[د. محمد حمد خليص الحربي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والاخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
لقد قل الوازع الديني عند الكثير من الناس واصبح الظلم لديهم أمر عاديا ، وقد يتباها البعض انه بمرتبته وسلطانه ظلم فلان وفلان واستطاع ان يحقق مكسب مادي او معنوي ، ناسيا ومتناسيا ان الله سبحانه وتعالى لا تخفي عليه خافيه وانه يعلم السر واخفى ، ويعلم ما توسوس به النفس البشريه ، سبحانه وتعالى ومطلع على كل شيئ لا تخفى عليه خافية فى الارض ولا في السماء.
ونلاحظ ذلك بشكل يومي ايضا بين الاسر والتعامل مع الخدم والعماله ، وهذا ليس من الدين الاسلامي ، والظلم ظلمات ومن الكبائر ، يقول تعالى: ( والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) الشورى 42 والظلم هو احد الموبقات ممحقات العمل الزاجات بصاحبها في النار والعياذ بالله .
يقول تعالى: ( انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق أولائك لهم عذاب أليم ) الشورى 42
وقال تعالى: ( كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانو يفعلون) المائدة 79
ويقول عليه الصلاة والسلام : ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) وقال: ( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) رواه البخاري . وقال عليه السلام: ( أيما راع غش رعيته فهو في النار ) كنز العمال.
وقال عليه السلام: ( من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصح إلا حرم الله عليه الجنه) وفي لفظ ( لم يجد ريح الجنه ) متفق عليه
وقال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم من ولي من امر هذه الامة شيئا، فرفق بها فارفق به . ومن شق عليها فاشقق عليه ) رواه مسلم
وقال عليه السلام: ( إن شر الرعاة الحطمة ) متفق عليه
وقال عليه افضل الصلاة والسلام فيما رواه ابو عبيده بن عبدالله بن مسعود عن ابيه قال: قال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لتامرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، ولتاخذن على يد المسيء ، ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم يلعنكم كما لعنهم " يعني بني اسرائيل " على لسان داود وعيسى ابن مريم ) رواه الترمذي وابو داود
وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ لما بعثه الى اليمن: ( إياك وكرائم امولهم ، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) متفق عليه.
الاخوة الافاضل ، اسلكم ان تدعوا معي على كل ظالم وعلى كل من لا يرعي حقوق الرعية ، ونحن بهذا الشهر الفضيل ، لندعوا الله الكريم الذي قال ادعوني استجب لكم ، لندعوه ان ياخذ برقاب الظالمين وان يريهم سؤء عملهم في انفسهم واولادهم واهليهم واموالهم ، وان يجعلهم عبرة لمن يعتبر ، يعذبهم بالدنيا والاخره ، ويجعل كيدهم في نحورهم وان يحبط عملهم ويكشف كذبهم ، وان يرينا فيهم يوما اسود ،وان يخزيهم ، وان يلعنهم ويعذبهم عذابا شديدا،
كما نساله ان ياخذ بيد المظلومين ويوفقهم وينصرهم على من ظلمهم ويحق الحق ، فهو الحق سبحانه وتعالى الله عما يشركون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.