عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 06-05-2006, 04:05 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

ثم استدار الشيخ بفتوة ونشاط كما يستدير الفارس على صهوة فرسه..!!
واستمر في تسبيحه وتهليله..
تخطيت الصفوف وجلست بجوار الشيخ فألقيت بين يديه توصية صاحبي..
فأشار لي الشيخ بيده اليسرى وهزها بعنف أن انتظر ..
فخجلت وشعرت بحرارة تملئ وجهي حياء من ذلك الموقف..
حينما استكمل الشيخ تسبيحه قال ماذا تريد..؟؟
فقدمت له الورقة..
فقال : ماذا فيها؟؟
قلت: توصية من فلان..
قال أعرفه وماذا تريد ؟؟
قلت أريد أن ألتحق بحلقتك للدراسة لديك...
قرأ الورقة بسرعة ثم أعادها وقال..: هذا لا يكفي لا بد من توصيتين .. ابحث عن شخص آخر أعرفه ليوصي بك..!!!
ثم فز من مجلسه وتناول نعله وقام..!!!
بقيت برهة أنظر حولي واحترت..؟؟؟
هل انتهى كل شيء ؟؟
لم اطل التفكير بل عزمت أن ألحق بالشيخ لأكلمه مرة أخرى..!!
خرجت فلحقته فرأيت حشدا من الناس تسير مع الشيخ..
منهم السائل والمستفتي ومنهم صاحب الحاجة ..
كنت أراقب المشهد وأنا بحذو الشيخ ..
يسير الشيخ من المسجد حتى بيته في كل الصلوات..
صيفا وشتاء .. دونما كلل ..
ولقد رأيت فتية نشطاء أقوياء يعجزون عن لحاق الشيخ حينما يسرع الخطى!!
بعد تجاوز نصف المسافة .. ورجوع أكثر الناس..
نظر إلي وقال : ايش عندك؟
قلت له : ياشيخ لقد جئتك من مكان بعيد ولا يعرفني أحد سوى فلان الذي أوصى بي..
فماذا أفعل ؟ لا سكن عندي ولا أعرف أحدا هنا في عنيزة؟؟؟
قال : هل أنت شمري من حائل؟؟
أسقط في يدي فالورقة فيها فلان الشمري؟؟
فلو قلت غير ما هو مكتوب فهذا نهاية المطاف ؟؟
وإن كذبت فلا حول ولا قوة إلا بالله !!
تماسكت وقلت: نعم أنا شمري؟؟
قال هل يعرفك عبد الله العبيلان رئيس مكتب الدعوة في حائل؟
قلت : لا والله..
قال هل يعرفك فلان رئيس المحكمة؟؟
قلت : لا والله ياشيخ!!
قال : ماذا افعل لك تصرف!!
قلت : هل ممكن أن أنزل في السكن مع الطلاب حتى أجد من يزكيني؟؟
أدار الشيخ وجهه نحوي..
أخذني الشيخ طولا وعرضا بنظره وتأملني ثم قال : لا بأس أذهب لمحمد البجادي !!
وقله أرسلني لك محمد للسكن مؤقتا !!
قبلت رأسه ورجعت لمتاعي..
حملته ثم التففت من خلف السكن المقابل للمسجد..
وشاهدت جموعا من الطلبة تصعد وتنزل من باب السكن..
فرأيت لوحة مكتوب عليها : مكتبة عنيزة الوطنية ..
أسسها الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي..
وها أنذا أدخل السكن الذي لن أخرج منه سوى بعد سنوات..
الحلقة الثالثة عشر
دخلت لسكن الطلاب وهي عمارة ذات أربع طوابق..
تبرع بها الملك خالد رحمه الله وأوقفها لطلبة العلم في الجامع الكبير..
__________________









الرد مع إقتباس