عرض مشاركة مفردة
  #69  
قديم 02-02-2006, 02:57 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الرجل العملاق من 1 ــــ 4 للشيخ حسين بن محمود حفظه الله

مع أمير المؤمنين
!!

وبمعرفة هذه الخلفية الثقافية والعرقية لأفغانستان وقندهار والبشتون تتضح بعض معالم شخصية أمير المؤمنين – حفظه الله – ، هذا الرجل الذي وقف في وجه العالم مدافعاً عن عقيدته ومبادئه ..

فمن بطن قندهار ، ومن صلب قبائل البشتون الجبلية ، ومن أرض الأفغان الأبية خرج أمير المؤمنين المللا محمد عمر حفظه الله :

وُلد – حفظه الله - في "أورزجان" ، وكان مولده سنة 1962 ميلادية ، أي أن عمره - لحظة كتابة هذه المقالة - حوالي الأربعة والأربعين سنة .. بدأ حياته الجهادية بعيداً عن الأضواء ، ليست له خطب جماهيرية أو مقابلات صحفية ، أمضي فترة الجهاد ضد القوات السوفيتية قائداً لمجموعة من المجاهدين في جبهة القائد ملا "تيك محمد" التابعة للجمعية الإسلامية بولاية قندهار ، وجرح في المعارك ضد السوفيت وفقد إحدى عينيه ، ثم انتقل من منظمة إلى منظمة حتى أستقر آخر الأمر - قبل ظهور حركة الطلبة - في "حركة الإنقلاب الإسلامية" (بقيادة : مولوي محمد نبي) ، وبعد دخول المجاهدين كابول أراد أن يكمل دراسته في مدرسة صغيرة بمنطقة "سنج سار" بمديرية ميوند بولاية قندهار ، ولكن الفساد العارم والبلاء المستطير الذي حل بأفغانستان نتيجة تصارع الأحزاب الجهادية السالفة على السلطة جعل الملا عمر يبدأ في التفكير بمحاربة الفساد والقضاء على المنكرات التي انتشرت في تلك المنطقة ومعظم أفغانستان ..

جمع من دونه من طلاب المدارس الدينية والحلقات لهذا الغرض في صيف (1994) ، وبدأوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين ، قام ومعه فريق صغير من طلاب العلوم الشرعية والمولوية الأفغان في قندهار بمطاردة بعض اللصوص الذين كانوا قد سرقوا قافلة من المسافرين وخطفوا بعض النساء قرب قندهار ، فاستولى الطلاب ، وعلى رأسهم الملا محمد عمر ، على أسلحة اللصوص وعثروا على بعض النسوة مقتولات . ثم فر اللصوص أمامهم من قندهار . فعزل أهل تلك الجهة واليها التابع لرباني (حاكم كابل آن ذاك) لعجزه عن الاحتساب على اللصوص وعينوا الملا محمد عمر أميراً عليهم . فأعلن تطبيق الشريعة في قندهار التي فرحت به وبأتباعه من طلبة العلم الشرعي .

وهذه قصة البداية يرويها أمير المؤمنين بنفسه والتي جاءت على لسانه في تسجيل بثته إذاعة "صوت الشريعة" في قندهار، وكانت الإذاعة الناطقة باسم الإمارة الإسلامية ، قال حفظه الله :
" كنت أدرس في مدرسة ببلدة "سنج سار" بقندهار مع حوالي 20 من زملائي الطلاب ، فسيطر الفساد على الأرض ، واستشرى القتل والنهب والسلب وكان الأمر بيد الفسقة والفجرة ، ولم يكن أحد يتصور أنه من الممكن تغيير هذا الوضع وإصلاح الحال ، ولو فكرت أنا أيضًا وقلت في نفسي {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} لكفتني هذه الآية ، ولتركت الأمر ، لأنه لم يكن في وسعي شيء ، لكنني توكلت على الله التوكل المحض ، ومن يتوكل على الله هذا النوع من التوكل لا يخيب أمله أبدًا .. لعل الناس يتساءلون
:
متى بدأت الحركة
؟
ومن كان وراءها
؟
ومن يمولها ؟
ومن يوجهها ويديرها
؟ .

وأقول : بداية الحركة أنني طويت الكتب في المدرسة في سنج سار ، وأخذت معي شخصًا آخر وذهبنا مشيًا على الأقدام إلى منطقة زنجاوات ، واستعرت من هناك دراجة نارية من شخص اسمه سرور ، ثم ذهبنا إلى تلوكان .. هذه هي بداية الحركة ، وأخرجوا كل تصور غير هذا من أذهانكم .

بدأنا نزور الطلاب في المدارس وحلقات الدرس في صباح ذلك اليوم ، وذهبنا إلى حلقة درس يدرس فيها حوالي 14 شخصًا ، فجمعتهم في دائرة حولي وقلت لهم : إن دين الله يداس تحت الأقدام ، والناس يجاهرون بالفسق ، وأهل الدين يخفون دينهم ، وقد استولى الفسقة على المنطقة كلها ، يسلبون أموال الناس ، ويتعرضون لأعراضهم على الطرق العامة .. يقتلون الإنسان ثم يسندونه إلى حجر على قارعة الطريق ، وتمر به السيارات ويرى الناس الميت ملقى على قارعة الطريق ولا يجرؤ أحد على أن يواريه التراب .

