عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 24-12-2005, 11:31 PM
يحى عياش يحى عياش غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
إفتراضي بهدؤ : السعودية وصفقة اسلحة القرن

اعلنت السفارة البريطانية في الرياض ان السعودية وبريطانيا وقعتا امس مذكرة تفاهم لاحلال طائرات يورو فايتر تايفون المتقدمة مكان طائرات تورنيدو السعودية

وطائرات مقاتلة اخرى.
الاتفاق جرى التوصل اليه خلال لقاء عقده وزير الدفاع البريطاني جون ريد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبعد مباحثات مطولة مع الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع.
واللافت ان الحكومة السعودية نفت ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية من انباء حول هذه الصفقة قبل ثلاثة اسابيع، وما زال من غير المعروف ما اذا كانت الحكومة البريطانية قد رضخت لشروط الحكومة السعودية التي تربط بين هذه الصفقة التي تقدر قيمتها باكثر من سبعين مليار دولار وبين ابعاد المعارضين السعوديين الدكتور محمد المسعري والدكتور سعد الفقيه من بريطانيا، مثلما ذكرت الصحيفة البريطانية آنفة الذكر.ان انفاق هذا المبلغ الضخم على صفقة طائرات حديثة لا بد انه جاء لحاجة ماسة، واستشعارا لخطر يهدد امن المملكة العربية السعودية واستقرارها، ولكن، وبعد احتلال العراق، واطاحة نظام البعث من المفترض ان تكون الاخطار التي تهدد المملكة قد زالت بشكل نهائي.وربما يفيد التذكير بان صفقة اليمامة التي عقدتها الحكومة السعودية مع بريطانيا في اواخر الثمانينات وبلغت قيمتها حوالي خمسة واربعين مليار دولار وتضمنت شراء طائرات تورنيدو، لم تستخدم على الاطلاق، ولم تشارك الا بدور ثانوي جدا في الحرب على العراق في كانون الثاني (يناير) عام 1991.
صحيفة الغارديان البريطانية قالت ان الحكومة السعودية وضعت ثلاثة شروط لاتمام صفقة الطائرات الحديثة مع بريطانيا، الاول هو ابعاد المعارضين السعوديين وتسليمهما الى الرياض، والثاني عدم فتح اي تحقيقات بشأن عمولات صفقة اليمامة تلك التي تورط فيها امراء كبار في العائلة الحاكمة، والثالث عودة رحلات الخطوط الجوية البريطانية الى جدة والرياض التي توقفت لاسباب امنية، خوفا من خطفها واستخدامها في هجمات على غرار ما حدث في نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001.
الحكومة البريطانية تستطيع الاستجابة لشرطين من هذه الشروط، وهما مسألة العمولات وعودة الخطوط البريطانية، ولكنه ربما يكون من الصعب عليها الاستجابة الي الشرط الثالث، أي تسليم الدكتورين المسعري والفقيه، لان القضاء البريطاني يحول دون ذلك بسبب تطبيق السعودية لعقوبة الاعدام وسجلها السيئ على صعيد الديمقراطية وحقوق الانسان وغياب القضاء العادل المستقل.
المرجح ان هذه الصفقة جاءت في اطار الضغوط الامريكية والغربية لامتصاص الفائض في العوائد النفطية بسبب ارتفاع اسعار النفط، فقد بلغ دخل المملكة العربية السعودية من هذه العوائد حوالي 140 مليار دولار العام الماضي، وجرى تقدير الفائض في الميزانية المعلن عنها قبل ايام بحوالي 57 مليار دولار، ولابد ان هذه الصفقة هي مقدمة لصفقات اخرى مع الولايات المتحدة لامتصاص هذا الفائض.
ومن غير المستبعد، وفي ظل تصاعد التوتر مع ايران بسبب برنامجها النووي، ومعارضة الدول الخليجية له لاخطاره على امن المنطقة، مثلما اعلن السيد عبدالرحمن العطية امين عام مجلس التعاون الخليجي، ان تأتي هذه الصفقة في ظل استعدادات حثيثة لحرب متوقعة في المنطقة تكون ايران طرفاً فيها.
فصفقة اليمامة جرى توقيعها قبل اعوام من الحرب على العراق، وصفقة طائرات تايفون هذه التي ستعتبر هي الاخرى صفقة القرن مقدمة لحرب اخرى ضد ايران.

جريدة صوت الأمة العربية



ياليت قومى يفقهون