ما وجدته في المخطوطات الأربعة التي حصلت عليها ولم تنزع منها شيئا.

قارنت هذه النسخ المطبوعة من الكتاب مع الجزء الذي نقله الحافظ ابن عساكر من الإبانة في كتابه "تبيين كذب المفتري فيما نسبه إلى الإمام أبي الحسن الأشعري" فوجدت الاختلاف الكبير والبون الشاسع بين هذه النسخ الأربعة وبين ما نقله ابن عساكر، وكذلك وجدت اختلافاً كبيرا فيما بين هذه النسخ المطبوعة بعضها مع بعض، وهذا زاد ما في القلب من أن كتاب الإبانة لم يسلم من حشو الحشوية وتحريف بعض النساخ، واستحضرت قول التاج السبكي في كتابه معيد النعم: آفة الكتب نساخها.

ومما يقدح بصحة ما في كتاب الإبانة المطبوع حاليا أن متقدمي الأشاعرة فضلا عن متأخريهم لم ينقلوا ما ورد في هذا الكتاب عن إمامهم بل نقلوا خلاف ذلك، وكتاب "مقالات الأشعري" لابن فورك خير شاهد على هذا.

إضافة لما ذكرنا فإن في هذا الكتاب المطبوع الآن دعاء لم يقله أحد ممن يعتمد عليه وننزه الإمام أبا الحسن الأشعري عن قوله أو اعتقاد معناه، حتى إن المخالفين الذين يعتمدون على كتاب الإبانة المطبوع الحالي لا يقبلونها نصاً ولا يصرحون بها رغم اعتقاد كثير منهم إياها، ووجوده في الكتاب من أدل الأدلة على تعرض هذا الكتاب للدس والتحريف والحشو.

والعبارة هي: "ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً إذا هم رغبوا إلى الله تعالى بالأمر النازل بهم يقولون: (((يا ساكن العرش))) ومن حلفهم جميعا قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات"، انتهى بحروفه.
وهذا كذب ظاهر تعمّد مفتريه على الإمام أبي الحسن الأشعري نسبة ذلك إليه، لأن الواقع يكذب ذلك فإن هاتين العبارتين لم ينقلا عن إمام ولا من عالم أنه قال ذلك في دعائه او في حلفه بل ولا عن عوام المسلمين.

فما أجرأ هذا الذي نسب إلى الإمام أبي الحسن هذا الكلام، لا يستحي من الله ولا من المسلمين، فمثل هذه النسخ المطبوعة التي فيها هذا الكلام وما أشبهه فهي مدسوسة على الإمام ابي الحسن، والإمام أبو الحسن من أشهر من عُلم بنفي التحيّز عن الله، وقد صرّح بمنع قول الله بمكان كذا، وإن الله بمكان واحد أو في جميع الأمكنة، وهذا الذي توارد عليه علماء المسلمين الذي تلقوا عنه عقيدة أهل السنة والجماعة والذين تلقوا عنهم وهلمّ جرا.

الخاتمة القاصمة: إن المتكئين على هذه النسخ المطبوعة التي لا ولم تثبت عن الإمام الأشعري بصورتها الحالية، هل يستطيعون ان يأتوا بسند صحيح متصل لهذا الكتاب بصورته الحالية؟ وهم يعلمون ان هذا العلم يروى بالسند، وأن الإسناد من خصائص هذه الأمة، هيهـــــات.

خاتمة الخاتمة: نحن لا ننكر أن الإمام أبا الحسن الأشعري قد ألف كتابا أسماه الإبانة، ولكننا ننكر صورته المطبوعة حالياً للأسباب التي ذكرتها آنفاُ، وهذه النسخ المطبوعة يعتمد عليها المخالفون ويدندنون حولها في نقاشهم معنا في حلهم وترحالهم.

والله من وراء القصد.