[أبو محمد 10]

نحنُ أتباعُ حقٍّ .. ولسْنَا أتباعَ رجالٍ ؛ لا نعرفُ الحقَّ إلا منْ خلالِهم ..

فلسْنَا نعرفُ الحقَّ بالرجالِ .. بل نعرفُ الحقَّ منْ خلالِ الوحي المنـزَّلِ , ونعرفُ أهلَه عندما يقولونَ بِهِ ..

لسْنَا ممنْ يتخذُ الرجالَ أرباباً منْ دونِ اللهِ .. يحلّونَ لهم ويحرّمونَ دونَ حجةٍ أو برهانٍ ..

الحقُّ أحبُّ إلينا مِنْ كلِّ عالِمٍ مهما علا كعبُه في العلمِ ..

العالِمُ يُحتجُّ له , لا بهِ , ويُستدلُّ له من نصوصِ الوحي ..

فقولُ العالِمِ كاشفٌ ومبينٌ لحكمِ اللهِ .. وليسَ قولُ العالِمِ حجةً بذاتِهِ ..

فلا يلزم أحدٌ بقولِ عالِمٍ ما لَم يكن مؤيداً بنصوصِ الوحي ..

فكلٌّ يُؤخذُ منْ قولِه ويُتركُ إلا المعصومَ - صلى الله عليه وسلّم - ..

إذا قالَ العالِمُ قولاً , مستدلاً بالوحي , مصيباً في استدلالِه , وجبَ المصيرُ إليه ..

وإذا تراجعَ العالِمُ عنْ قولِه القديمِ , وصارَ إلى قولٍ مخالفٍ لِمَا ذهبَ إليه , غيرَ مصيبٍ فيما ذهبَ إليه , فلا اعتبارَ لقولِهِ الجديدِ الذي خالفَ به قولَهُ القديمَ ..



السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ الفاضل : حامد بن عبد الله العلي

ما هو موقفنا من تراجع العالم عن قوله .. هل يلزمنا ترك قوله القديم , والمصير إلى ما قوله الجديد .. أم أن في المسألة تأصيلاً ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ألَم تعيشوا في البلاد العربية بما فيه الكفاية لتعلموا أن لا عبرة بما يجري وراء القضبان ، يا أبا اليقظان

المقلد يقلد العالِم إنْ رجع عن قوله ويتبع قوله الجديد ؛ لأن المقلد جاهل لا يعلم الحق بدليله ، فواجبه أن يتابع
العالِم في رأيه

ومَن بصره اللهُ بمعرفة الحقِّ بالدليل يتبعه ولا يقلد دينه الرجال , وهذا موضع إجماع لا خلاف فيه , والله أعلم .





__________________


منقول