الموضوع: مختارات
عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 19-03-2004, 09:29 PM
hamadausa hamadausa غير متصل
XIO
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: america
المشاركات: 190
إفتراضي القدس ...الجزء الأول شعر : د. عبد الرحمن بارود

القدس ...الجزء الأول

يا علْقمهْ !

يا ابن الدُّمى الممْسوخةِ المقزّمهْ

القدس لم تُخْلق هنا لقيطةً ولا أمَهْ

َيزْني بها الدَّجَّال ثًم كلبُهُ مًسَيْلمهْ

القدس مذْ تبوَّأتْ عرْش الجبالِ مُسْلَمهْ

رِبِّيَّةٌ .. قِدِّيسةٌ .. صِدِّيقةٌ .. مُقدَّمهْ

تِرْبُ الزَّمان .. والزَّمان لمْ يُشَقَّ بُرْعُمَهْ

إحْدى الثَّلاث الغرِّ من أمَّاتِنا المعظَّمهْ

لا يجهل الوليدُ وجْهَ أمِّه المحرَّمهْ

للقدس وجهُ طيْبةٍ ومكّة المكرّمهْ

تَرْسُفُ في أصفادها بين القِلاع المُحْكَمهْ

حطّتْ عليها القبَّعات السّود والضّفائر المًزنَّمهْ

أَغْرِبَةٌ غرِيبةٌ منْ كلِّ صِقْعٍ شِرْذِمهْ

تَغْرِزُ في أفْراخنا أظْفارَها المُسَمَّمَهْ

وطار نوْم القدس من عيونها المورَّمهْ

من وقْع دبّاباتهم ووقع حفّاراتهمْ

ووقْع جرَّافاتهم في دُورها المهدَّمهْ

أين كُلَيْبٌ .. وأبو زيد الهِلاليّ .. وأين عنتر العربْ ؟

ذابوا كفصِّ الملْح في الماء ولم يظهر حَبَبْ

سحقا لأطْنان هَوَتْ قُمامةً مُقَمَّمهْ

من رُتَبٍ طنَّانةٍ رنَّانةٍ وأوْسِمهْ

وآنفٍ مخزَّمهْ

لو تَقْدِرُ القدس على بعض الوجوه المجرمهْ

صبّت عليه ألف قُبْقَابٍ ودقّتْ أعْظُمهْ

تَبِصُّ من زنزانة كالقبر فيه جُمجمهْ

تُسائل النجومَ في جوْف الخُطوب المُظْلمهْ

عن فجر يوم الملحمهْ الملحمه .. الملحمهْ

بسيف خالدٍ وطارقٍ جعفرٍ وحمزةٍ ومصعبٍ وعكرمهْ

لا بسيوف الخشب المَخْصِيّة المُلَجَّمَهْ

اِحفرْ أبا حاييم حتى تَخْرق الأركانْ

احفر إلى أن يَخْرج الحفَّار من قاع المحيطْ

غربَ بلاد الأمريكانْ

ثم اسأل الاسفنج والمرجان والأسماك والحيتانْ

عن عابر في أرضِنا .. في غابر الأزمانْ

تَخَطَّفَتْهُ الجانّ

هنا يَبُوس .. واليَبُوسِيّون من كنْعانْ

ألم تَقُلْ لك التّوراة يا زنيمْ . .أورشليمْ .. معْدِنها كنعانْ ؟

نحن هنا وُكورُنا .. نحن هنا طيورُنا

نحن هنا قبورنا .. لم تتغيّر دورُنا

لم تُقْتَلَعْ جذورنا .. منذ انْجلى الطّوفانْ

الأرض من علٍ تُدار .. الأرض فوقَها القدرْ

من السماء يهْطِل الدّمارْ .. ويهطل المطرْ

منذ عهود أور السحيقة القرارْ

إخَال هامة الزمان في دُوارْ

(يا نارُ كوني ) أخْمَدَتْ برْكان نارْ

وصار إبراهيم في لمْح البصرْ في روضةٍ مِعْطارْ

وبات مالكٌ يجرّ في سقرْ بيْن جبال النارْ

نَمروذًا الجبّار عِجْلا له جُؤارْ

وجاءنا خليل ربِّنا -صلى عليه الله- يقْطع الفيافِيا

مُهاجرا بِدِينه مُجاورا مُصافيا

فنوَّرت به الشآمُ رائحًا وغاديًا

وحلّقَتْ فوق الأنام .. عاليًا .. وعاليًا

مسافرٌ متيّمٌ ملوّعٌ .. لا يهْجعُ

يطْوي الظّلام قائما وقاعدا .. وساجدا.. وباكيا

كأنّ في فراشه لِجَنْبِهِ مَكاوِيا

ينْزل عن بعيره ويرْكب اللّياليا

لمّا دعاه خِلُّهُ إلى الرّحيل

وصّى بنِيه والدّموع من عيونهم تسِيلْ

حذارِ يا بنيّ .. إنّ ربّنا الأجلّ ..

