عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-09-2007, 03:43 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

لمن لا يعرف الإمام جعفر سوف أعطي اليوم نبذة قصير عنه :

اسمه ونسبه :

هو الإمام جعفر بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزوج ابنته فاطمة البتول رضي الله عنها وأرضاها.

هذا نسبه من جهة أصوله، ومن جهة أخواله فهو ابن أبي بكر الصديق أفضل أولياء الله، وصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهتين، حيث كان جعفر الصادق يقول: ولدني أبو بكر الصديق مرتين.

وذلك أن أمه هي: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق . وأمها -أي جدته من قبل أمه- هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين .

فإذا كان هؤلاء أخواله، وهذا الصديق جده من الجهتين فلا يتصور في مثل جعفر بن محمد وهو من هو في دينه وقربه من الأصل النبوي، أن يكون شاتماً أو مبغضاً أو حاقدا على جده، إذ لا تقره مروءته وشيمته وعروبته فضلأ عن دينه وكمال علمه وفضله .

ولد سنة ثمانين من الهجرة، وتوفي سنة 148 هـ وعمره ثمان وستون سنة، بالمدينة مكان ولادته ووفاته .

لقبه :

لُقب جعفر بن محمد بالصادق، وغلب هذا اللقب عليه، فلا يكاد يذكر إلا وينصرف إليه، وسببه أنه كان صادقاً في حديثه وقوله وفعله، لا يعرف عنه سوى الصدق، ولم يعرف عنه كذب قط.

بأبيه اقتدى عدي بالكرم *** ومن يشابه أباه فما ظلم


حيث جده الصديق الذي نزل فيه قوله تعالى في آخر التوبة ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين))

وقد اشتهر لقبه هذا بين المسلمين، وكثيراً ما يلقبه به الشيخ ابن تيمية وغيره .

وليس هو بالمعصوم كما يطلقه عليه مخالفوه، لأنه نفاها عن نفسه، وليست العصمة لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه .

ومن ألقابه الإمام وهو جدير به، وكذلك يلقب بالفقيه .

وقد استغل الاثنى عشرية والإسماعيلية الباطنية هذه الألقاب، فألصقوا به الروايات الباطلة وافتروا عليه الكثير . لذا فإن كلا الطائفتين تنسب إليه روايات متناقضة تؤيد ما تذهب إليه رغم الاختلاف البائن بينهما . ولا تكاد تقرأ كتاب لطائفة منها إلا وتجد عشرات الروايات الموضوعة على هذا التابعي الجليل.

بل لا يتصور عن جعفر الصادق أن يقول لكل واحد حسب ما يهواه ويشتهيه معارضاً ومناقضاً لما يقوله للآخرين، فيقول للإسماعيلية: إن الإمام بعدي إسماعيل ثم للآخرين منهم: إنه محمد بن إسماعيل لا إسماعيل، ويقول للفطحية: إنه عبد الله، ويقول للبشرية: إنه محمد، ويقول للموسوية: إنه موسى، ويقول للآخرين: لا أحد بل أنا هو الأخير الذي سيغيب ويرجع في آخر الزمان .

هذا ممتنع عقلاً أن تصدر مثل هذه الأقوال المتضاربة المتخالفة عن جعفر وأمثاله، مما يؤكد أن تلك القصص والرويات التي يحتج بها فرق الشيعة بعضهم على بعض والمنسوبة إلى جعفر لم يتقول بها، بل كلها حكايات واهية وأساطير موضوعة مصنوعة من قبل المتشيعين على اختلاف وجهاتهم وآرائهم عقلا ونقلاً .

والجدير بالذكر أن الوضاعين لم يجعلوا أحداً هدفاً لكذبهم مثلما جعلوا جعفر بن محمد، لذلك ترى كل الفئات المنحرفة، والطوائف الضالة والفرق الباطلة والغلاة الملحدين من الشيعة والباطنية من الإسماعيلية والقرامطة والنصيرية والدروز وغيرها، كلهم ينتسبون إلى جعفر، ويسندون آراءهم وأفكارهم إليه وهو منهم بريء .

ولم يحدث هذا التكذيب عليه من بعده فقط بل نجم في أيامه، حتى توقف أئمة الحديث كالبخاري في الرواية عنه مع شدة تقديرهم إياه وتوثيقهم له (لم يُخرج له البخاري في الصحيح للعلة التي ذكرنا، لكنه أخرج له في كتاب الأدب المفرد وغيره، انظر السير للذهبي 6/269)، وذلك أنه كما يقول الكشي -من كبار مصنفي الشيعة- كان جعفر بن محمد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده، ويقولون: حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات موضوعة عليه يستأكلون الناس بذلك، ويأخدون منهم الدراهم . (بحار الأنوار للمجلسي، 25/302 باب 10) .

منقول من شبكة نجران

ولنا عودة بإذن الله تعالى
__________________