الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
  #75  
قديم 06-04-2004, 09:25 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
إفتراضي

دخل فهد..قبّل رأس والدتي..وغمز لزوجته محييا..ثم التفت إلي ونظر إلي بنصف عين.. نظرت إليه بنظرة مماثلة فضحكت أمي وقالت: ما بكما؟ هل أنتما متخاصمان كالعاده؟
لم أجب فتطوع الأخ فهد وبدأ الحديث أو المعركه إن صح الحديث: خالتي روز أنانيه.. أجل أنانيه.. تخيلي لا تدعني أستمتع بأغنية أو أي شيء أحبه دون أن تنغص علي سعادتي.. لا أدري لماذا.. والدليل ما حصل قبل قليل..
سألت أمي: ما الذي حصل قبل قليل؟؟
نظر إلي وقال: هل تخبرينها أنت أم أخبرها أنا؟
قلت بحده: لم أفعل شيئا..قل ما تريد..
قال بغضب: طفلة مدللة..
عاد والتفت إلي أمي وقال: خالتي..قبل قليل عندما كنا بالسيارة في طريقنا إلى هنا كنت أستمع إلى أغنية أحبها في الراديو..
قاطعته وقلت: لم تكن تحبها ولكنها أعجبتك..
- حسنا لا فرق المهم أني كنت أغني معها.. وفجأة ودون أي إنذار أو استئذان..مدت يدها وأطفأت الراديو.. وعندما سألتها عن السبب تقول أن الأغنية أزعجتها.. مع أني أعلم أنها كاذبه فلقد رأيتها قبل أيام ترقص على أنغام هذه الأغنية بالذات.. ولكنها أطفأتها لأنها رأت أني منسجما معها..فلقد غارت من صوتي..
عدت وقاطعته فقلت: أنا أغار من صوتك؟؟ وهل يغار الكروان من النشاز؟ إن صوتك مزعجا يا أخي..عذرا ولكنه كالعويل..
- أنا صوتي كالعويل أيتها الطفلة؟
- بل وأسوأ... ولكني لا أريد أن أحرجك أمام زوجتك وأمي..
وقبل أن يشرع فهد في عاصفة جديدة نهرتنا أمي بقولها: كفى أنتما.. ألا تحترماني؟ أليس لوجودي بينكما أي قدر؟ هذا وأنا بينكم تفعلون هذا..فما الذي ستفعلونه بعد أن أفارق هذه الدنيا؟
اقترب منها فهد قبّل يدها وقال: لا تقولي هذا يا أمي هدى.. حفظك الله من كل شر..
وأيضا أنا نهضت من مكاني.. نظرت إليها بعينين كسيرتين وقلت: أنا آسفه يا أمي.. أرجوك لا تغضبي مني.. اطال الله بعمرك يا حبيبتي..
أجابتنا أمي: الآن تقولان هذا الكلام؟ وقبل قليل كدتما أن تتقاتلا؟؟
رددت: كنا نمزح سويه يا أمي.. أليس كذلك يا فهد؟؟
نظرت إليه أرجوه بعيني أن يؤكد كلامه وبالفعل كان فهد بمن يوصف أنه بالإشارة يفهم.. فمن دون أن يرى عيني أكد كلامي فقال: أجل يا أمي كنا نمزح..
قالت أمي: ولكن مزحكما ثقيل جدا.. لا تعاودا الكرة مرة أخرى..
- بأمرك يا ست الحبايب..
مرت العاصفة بسلام وجلسنا نحن الأربعه نتكلم ونتجاذب أطراف الحديث حتى مرت فترة ليست بطويلة إلا أن مفاجأة حصلت لي أنا ونورة..فينما نحن نتحدث دخلت علينا جولي حاملة الصغيرة.. ولكنها لم تكن كما كانت قبل قليل.. كانت ترتدي عبائتها وحجابها.. حجابها كان يخفي شعرها الأشقر إخفاء تاما..لم يبدو منه حتى شعرة واحده.. وعبائتها كانت مسدلة على جسمها فلم يظهر منه شيء غير كفيها اللتين تحمل بهما الصغيرة..
دخلت.. ألقت التحية وليس بأي تحية..قالت: السلام عليكم ورحمة الله..
رددنا السلام فأقبلت نحوي.. أعطتني الصغيرة وابتسمت لي بخبث.. لم أفهم قصدها.. لم أخبرتني أنها ليست مسلمه فعادت وارتدت حجابها؟ ولم تعطيني الطفلة وتبتسم بسخرية؟ أتريد أن تستخف بي أم ماذا؟؟
نغزتني نورة وقالت: روز أيتها الكاذبه.. أكل هذه غيره؟
أجبتها بذهول: أي غيرة؟؟
- تقولين أنها قالت أنها ليست مسلمة وأنها لن ترتدي حجابا.. الآن عرفت لم لا تريدين أن تخبري فيصل..
شهقت وقلت: نورة.. أتكذبيني وتصدقين جولي؟؟
- روز حبيبتي.. الغيره تفعل أكثر من هذا لا عليك..
- نورة أي غيرة تتكلمين عنها؟؟ هي أخبرتني ذلك..
- حسنا حسنا أصدقك..
- لا لا تفعلين..
- بلى أصدقك..لا عليك منها الآن.. أمسكي الطفلة حتى لا تقع منك..
نظرت إلى الطفلة وكذلك نورة.. قالت نورة: يا إلهي.. إنها تشبهك كثيرا يا روز..لا أصدق هذا الشبه الحاصل بينكما.. لو أنها كانت ابنتك لما أشبهتك هكذا.. سبحان الله..
ابتسمت لها وقد ملأت الدموع عيني.. نهضت حاملة الطفلة..أعطيتها جولي وأسرعت إلى غرفتي.. بينما أنا أمشي بسرعة مخفضة الرأس وعيني ملأى بالدموع.. لم أرى ما أمامي.. فقد ركضت بسرعة..إلا أني توقفت..ليس بارادتي..إنما لأني أصطدمت بشيء ما..رفعت عيني.. أريد أن أعرف بم اصطدمت؟ وياللمفاجأة.. كان فيصل.. ويحك يا فيصل ألا تأتي إلا في هذه المواقف؟أخفيت وجهي بسرعة عنه تمتمت معتذره ورحلت بسرعه دون أن أتلقى إجابته.. نادى باسمي:
- روز..توقفي روز..
إلا أني لم أتوقف.. بل أسرعت إلى حجرتي وأغلقت الباب..
ظل واقفا في مكانه حائرا يفكر..لا يدري ما رآه كان دموعا.. أم كان بريقا.. أكان أملا..كما يراه دوما في عيني.. أم دموعا دخيلة على عليها؟؟
وبعد ثوان أتت نورة خلفي.. رآها فيصل.. استوقفها.. سألها:
- ما بها روز؟ أكانت تبكي؟
أجابت:
- تبكي؟ لا لا أظن.. ولكنها غاضبه مني فلقد أغضبتها بكلامي..
- ويحك يا نورة.. لم تفعلين هذا؟
- لم أكن أقصد.. والآن دعني أذهب لها..هل تسمح؟؟
- تفضلي.. وإياك أن تفعليها مجددا.. أفهمت؟
- أجل فهمت.. يالحظي.. لم أغضب روز إلا في وقت أنت في المنزل؟؟
تمتمت بذلك وهي متجهة إلى غرفتي..دقت باب حجرتي ولم تنتظر إذني بل فتحت الباب ودخلت..


يتبع...
الرد مع إقتباس