قد اصطفى لنا الإسلام خير دينْ

فلا تموتنّ إذا أتى الأجلْ إلا وأنتم مسلمونْ

وحطّ خدّه النّبيلْ

على وسادةِ التّراب في مدينة الخليلْ

ونام نوما هانيا

وشاء ربّنا الأجلّ .. في حيِّنا المقدّس القديمْ

على روابي السّمن والعسل .. عرشا لداود العظيم .. ولابنه البطلْ

في دولة للحقّ لم يمرّ مثلها

منذ الأزلْ

عملاقةٍ .. في عالم الأقزام .. شمّاء كالجبلْ

صلّى عليكم الإله ما تغنّت الطّيور في الخَميل والنّخيلْ

وما ترنّحت ضفائر الغصون .. في نسيمها العليلْ

منّا هُمُو .. ونحن منهمُو .. فلا تَقُلْ : ممّن هُمُو

والمصطفى .. أميرهم .. أخوهُمُو

الأنبياء -صلى عليهم ربنا وسَلّما- . . كما أفاد القائدُ

أبناء عَلات هُمُو .. لكن أبوهمْ واحدُ

نِعْمَتْ مصابيحُ الهُدى تضيء في نفوسنا

وكلّهم .. بخٍ بخٍ .. تاجٌ على رؤوسنا

وانْكسرتْ في غابة الزّيتون مِنْسَأهْ .. أتتْ عليها الأرَضَهْ

قد أذّنتْ بلا فمٍ دوْلتُكم مُنْقَرِضهْ

وغاب عن بلادنا القمرْ

على سليمان المبارك السّلامْ

مَنْ سخّر المولى له

الجنّ والطيور والرّياح والأنامْ

كأْسٌ على كفّ القَدرْ ..

تصيح في بني البشرْ ..

هيّا إلى الحِمامْ

وخيّم الظّلام وأَفْلت الزِّمامْ

وانْشقّ تاج المُلْكِ نِصْفَيْن .. والعرّش عرّشينِ

وعادت الأصنام ياعيني ..

وعاد عجْل الأمس .. عجْلينِ

رجَعْتَ للعجول يا غُدَرْ ؟

يا عاشِق البقرْ؟

تغزّلوا بحُسْنه .. فوجْهُهُ قمرْ

[بورِكتَ يا (عُوعُو) يا بلْبلَ الأغصانْ

عيناك تسْحرانْ كأعْين الغِزْلانْ

قرْناك شمْعدانْ أسْنانك الجُمانْ

مِنْ فَمِك المُفَلْطح الرّيّانْ

سالتْ لنا جواهر البيانْ

وذَيْلُكَ الطّريقُ لِلْجِنانْ]

حرَّقَهُ موسى؟ .. أَجَلْ ذرّى رمادهُ ؟ .. أَجَلْ

لقد أباده ؟ .. أجلْ

لكنّه الغرامْ

وظلّ (عُوعُو) في قلوبكم ينامْ

والسّامِريُّ فيكمُو على الدّوامْ

وحطَّموا مصْباحهم .. بكلّ جُلْمُودٍ أصمّ

فأطْبقتْ كلّ الظُّلَمْ

والأنبياء ذبّحوهُمُو كما تُذبّح الغنمْ

ورأس يحيى قدّموا هديّة على طبقْ

لِكَلْبَةٍ مسْعورةٍ أطار لُبُّها الشّبَقْ

أمّا أبوه .. وهو خير كافلٍ .. وخيْر أبْ

فقد وثبتمو .. بلا .. جريرة .. ولا سبب

تقطعون جسمه .. كما يقطع الخشب

كوهين قف .. لا تقترب

بك الجذام والجرب

واهرب إذا استطعت الهرب

دع عنك إبراهيم والزم الأدب

فأنت في ميزانه

كحزمة من الحطب

لا تقترب .. . البعر نجس الذهب

ولا تقل موسى

فأين من موسى الكليم أنت .. يا مزور الكتب ؟

السوس خرب القصب

جندي داود العظيم أنت؟

أين التراب والحصى

من النجوم والشهب؟

لو عاد داود العظيم بعد هذه الحقب

لجز منك الرأس يا خؤون .. والذنب

تقول صفوة الوجود أنت؟

خسئت يا دجال يا أبا الكذب

يا للعجب!!! … ولا عجب

َمْن قلبُه من صخرة

فليس يعرف الأدبْ

فبؤْ بألف لعنةٍ ولعنة مؤبّدهْ

من عند رب العرش كالقذيفة المسدّدهْ

تنْسف في طريقها بروجك المشيّدهْ

سبقْتَ كل مارق من القرون الملحدهْ

إبليس جنّ ، عنده

إبليس إنس جسّدهْ

يكاد من إعجابه يُلقي إليك مِقْودهْ

فسِرْ وراءه وخذ بذيله كي تَسْندهْ

طمّ الفساد والْتطمْ

سيلٌ ولا ألْفانِ منْ سيْلِ العَرِمْ

السّيل أغْرق القممْ

فسخّر الله عليكم ريح عاد

فمزّقتْكم في الأممْ

وجاءك الفرعون شَيْشَقْ فافْتتح الحسابْ

فشقّها من أروشليم .. إلى شَكيمْ

وعاد مثْقلا بما نهبْ

من الحرير والذّهبْ

وأيْقظتْك من فراشك الوثِير

في ليلِك المطيرْ

صاعقةٌ من الصّواعق اسمها آشورْ

وخفّ سَرْجُون إلى بلاطك الكريمْ

فدمّر الأسْباط في شكيمْ

وحرّق الدّيار .. ثم انْثنى .. مكلّلا بالغارْ

وساقَكَ الجنود بالعصا أمامهُ

سَبِيَّةً .. بلا خِمار .. ولا إزارْ

وجاء –بعدُ- بُخْتُنَصّرْ .. جبّار بابلِ

بالنّار والدّمار .. والقنابلِ

وساق منك سَبْيَهُ الكثيفِ

مقرّنين في السّلاسلِ

وعاد بالغنائم الجِسامِ

وأورشليم خلْفه .. حطامْ

وظلّ يقْذف البرْكان بالحُمَمْ

كلّ ممزّق مُزَّقْتَ في الأممْ

وساق بالأظعان سائق حُطَمْ

ولم يعُدْ لكم في أرضنا مقامْ

وطُهِّرَتْ من ذلك الملعون جنة الشآم

وأنفه المجدوع في الرُّغامْ


يتبع ..القدس .2
الرد مع إقتباس