عرض مشاركة مفردة
  #67  
قديم 02-02-2006, 02:41 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ـــ4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

وأهل قندهار لهم سمات خاصة في هيئاتهم وثيابهم وطبائعهم وفي لسانهم أيضاً : حيث لغتهم هي البشتو الفصحى ، أما بقية البشتون فيتخاطبون بعاميتها .. ويمتاز القندهاريون بقاماتهم المتينة وحواجبهم الكثيفة الشعر وشواربهم الغزيرة ولحاهم الضخمة ، كما يمتازون بسراويلهم الواسعة جداً وعمائمهم التي هي من قماش أسود بطول سبعة أمتار وبذيل طوله خمسة أشبار ، وهو ما يتمسكون به تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، بعد أن ترك أكثر العرب العمائم التي هي تيجانهم واستبدلوها بملابس الغرب الكافر !!

واذا كان مسلموا أفغانستان محافظين بطبيعتهم ، فمسلموا قندهار يعدون من الغلاة مقارنة بإخوانهم الأفغان .. وفي الحرب ضد السوفييت كانوا الأكثر إقداماً وثباتاً حتى إنهم كانوا يستنكفون الإنبطاح على الأرض أثناء الغارات الجوية ويعتبرون ذلك عاراً لا يليق بكرامة وكبرياء المجاهد المسلم ، لذلك كانوا يظلون وقوفاً في تحد كلّفهم الكثير ، ومن ثم فلا غرابة أن كان من بين القندهاريين أكبر عدد من القتلى
(نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء)
والمعوقين والأرامل ، بسبب كبريائهم وأنفتهم
..

لقد كان القندهاريون يعفون من الخدمة العسكرية في ظل الحكومات الأفغانية المتتالية
لعدم حاجتهم لها ، فهم محاربون خلقة ، وكان السوفييت إذا أرادوا معاقبة أحد من جنودهم : يرسلونه إلى جبهة قندهار التي حظيت منهم بأكبر قسط من الدمار ، حيث أنه ما من غرفة في بيت بالمدينة إلا وأصابتها نيران القاذفات السوفيتية ، وبسبب شدة القتال الذي أرهق السوفييت في تلك الولاية فانها كانت أول ما سارعوا إلى الفرار منها حين قرروا الخروج أذلاء من أرض الأفغان الأبية ..

وقندهار هي المدينة التي أبت أن تسفر نساءها بأمر الملك المخلوع "ظاهر شاه" - عليه من الله ما يستحق – الذي جرد نساء كابل من حيائهن وحجابهن ، فأطلق كلابه شرقي كابل ليتلقاهم ليوث قندهار بإصرار وعزيمة دفاعاً عن دينهم وعرضهم في معركة "الحجاب" التي راح ضحيتها ألف من ضراغم قندهار ..

وقد ذُكرت قندهار في كتب التاريخ ، حيث يروى البلاذري في "فتوح البلدان" أنه حين فتح المسلمون قندهار في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أرسل قائد المسلمين في تلك الحملة "الحكم بن عمرو التغلبي" مبعوثاً يحمل البشارة إلى أمير المؤمنين ، وحين سأله عمر - رضي الله عنه - أن يحدثه عن تلك البقعة التي تم فتحها رد المبعوث - واسمه سمار العيري - قائلاً: سهلها جبل ، وماؤها وشل (أي قليل وشحيح) وتمرها دقل (رديء) ونصفها بطل (أي من الأشقياء) ، وخيرها قليل وشرها طويل
والكثير بها قليل والقليل بها ضائع ، وما وراءها شر منها.
لما سمع عمر بن الخطاب هذه الأوصاف سأل المبعوث: أسجّاع أنت أم مخبر ؟ فقال بل مخبر ، فأطرق ابن الخطاب لحظة ثم أمر بالكف عن التقدم في الفتح إلى أبعد من قندهار " (أنتهى كلامه)

هذه الخلفية تسلط الضوء على جذور وطبيعة الشخصية القندهارية التي تشكلت ونمت في أجواء إتسمت بالخشونة والقسوة وشظف العيش الأمر الذي أورث سكانها الصلابة والعناد الفائق على تحمل المشاق ، تجلى ذلك في نمط حياتهم وفي سلوكهم وحتى في ألعابهم : فمن بين الألعاب : مسابقة يقيمونها تختبر صلابة الرجل وقدرته على الإحتمال ، فيقف نفر من الشبان في حلقة ويضع كل واحد منهم جمرة مشتعلة على ساعده ويفترض أن يبقيها هكذا إلى أن تنطفئ وتصبح رماداً ، واللعبة تستغرق وقتاً ليس بالقصير ، وتتطلب من المشاركين فيها قدرة غير عادية على إحتمال الألم والعناء لأن من يتحرك من مكانه أو يتأوه يستبعد من الحلقة ويخرج مهزوماً كسير النفس ، والفائز من بقي ثابتاً في مكانه بغير حراك حتى تخمد النار في الجمرة !!