قلت لهم : لا يمكن الاستمرار في الدراسة في هذه الظروف ، ولن تحل هذه المشكلات بالشعارات المجردة ، نريد أن نقوم نحن الطلبة ضد هذا الفساد ، إن أردتم العمل لدين الله حقيقة فلنترك الدراسة ، وأصارحكم القول بأنه ما وعدنا أحد أن يساعدنا بروبية واحدة ، حتى لا تظنوا أنا سنوفر لكم الطعام ، بل سنطلب الطعام والمساعدة من الشعب .
قلت : إن هذا ليس عمل يوم ولا أسبوع ولا شهر ولا سنة ، بل سيأخذ وقتًا طويلاً .. هل تستطيعون القيام بذلك أم لا
؟

وكنتُ أشجعهم وأقول لهم : إن هذا الفاسق الجالس في مركزه مثل القدر الأسود لشدة الحر (وكانت تلك الأيام في فصل الصيف شديدة الحرارة) يحارب دين الله علانية ، ونحن ندعي أننا من أهل دين الله ولا نستطيع أن نقوم بعمل شيء لنصرة شرعه .
قلت لهم : إننا إن فتحنا منطقة سندافع عنها ، ثم لا تعترضوا لعدم وجود دراسة أو لعدم توافر المال والسلاح ، فهل تستطيعون القيام بهذا العمل
..
أم لا
؟

فلم يوافق أحد من هؤلاء الـ14 على القيام بهذا العمل ، وقالوا : يمكن أن نقوم ببعض الأعمال أيام الجمعة ، فقلت لهم من سيقوم به في الأيام الأخرى ؟

أشهد الله على أن الحقيقة هي هذه ، وأنني سأشهد بذلك أمام الله عز وجل يوم الحشر
..
هذه الحركة نتيجة التوكل المحض لأنني لو قست على هذه الحلقة باقي المدارس والحلقات لعدت إلى مدرستي ، لكنني وفيت بالعهد الذي كنت قطعته على نفسي لله تعالى فعاملني بما ترون ، فذهبت إلى حلقة درس أخرى وكان فيها حوالي 7 طلاب ، فعرضت الأمر عليهم كما عرضت على طلاب حلقة الدرس الأولى فاستعد الجميع للعمل .

هؤلاء كلهم أمة واحدة ، لم تكن بينهم فروق الشباب والشيخوخة أو الطفولة والشباب أو الذكورة والأنوثة ، لكن هذا العمل كان مبنيًا على حكمة من الله تعالى ، فأوقعني منذ بدايته في الامتحان ، فتجولنا على هذه الدراجة إلى صلاة العصر على المدارس وحلقات الدرس ، حتى استعد 53 شخصًا من أهل التوكل المحض ، فعدت إلى مدرستي وقلت لهم : تأتون غدًا الصباح ، لكنهم جاءوا في الساعة الواحدة ليلاً إلى سنج سار ، فكانت هذه هي البداية
..

إن العمل بدأ قبل أن تمضي على الفكرة 24 ساعة ، وكان أحد أصدقائي يصلي بالناس
فلما صلى بهم صلاة الفجر قال أحد المأمومين إنني رأيت الليلة في المنام أن الملائكة دخلت إلى سنج سار ، وكانت أيديهم ناعمة ، فطلبت منهم أن يمسحوني بأيديهم
(للتبرك)
..

وطلبنا في صباح الغد الساعة العاشرة سيارتين من "الحاج بشر" أحد تجار المنطقة ، فأعطانا سيارتين سيارة صغيرة ، وسيارة شحن كبيرة ، فنقلنا هؤلاء الطلاب إلى منطقة "كشك نخود" وانضم إلينا آخرون ، ولما كثر العدد استعرنا الأسلحة من الناس ، فكانت هذه بداية هذه الحركة حتى استمرت"
(انتهى كلامه حفظه الله ونصره ومن معه من المجاهدين)
..

نعم ، هذه هي بداية الحركة قبل أن تحارب أمريكا الإمارة ، ولكن بعد أن أعلنت أمريكا الحرب على الإمارة الإسلامية تغير التاريخ ، وتغيرت الحقائق ، وأصبح الطلبة عملاء لدولة أجنبية أو دمى في يد المخابرات الباكستانية أو مجموعة همج وقطاع طرق وقتلة يريدون العلو في الأرض والفساد !! وكم قرأنا من كتب وتحليلات وتهم وحِيل ومكر واتهامات كيلت للإمارة الإسلامية بأقلام تدعي الإسلام !! وها هي كتب القوم لا زالت في المكتبات ولا زالت كلماتهم السوداء التي كقلوبهم تحكي قصة الكذب والدجل والعمالة والغباء المتأصل في من لا ثوابت لهم ولا مبادئ ، فتراهم كالغصن يميل مع الريح وكالريشة تتطاير مع هواء الأحداث ليس لها قرار
!!
__________________