بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين , الذي علا فقهر , وملك فقدر ,وعفا فغفر
وهزم ونصر , وخلق ونشر , والصلاة والسلام على خير البشر
محمد , وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واقتفى الأثر
..
لقد حار العالم بأبي مصعب الزرقاوي , واحتار به
المحللون والمعبرون والمؤولون , بل لقد احتار به
بعض أحبابه وانصاره , لا يدري أحد أين ذهب
؟
أين ذهب أبو مصعب الزرقاوي ؟ سؤال جديد يضاف
إلى قائمة الأسئلة التي تنتظر الإجابة ,وما من مجيب
...
تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أصبح ماركة جهادية فريدة
ورقما صعبا في القاومة الإسلامية في العراق , وبلغ أبو
مصعب الزرقاوي مجدا لم يبلغه إلا القليل القليل
فمجرد خبر إصابته يشغل العالم أياما بل أسابيع
,ويشعل معركة تحليلية متباينة , تتنافسها
الوسائل المسموعة والمقروءة
...
القليل من صور استرقها العدو تكفي لأن تقطع
السي أن أن بثها وتنشر الصور للعالم , بل واعتبر
الأمريكان مجرد الحصول على تلك الصور
(نصرا عسكريا يستحق تبادل التهاني بين
جنارالات أقوى جيش عسكري في التاريخ )
...
لقد ذاع صيت أبي مصعب الزرقاوي , و وصل مبلغا
يحسده عليه تشي غيفارا ومارتن لوثر كينج ونيلسون مانديلا
..
لقد أصبح إعلامهم يقول : تنظيم الزرقاوي , بل وتبني الزرقاوي
و فجر الزرقاوي ودمر الزرقاوي, حتى جعلوا الناس لا يدرون
, من هو التنظيم ومن هو الزرقاوي وما الفرق بين هذين
المتلازمين..اللذان يعبر أي منهما عن الآخر
..
آلآن يتنحى عن المنصب
؟
آلآن يترك إمبراطوريته
؟
آلآن يترك قيادة تنظيم بناه لبنة
لبنة , ووهبه عقله و قلبه وروحه
؟
ماذا حصل
؟
هل حدث إنقلاب عسكري قاده
عبد الله رشيد البغدادي
وأسقط قيادة التنظيم
؟
هل أقالته الهيئة الشرعية
أم أحالته إلى التقاعد
؟
هل فقد أبو مصعب ولاء وثقة جنوده
, حتى قرر التنحي خوفا من الخلع
؟
هل نفوه ؟ أم حبسوه
؟
ما الذي دفع أبا مصعب إلى التنازل عن قيادة المولود الجديد
الذي ولد بالغا راشد , ألا وهو مجلس شورى المجاهدين
؟
هل قرر رئيسه في التنظيم , الشيخ أسامة بن لادن إقالته
؟
هل أرسل إليه الظواهري قرار الإقالة ؟ أم طلب منه
ان يقدم استقالته كما يفعل الوزراء في الحكومات
الديكتاتورية إن أراد سيدهم إقالتهم
..
ليحفظوا ماء الوجه
هل عاقبه أسامة على تفجيرات عمان
, أم وشى به الشيخ أبو يحيى الليبي
؟
أين المحللون
؟
أين المنجمون
؟
أين المعبرون
؟
أين المؤولون
؟
أين العرافون
؟
أسعفوهم , وفكوا لغزهم
..
وفرجوا كربتهم
..
إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا
..
أسئلة يحتار به المحللون , والذين هم دوما عاجزون عن فهم عقيدة تنظيم القاعدة , فهم دوما ينظرون من منظور دنيوي , مادي , لا يجعل لقيم المجاهدين مكانا ,ولا عجب , فهم لا يملكون حاسة الإستقبال اللازمة لإدراك تلك القيم , فالأعمى لا يرى ما يراه المبصرون , والمجنون لا يعقل ما يعقله أصحاب العقول , و فاقدي الإيمان بالعقيدة , عاجزين عن إدراك ما ينبثق عنها من قيم واخلاق لا يفهما إلا صاحب نفس العقيدة
..
لا غرابة إن احتار من كان يظن أن الزرقاوي
يسعى لأخذ مكان الشيخ أسامة بن لادن
في قيادة تنظيم القاعدة العالمي
لا غرابة إن احتار من كان يرى أن الزرقاوي
خالف شيخه أبو محمد المقدسي تمردا ورغبة
في التخلص من مشيخته , ظنا منهم أن الزرقاوي
قد مل من عبارة
(الزعيم الروحي للزرقاوي)
التي كانوا ينعتون بها المقدسي
...
وأراد التحررو التفرد
لا غرابة إن احتار من كان يظن أن الزرقاوي
يسعى لدولة يحكمها في العراق , ليكون هو ولي أمرها
وخليفتها ..من يجب له السمع والطاعة
..
فهؤلاء المحللون لا نفهمهم ولا يفهموننا
سواء تحدثوا باللغة العربية أم بالإنجليزية
أم بالفرنسية أو حتى استخدموا لغة الصم والبكم
لايهم , فنحن لا نفهمهم وهم لا يفهموننا
..
هم لا يصدقون أن الشهادة في سبيل الله هي
أعز أمنية يتمناها الشيخ أسامة بن لادن والزرقاوي
ومن معهما من المجاهدين
...
هم لا يستوعبون أن الدنيا هي آخر ما يفكر بها المجاهدون
وإن ظنهم الجاهلون يقاتلون من اجلها ..
هم يسخرون من الحور العين , من الجنان , من الفردوس الأعلى
هم يسخرون من محمد صلى الله عليه وسلم
...