خامساً : البشتوني

أما البشتوني : فنسبة إلى البشتون أو الباشتون ، وهم قبائل كبيرة كثيرة العدد تحتل مساحات شاسعة من أرض أفغانستان وباكستان ، ويكونون ما يقرب من 60 % من مجموع الشعب الأفغاني ، ويعيش أغلب قبائل البشتون في الولايات الشرقية والجنوبية الشرقية من أفغانستان وكذلك في هرات وسيستان وبعض الولايات الشمالية ، ويسكنون الجبال ، ويتكلمون لغة البشتو ، وهي إحدى اللغتين الرسميتين للبلاد . والبشتو لغة تكتب بالحروف العربية ، يستخدم أهل قندهار الفصحى منها ، أما بقية المناطق والولايات الأفغانية والباكستانية فإنهم يتحدثون العامية البشتونية .. والبشتون قوم معروفون بقوة الشكيمة والعناد الذي يتجاوز الحد في كثير من الأحيان ، وبشتون أفغانستان أعظم شراسة وأشد بأسا من إخوانهم في باكستان ، لبعدهم عن المدنية وقربهم من التضاريس الجبلية والحياة الوحشية ، أما أهل قندهار فهم من أشد البشتون شكيمة وقوة وأعظمهم أنفة وعزة على الإطلاق ..

سادساً : الأفغاني

و"الأفغاني" نسبة إلى دولة أفغانستان الحديثة التي أسسها "أحمد شاه الكبير" عام (1747م) .. وأرض أفغانستان تعتبر من الأراضي المغلقة التي ليس لها منافذ مائية ، فأفغانستان محاطة باليابس من جميع الجهات وليس لها شواطئ على البحار أو المحيطات ، يحدها من الشمال كل من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان ، وتحدها الصين من الجهة الشمالية الشرقية ، وتحدها إيران من كامل الجهة الغربية ، وتحدها باكستان من كامل الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية ..

أكثر المؤرخين على أن أقدم العناصر البشرية التي استقرت في أفغانستان وأهمها شأنا تنتمي إلى الجنس القوقازي ، وقد جاءت هذه العناصر القوقازية إلى "آريانا" (أفغانستان القديمة) ، كما يوجد في أفغانستان أجناس بشرية أخرى ترجع في أصولها إلى عناصر تركية ومغولية وتترية ، ولقد دخلت هذه العناصر أفغانستان في شتى عصور التاريخ ، وخاصة في فترات غزو الأتراك والمغول والتتر لهذه البلاد .
يقدر عدد سكان أفغانستان بنحو 25 مليون نسمة ، من بينهم مليونان من البدو الرحل ، ويدين أكثر من (90 %) من سكان البلاد بالإسلام .
ويمكن تقسيم الأعراق في أفغانستان اليوم إلى بضعة جماعات رئيسية ، وهي :
1- البشتون : ويكونون ما يقرب من (60 %) من مجموع الشعب الأفغاني ، وتعيش أغلب قبائل البشتون في الولايات الشرقية والجنوبية الشرقية في أفغانستان وكذلك في هرات وسيستان ويسكنون الجبال ، وهم يتكلمون لغة البشتو ، وهي إحدى اللغتين الرسميتين للبلاد بناء على دستور عام (1964 م) ، والبشتون كلهم من أهل السنة الأحناف ، وهم حكام بلاد الأفغان .

2- الطاجيك : ويكونون ما يقرب من (31 %) من الشعب الأفغاني . وهذه الجماعة شعبة من الجنس القوقازي من أصل إيراني ، ويقطنون السهول الزراعية الخصبة وبخاصة في مقاطعة هرات ، وهم زراع وصناع مهرة ، ويتكلمون الفارسية ، وأكثرهم من أهل السنة ، ومنهم رافضة ..

3- الأوزبك : وتكون هذه الجماعة (4 %) من السكان ويكثر وجودهم في سهول نهر جيحون شمالي أفغانستان وملامحهم مغولية خالصة ، وهم مزارعون ماهرون ، كما أنهم يعنون بتربية أنواع ممتازة من الخيول الأصيلة ، كما يربون أغنام القراقول ، وهم من السنة ، ويتكلمون اللغة التركية .

4- الهزارة : تكون هذه الجماعة (3%) من مجموع السكان ، وتعتبر الهزارة من أصلاب رجال جيش جنكيز خان الذي غزا أفغانستان في القرن الثالث عشر الميلادي وفيهم سمات مغولية واضحة وهم رافضة ، ويتكلمون لغة هي خليط من التترية والفارسية ، ويشغل موطنهم الحالي مساحة واسعة من هضاب أفغانستان الوسطى جنوبي سلاسل جبال هندوكش ، وهم يحترفون الرعي في المقام الأول ، ويقال بأن أصلهم من ألف مقاتل مغولي أبقاهم جنكيز خان في تلك البقعة ، و"هزار" بالفارسية "ألف" .

5- البلوش : ويسكنون الصحراء الجنوبية الغربية من أفغانستان وهم امتداد لبلوش باكستان وإيران .. والبلوش قبائل كبيرة معروفة بشدتها وعنادها ، وهم لا يقلون عن إخوانهم البشتون في الأنفة والجلد ، وقد انتشرت الشيوعية بين بلوش أفغانستان ولكن بقيت الأكثرية البلوشية على الدين الإسلامي والمذهب السني الشافعي ، وقد ذكر بعض المؤرخين أنهم من نسل عمر بن الخطاب ، والله أعلم بالصواب ..
__________________