عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-07-2006, 02:55 PM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي

3- توصيات حول السياسة
أ. مواجهة الراديكالية في أوروبا:
ما نحتاج إليه الآن هو منهج يؤدي إلى إظهار أفضليات التنوع الثقافي ويعمل على طريق ذي مسارين يسمح بتكوين إسلام أوروبي حقيقي. في المسار الأول، يتم تحديد حاجة المجتمعات الأوروبية لإعادة النظر في قيمها وقوانينها الأساسية، وكذلك الحاجة للدفاع عنهم بواسطة طرق ثقافية وتعليمية وقضائية وعسكرية والشرطة. أما المسار الثاني، فيركز على الاندماج ببناء ثقافة مبنية على الأسس الأوروبية كالديمقراطية والقانون وحقوق الإنسان. وفي هذا المنهج الجديد، على أوروبا أن تبتعد عن ماضيها الوطني وتسمح لوجود الفروقات الدينية، أو توسع مفهومها عن ماهية أن يكون الشخص أوروبياً. إن شعار المشروع الأوروبي يجب أن يكون كالآتي: "الوحدة في التنويع".
إن تركيا تعتبر هامة جداً في محاولة التغلب على مشكلة رفض المسلمين للاندماج في المجتمع الأوروبي. ويستحق النظام التركي التنظيمي الوحيد للإسلام أن يتم فحصه للنظر في إمكانية وجود موافقة بينه وبين الإسلام الأوروبي. منذ أكثر من 80 عاماً، تعايش الإسلام التركي مع دولة علمانية، ويعود الفضل الكبير للدائرة الفريدة "رئاسة الأديان". إن "رئاسة الأديان" هي المسؤولة عن 75 ألف مسجد في تركيا، إضافةً إلى جاليات دينية تركية مشتتة، وتتكفل بنشر تفسير معتدل للإسلام عن طريق برامجها التدريبية للأئمة وبعثاتها الدينية. يجب على جميع الأئمة من "رئاسة الأديان" أن ينهوا تعليمهم الإعدادي وأن ينجحوا بامتحانات ثقافية ولغوية، وبالتالي يحمون الأتراك من مخاطر الوعظ الراديكالي. إنه سيكون من المجدي إذا سمح لوزارة الأديان أن تساهم في إصلاح وتطوير الإسلام الأوروبي بفضل خبرتها المكثفة وخبرتها الدينية الغنية.
على سبيل المثال، يرى الإسلام التركي أنه لا يوجد أي تعارض بين تعاليم الإسلام ومبادئ الديمقراطية. وأعلن هاسي كاراسير، زعيم المنظمة التركية-الهولندية لشمال ميلي غوروش، متصدياً لهؤلاء الذين يدعون إلى الشريعة: "أنا أؤمن بالله كما أؤمن بالعدالة الهولندية، إن الدستور الهولندي هو شريعتي" من المهم للغاية لمستقبل أوروبا أن تصبح مثل هذه الأقوال أساسية في المناهج المسلمة.
ب. الصراع الأوسع
إن محاربة انتشار النشاط الإسلامي سينجح فقط إذا تمكن الغرب من احتواء قلوب وعقول المسلمين.
لقد تمكنت الولايات المتحدة (والغرب بشكل عام) تحقيق نصر خلال الصراع الأيديولوجي الأخير وخلال الحرب الباردة، بعد أن توصلوا إلى استراتيجية مستمرة مبنية على دراسة مفصلة للأيديولوجية الشيوعية وتكتيكاتها. كانت الاستراتيجية عبارة عن الإحاطة بالتهديد العسكري للعدو، وتقديم بديل أيديولوجي أفضل مبني على الحرية السياسية والفردية إضافةً إلى الازدهار الاقتصادي.
لا بد من الاعتراف بقدوم صراع مماثل آخر وأنه يتطلب استراتيجية مستمرة. ولكن، اليوم، الفرق هو أن الفئة المستهدفة على دراية تامة بالبديل الغربي وترفضه بشدة. يؤمن أكثر المسلمين -وليس فقط الإرهابيين- أنهم لن يصبحوا أبداً لاعبين متساوين في النظام الغربي. بل ويؤمنون أن "حرية وديمقراطية" أميركا ليست إلا خدعة لإيقاعهم في الفخ، كي تتمكن هذه الأخيرة من الحفاظ على سيطرتها العالمية.
إن المهمة الأولى للإحاطة بهذا التحدي هي حرمان الإسلاميين من إمكانية تكذيب الولايات المتحدة والغرب. وهذا ليس بالأمر السهل. لقد أصبحت مصداقية وسلطة أميركا وحلفائها الأخلاقية في الحضيض، بعد الحرب على العراق ومعاملة السجناء في أبو غريب وغوانتانامو. في الواقع، ربما ستستغرق عملية إصلاح صورة أميركا عقوداً، وقد تتطلب حملة أيديولوجية تركز على القيم المشتركة للعالمين الغربي والإسلامي.
إن أفضل الحلفاء في هذا الصراع هم المسلمون المعتدلون، ويجب إعطاؤهم مساحة سياسية كي لا يبقى الإسلام أسيراً في أيدي المتطرفين بينما يبقى المسلمون المعتدلون على الهامش. ليس بإمكان الولايات المتحدة ولا الدول الأوروبية أن تخوض معركة أفكار داخل الإسلام، ولكن بإمكانهم أن يدعموا المعتدلين الحقيقيين كي يستطيع هؤلاء، وكما قال الرئيس الإندونيسي الأسبق -عبد الرحمن وحيد- في مقال حديث: "نشر التفسير الصحيح للإسلام، وبالنتيجة إثبات عدم صحة الأيديولوجية المتطرفة".
ومن أجل تمكين المعتدلين بأن يمسكوا بأنفسهم زمام الإسلام -والذي سيستغرق وقتاً ومالاً- من الضروري العثور على طرق لقمع نشاطات الإسلاميين ومنظمات المقاومة، ولكن دون التضحية بالحريات المدنية. ثم عليهم أن يجدوا طرقاً لحماية مجتمعاتهم ليس من الإرهاب فحسب بل من التحريض غير المباشر كذلك.
فيما يجب أن نستمر بحملتنا العسكرية ضد المتطرفين المسلحين، يجب أن نركز أيضاً على إزالة البنية التحتية الأيديولوجية لأعدائنا، وإلا لن يعم الأمن الشامل في المجتمعات الغربية.

http://www.nixoncenter.org/Baran/Bar...imonyFeb06.pdf

_____________
عن الوعي
http://www.al-waie.org/issues/232/ar...d=357_0_29_0_C