ب - التوسل الممنوع :-
وما سوى هذه الأنواع من التوسل فهو ممنوع شرعاً ولا يجوز ، فلا يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين ؛ لا بجاههم ولا بذواتهم ولا بحقهم ، ولا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بآثاره ، ولا بأحد من الخلق ولا بآثارهم ..
ثالثاً :- التبرّك
أ - بيان وتعريف
- البركة هي كثرة الخير ودوامه
- والبركة في حق الله تعالى : هي تعظيم وتمجيد وتعالي ، وإن البركات كلها تجيء من عنده سبحانه ؛ إذ أن الخير كله بيده سبحانه ، وكل الخير منه جل وعلا ، وهي تشمل كثرة خيره وإحسانه ورزقه ، وتشمل رحمته بالخلق .
- وهناك بركة يجعلها الله تعالى في المخلوقات والموجودات ، وهناك بركة تضاف إليه سبحانه إضافة الرحمة والعزة ، والفعل منها " تبارك " ؛ ولهذا لا يقال ( تبارك ) لغير الله تعالى ، ولا تصلح إلا له سبحانه ؛ فهي تحمل معنى التقديس والعلو والتسبيح والثناء الحسن بكل معانيه .
- ويجب أن تعلم أيها المسلم : أن البركة كلها من الله تعالى ، ولا تُطلب إلا منه سبحانه ؛ فهو واهبها ، فطلبها من غيره سبحانه شرك ، كطلب الرزق أو جلب النفع ودفع الضر من غيره سبحانه ....
- والبركة من الخير ، والخير كله من الله تعالى ، فيدخل في ذلك كل ما أنعم الله تعالى به على الإنسان من الخيرات الدنيوية والأخروية ، ويدخل في ذلك - أيضاً - دعاء الله تعالى وطلب الحوائج منه سبحانه .
- واعلم :- أن الاشياء التي يُتبرك بها من الأعيان والأقوال والأفعال والأزمان والأمكنة ؛ التي ورد بها الشرع إنما هي سبب للبركة واليست واهبة لها ؛ كما أن الدواء سبب للشفاء وليس واهباً له بل الذي يشفي هو الله تعالى .
فالبركة من الله تعالى ، وما ذكره الشرع أن فيه بركة فيُستعمل استعمال السبب الذي قد يتخلف تأثيره ولا يحصل مقصوده ؛ وإنما تُضاف البركة إليه من باب إضافة الشيء إلى سببه .
- إن التماس البركة من شيء من الأشياء أمر شرعي والذي يدل على حصول البركة من شي ( ما ) أو ( فيه ) هو الدليل الشرعي فقط وليس العقل أو التجربة .
- إن أسباب البركة في بعض المطعمات أو الأزمنة والأمكنة ليس من الأسباب المعهودة المعروفة عند الناس ؛ بل أسبابها خافية عنهم .
يتبع بإذن الله تعالى أنواع التبرك ...............................................
وقفه :-
الكلام كالدواء ، إن أقللت منه نفع ، وإن أكثرت منه قتل .
الحقاق
2/2/1425 هجري
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه
|