هم لا يفهمون روح الإسلام , ولذا , فهم أغبياء حين يتكلمون عن تنظيم القاعدة
..
دائما تحليلاتهم باطلة وتافهة , فهم كمن يطبق قانون
فيثاغورس للمثلث قائم الزاوية على المربع, فيخرجون
بنتائج وأرقام , تشبه الحقيقة , لكنها أبعد من تكون عن الحقيقة
..
وهكذا هو حال طلاب الدنيا وعباد الشهوات
عندما يفسرون ويحللون أفعال طلاب الآخرة
..
لنعد إلى بيت القصيد
أين ذهب الزرقاوي
؟
من هو عبد الله رشيد البغدادي الذي احتل مكانه
؟
وأنا سأجيبهم , شفقة ورحمة بغبائهم
...
قبل كل شيئ , أنبه على نقطة هامة : إنه من المعلوم , أن
أي إنسان يسعى لتشكيل تنظيم ذو رسالة خالدة , لابد منه
أن يأسس القواعد المتينة , التي لا تهتز لرحيل أيا كان
...
قواعدا راسخة تضرب عمقا في نفوس أصحابها
وتضمن لتنظيمه الديمومة بإذن الله , لا ترتبط أبدا
بشخص ما , مهما كان دوره كبيرا في إنشاء التنظيم
بل إن هذا هو سر من أسرار رسالة الإسلام
التي بنت جيلا قادرا على الصمود بعد وفاة محمد
صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا , فالقرآن
خاطب المؤمنين وقال لهم
:
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ
مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى
عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع
كما ورد في الصحيحين , وهو يحذر الناس من التحول
عما هم عليه من بعده
:
ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
هذا هو منهاج أصحاب الرسالات , وقادة تنظيم القاعدة
لا يقتدون بغير رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو هكذا علمهم , وهو على أثره ماضون
ليس تنظيم القاعدة حزبا كرديا إشتراكيا ينكمش
بعد إعتقال قائده عبدالله أوجلان
..
وليس تنظيما دنيويا علمانيا يتبعثربموت قائده كما
حدث لمنظمة فتح بعد وفاة ياسر عرفات
عليه من الله ما يستحقه
..
إن تنظيم القاعدة ليس إلا إحدى المعرفات الجديدة
, لجهاد ماض منذ أن أذن الله
لأهل بدر بقتال أعداء الله
نعم , هذا هو الجهاد , هو هو , وراية تنظيم القاعدة
هي نفسها راية العقاب التي حملها جيش محمد صلى
الله عليه وسلم في غزواته..أسماء ومعرفات كثيرة
وجهاد وعقيدة واحدة
قاعدة أو مجلس شورى المجاهدين أو الجماعة
السلفية للدعوة والقتال أو طالبان ...معرفات كثيرة
لحقيقة واحدة , تتشارك في كلمة السرالتي هي
ويكون الدين كله لله
..
وهذا الامر , يجعل بقاء الزرقاوي أو تنحيته أو
تغيير مركزه ليس بشيئ ذي بال , وما هو إلا
أمر مرحلي ارتأته القيادة ...أو فرضه الواقع
أما من قالوا أنها إنشقاقات أو خلافات , فأقول لهم
:
إن الغرب الذي يتغنى بالتغير السلمي للقيادات السياسة
لجدير به أن يجلس القرفصاء امام أقدام تنظيم القاعدة
ليأخذ دروسا في القيادة من هذا التنظيم الذي يصفونه
زورا بالرجعية والدموية , وليسجل في كراسته معاني
القيادة والرئاسة في تنظيم القاعدة
..
والله لقد حيرتهم يا تنظيم القاعدة
والله لقد حيرتهم يا أبو مصعب الزرقاوي
..
والله لقد حق لبدو وفلاحي العراق أن ينشدوا فيك المواويل يا أبا مصعب
:
يا هيل يا اللي راكب المسروجة بالله وين من المنازل ناوي
بالله كنك رايح الفلوجة سلم على أبو مصعب الزرقاوي
فمن من القادة العسكريين في زماننا هذا , ممن يملكون القدرة العسكرية
والأهم من ذلك , ولاء جنوده وثقتهم ,يتنازل عن القيادة بأمر من
رجل يعيش مع ثلة قليلة من رجاله بين الجبال الشاهقة
..
فما بالكم لو كانت هذه هي فكرة أبي مصعب الزرقاوي ابتداء
أيدها عليه الشيخ اسامة
ألم أقل لكم أن أبا مصعب حيرهم
لقد ارتأى تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن حفظه الله,أن يترأس رجل آخر قيادة مجلس شورى المجاهدين , ولا ندري هل اسم عبد الله رشيد البغدادي هو اسم حقيقي , أم كنية , فالإسم كأنما تم إختياره بعناية فائقة ,
فهو عبدالله , يفتخر بعبودية الله لا يرضاها لغير الله
وهو رشيد بغدادي , كيف لا ..ونحن نسأل الله أن
يكون قائد الجيش الذي يحرر بغداد الرشيد
..
رشيد بغداد , هو بإذن الله رشيد لبغداد , فاليوم
توحيد المجاهدين هو مسؤولية ذلك الرشيد ..فهو
عراقي من بغداد , هكذا أراد تنظيم القاعدة أن يعلن للناس
و مهمته بإذن الله , تجميع المجاهدين
..
عبد الله رشيد البغدادي ,لا أدري هل هذا اسم
؟
أم جملة اسمية كاملة جامعة
فيها اسم وخبر, ويا له من خبر
..
ي
ت
ب
ع