عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-08-2007, 02:39 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي


كما سوَّى بينهما في الحفاظ على السمعة والمكانة الاجتماعية، كما في المسئولية القانونية والجنائية كما في الشهادة، ويُوضِّح اللبس في الفهم بالفرق بين الشهادة عند القاضي، وبيَّن طرق الإثبات في الديون المالية، كما أن الإثبات يقوم به اثنان رجل وامرأة، أما الأخرى "المرأة" فهي مذكرة ومستشارة وليست شاهدة بل تمتاز المرأة بأن الرجل إذا احتاج إلى مَن يذكره وينبهه بطلب شهادته، بينما يجوز ذلك للمرأة كما سوَّى الإسلام بين الرجل والمرأة في قرار الزواج والاختيار الحر والمسئولية عن البيت، فضلاً عن التسوية بينهما في حضور العبادات الاحتفالات ومجامع الخير.

سادسًا: يشرح الكاتب معنى المساواة العادلة التي أرساها الإسلام بين الذكر والأنثى ويزيل الالتباس عن الفهم الخاطئ لآياتٍ مثل: فضل الله بعضهم على بعض وقوله: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ (النساء: من الآية 34)، فالقوامة هي العناية والمسئولية، ويلفت الانتباه إلى أنَّ الله لم يقل "الأزواج قوامون على زوجاتهم" وأن الفضل في الآية مشترك، فهناك أمور فُضِّلت بها النساء، كما أن هناك أمورًا فضَّل بها الرجال.

ويوضح معنى الدرجة التي جاءت في الآية الكريمة: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ (البقرة: من الآية 228).

يشرح الكاتب لماذا وكيف حدث الانحراف في نظرة المجتمعات الإسلامية إلى المرأة وتأثرها بالثقافات التي حملتها الأفواج التي دخلت في دين الله بعد الفتوحات، وكيف وجدت مفاهيم غريبة عن الإسلام ومنافية للأسس السابقة من الفقهاء مَن يصوغها في قالبٍ إسلامي، وبذلك أصبحت جزءًا من الفقه، جاءت تلك الآراء الوافدة من تراث أهل الكتاب ومن الثقافة الزرادشتية.

ويشرح الكاتب الأوضاع السيئة للمرأة في المجتمعات الإسلامية، وكذلك في الغرب وبلاد العالم المختلفة في الفقر والأمية والأوضاع الصحية والمجال السياسي والاقتصادي، ويستطرد في شرح المظالم التي تتعرض لها المرأة بسبب النزاعات المسلحة الدولية والأهلية.

ونتيجة لهذه المظالم نشأت الحركة النسوية في الغرب، ويشرح الكاتب تطور هذه الحركة منذ شعار تحرير المرأة ثم الحركة النسوية التي تذهب إلى المنظور الطبقي، ثم أولئك الذين لا يريدون فروقًا بيولوجية بين الذكر والأنثى انتهاء بثقافة الجندر تصاعدًا من الأنثوية التقليدية إلى الإنثوية الليبرالية إلى الأنثوية الجندرية بإلغاء كل الفروق بين الرجل والمرأة سواء كانت بيولوجيةً في أصل الخلق أو وظيفيةً حسب الأدوار المجتمعية، وفنَّد الكاتب البحوث التي تُوهم المنادين بالجندر أنها تُروِّج لمفهومهم الجديد.

يتناول الكاتب موقف الإسلام من "الجندر" ويشرح كيف أن الإسلام يميز بين دوائر ثلاث ويشرح كل دائرة وهي:

1 - دائرة البيولوجيا
2 - دائرة المجتمع والعمل
3 - دائرة الأسرة


ويصدم الكاتب البعض بشرحه لمفهوم الحجاب وعدم انطباقه على مسألة اللباس وخصوصية الحجاب بنساء النبي- صلى الله عليه وسلم- بينما اللباس جاء لستر جسد المرأة كلها عدا وجهها وكفيها ولا يمنعها من الخروج أو العمل.

ويذهب الكاتب إلى أن لباس المرأة المحتشم ضرورةً كي يحقق المساواة بينها وبين الرجل فلا تدخل العناصر الأنثوية والمعالم الجسدية والمفاتن والجاذبية والإغراء في المناقشة العادلة بما يلغي التكافؤ والمساواة.

ويُوضِّح الكاتب أن الإسلام طالب المرأة بالتجمل والزينة، ويستدل على ذلك بأحاديث صحيحة تُبين إعراض النبي عن النساء اللواتي لم يظهر عليهن سمات الأنوثة.

يستطرد الكاتب في نهاية الكتاب إلى وضعين استثنائيين في أوضاع الأسرة المسلمة ويشرح لماذا هما استثناءان.
الأول: الزواج بأكثر من واحدة "تعدد الزوجات".
الثاني: الطلاق.

ويشرح لماذا يذهب إلى أن الوضع الطبيعي هو الاكتفاء بزوجة واحدة للزوج الواحد وأن الاستثناء هو التعدد.

كما يبين خطوات الإصلاح قبل الانتهاء بالانفصال ويذهب إلى اختياراتٍ فقهيةٍ تُضيِّق وقوع الطلاق.

هذا كتاب يحتاج الجميع إلى قراءته ذكورًا وإناثًا، وهو إضافة جيدة للمكتبة الإسلامية في وقتٍ تحتاج فيه الحركة الإسلامية والمجتمعات الإسلامية إلى تحرير المفاهيم حول القضايا المتعلقة بالمرأة، وبلا شكٍ سيُثير أصداءً واسعةً في الساحة الإسلامية .