سيدي سما بولاندي قدس الله سره ختم بعض تجلياته بقول ماثور من بنات فكره "le besoin est le moteur de la vie"...
بعبارة شكوبيه فسحى : " الحاجة محرك الحياة"
هذه المقدمة (التي قد تخلق لنا تهافت فلسفي غير مجدي) بين البعض و منهم انت ايها القارئ المتيقض... فاذا شعرت ان هذه الطوبة حركت المياه في البركة الراكدة المحشوة في دماغك رغما عنك و بدأ ميكانيزم التفكير او ما يشبه ذلك يوحي لك باسقاط بعض ما في جعبتك من علوم الكلام "الحرام" لضحد مقدمتي البولانديه.. فاني انصحك بالتريث برهة.. فالقضية لها مقدمات اخرى..
على رسلك عزيزي فقد ثبت حسب ما وردنا من اخبار و بالدليل و البرهان لا بالقراءة في الفنجان انعدام الحياة على سطح كوكب شكوبيلاند بالمفهوم المتعارف عليه في البلاد الأخرى..هذه مقدمة أخرى
النتيجة لهاتين المقدمتين المشكوك في صحتهما حسب الروايات الرسمية مع سبق الاصرار تشبه مغالطة فلسفيه..خاصة اذا كنت ترقب المشهد بمسبار العقل و من بعيد حتى لا تتأثر بالاشعاعات المضرة المنبعثة من تلك البلاد.
اذن:
اذا لم يكن هنالك حياة فلا يوجد حاجة للحاجيات ..الاستنتاج منطقي اذا سلمنا بنظرية سيدي سما
لكن السؤال المحير هو لماذا تحتل تلك البلاد المرتبة الأولى عالميا في استيراد مواد التجميل؟ اضافة الى اشياء مخزية اخرى...
البعض يقول ان البلاد تعاني ازمة جمال وطنية مزمنة، ازداد الشعور بثقلها مع ظهور القنوات الفضائية التي ترش البلاد بصور 24 ساعة لهيفاء وهبي..
تحليل ساذج حسب سيدي سما بولاندي و الرد لخصه (قدس الله سره) في جملة موجزة المبنى عظيمة المعنى: "اقبضوا على التيستوستيرون و الايستروجين"
أحدهم ممن يحب الاصطياد في المياه العكره قطف هذه الأُعطية السماوية من فم سيدي سما و راح يطور منها نظرية جديدة لا تخلو من الهمز و اللمز مستندا على القاعدة العلميه لكل قاعدة استثناء و راح ينشر فكرته التي يمكن تلخيصها في جملة واحده: "في غياب الحياة فان الهرمونات الجنسية هي محرك الحياة الوحيد بطبعتها الشكوبيه"
البحث الذي نشر في جريدة "صهيونية عميلة" نال استهجانا كبيرا من قبل الراي العام (يتسائل سيدي سما بكل عفوية: هل يوجد راي عام في شكوبيلاند؟)
سعادة المقص الرسمي قام بمصادرة جميع نسخ الصحيفة العميلة و استدعى اعمى العميان للنظر في القضية... النتيجة كما جرت العادة فتوى اكسبريس بهدر دم هذا التعيس مع اختلاف بسيط في تكييف الفتوى، فورود كلمة "قاعدة" مرتين في بحث هذا "الخائن" و كلمة "علمي" عدة مرات جعلت اعمى العميان و مفتي السلطان في ديار شكوبيلاند يتردد في اختيار سبب اهدار دمه المهدور سلفا .. لكنه في النهاية و باتفاق مع هيئة كبار مساعديه تكرم على هذا البئيس بشيء من الاجتهاد في غياب القانون و بما يسمح به الشعار المطاط : "القرآن دستورنا" و اصدر فتوى باهدار دمه بسبب انتمائه للقاعدة و تعليق جثته لتكون عبرة و ترهيب لراهيب شكوبي و للعلمانيين امثاله.
احد المساعدين اعترض على الفتوى من حيث الشكل لأنها تحمل تناقض منطقي غير مبرر، فلا يمكن ان تكون قاعدي و علماني في آن واحد، لكنه سرعان ما تراجع و ابتلع كلامه مع ريقه و عاد الى الطريق المستقيم بعد ان اتهم بالتجديف و محاولة شق الصف و الخروج على اجماع الأمة و ان جانب العقل.
راهيب شكوبي كتم امتعاضه من المشهد كله و تقيأ صبر السوابق و اللواحق و اشياء اخرى جملة و تفصيلا خارج مجال الرقابة في بيت خلاء فوجد نفسه مرة اخرى امام القضاء.
البقية لاحقا.