عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 24-06-2005, 10:25 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


س/ هل تعتقد أن ما حصل مؤخرا من تفجيرات داخل الأراضي السعودية كان بمثابة رد فعل علي الانقلاب السعودي ضد الجهاديين، وما سر توقيته الحالي؟

ج/ أساس فكرة التفجيرات كلها عملية رد فعل، فبعد رجوع الشباب من جبهات الجهاد الخارجية زجت الحكومة السعودية بالشباب في السجون والمعتقلات ومارست ضدهم التعذيب، وتلفيق التهم العشوائية، وكان إذا اجتمع خمسة شباب علي مائدة طعام أو التقوا علي أي شيء تلقي عليهم القبض بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، وكان التحرك الأمني السعودي فيه نوع من التناقض والغرابة. وأقسم بعض الشباب الذين اعتقلوا بأن الأجهزة الأمنية أجبرتهم علي التوقيع علي ورقة بيضاء وتم تعبئتها وفقا لأهواء رجال الأمن، وكانت الأحكام قاسية جدا ومجحفة في حق الشباب، وفجأة تخلي عنهم العلماء، ومارست السلطة ضدهم سياسة القمع والضرب بالحديد والنار، فتولد لدي الشباب نزعة انتقامية ونزعة التكفير للحكومة، من منطلق أن هذه الأعمال الوحشية ليست من صفات ولا من أخلاق المسلم ولا يمكن أن يقترف مثلها. ولذلك تواجهت الخبرة والمهارة القتالية والأمنية التي اكتسبها هؤلاء الشباب في أفغانستان وفي البوسنة والهرسك وفي ساحات جهادية أخري بالقصور والنسبة الكبيرة من عدم الخبرة لدي الأجهزة الأمنية السعودية، ونجحوا في تنفيذ هذه التفجيرات نتيجة لذلك، حيث يوجد لدي هؤلاء الشباب خلاصة خبرة الجماعات الإسلامية المسلحة في العالم الإسلامي بأكمله، من سورية، من مصر، من ليبيا، من الجزائر، ومن غيرها واحتكوا كثيرا بخبراء من كل هذه الدول، واختلطوا بأصناف وأشكال كثيرة من الخبرات ومارسوا الكثير من عمليات التجارب، بالإضافة إلي فترة صراع بينهم وبين الحكومة السعودية منذ 1993 وحتي الآن، وخلاصة كل هذه التجربة طبقوها في وجه الحكومة السعودية، التي تلقي عناصر أجهزتها الأمنية تأهيلا وتدريبا حديثا في الخارج ولكنه يظل نظريا ومحدودا ولا يوازي حجم الخبرة لدي العائدين من بين الحديد والنار في ساحات وجبهات الجهاد؛ كما أن سلطات الأمن السعودية بدأت من حيث بدأ الآخرون، بينما هؤلاء الشباب انطلقوا من حيث توقف الآخرون، ومن هذه الزاوية أصبح الكثير من الشباب يستطيعون تنفيذ عملية انتحارية بمفردهم، وأبرز مثال علي ذلك عملية اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة مؤخرا، التي أثبتت مدي البراعة لدي هؤلاء الشباب والدقة في العمل الاستخباراتي والعمل العسكري في تنفيذهم للعمليات الخاصة بحيث استطاعوا اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة التي تعتبر ثكنة عسكرية لوحدها. ومثال آخر عملية قتل روبرت جاكسون الخبير العسكري الأمريكي في طائرة الأباتشي، كيف عرف هؤلاء الشباب أن هذا خبير في طائرة الأباتشي، وكيف حصلوا علي هذه المعلومات، ثم وصلوا إلي داخل بيته وقتلوه فيها، رغم أنه كان في مهمة استخباراتية بالسعودية بغطاء العمل في شركة نفطية؛ وهذا يعني أن الشباب وصلوا إلي مرحلة عالية من الخبرة والدقة ومن القدرة علي الحصول علي المعلومات والتفوق في كل الاتجاهات. ولذا أعتقد أن رد فعل الحكومة السعودية علي هؤلاء الشباب وتخلّي العلماء عنهم جعل وسيجعل الشباب يصدرون الفتاوي من ذات أنفسهم، وإلا فمن هم المنفذون للعمليات الأخيرة في السعودية؟ جميعهم شباب عاديون، ولكنهم أصبحوا متعطشين لتنفيذ العمليات الأمنية، وأصبحوا ينظرون للأمريكان بأنهم محتلون والحكومة السعودية حكومة عميلة ومرتدة.

س/ منذ نهاية العام 2002 توقفت العمليات الإرهابية في اليمن، ما أسباب ذلك؟ وهل يعطي مؤشرا بأن عناصر (القاعدة) في اليمن وصلوا إلي درجة من الضعف بحيث أصبحوا عاجزين عن تنفيذ أي عملية من هذا النوع، أم أنهم توصلوا إلي هُدنة مع السلطة كنتيجة لحوارها معهم؟

ج/ في الحقيقة الحكومة اليمنية استخدمت عدة آليات في التعامل مع الشباب العائدين من أفغانستان، كانت أفضلها وأقواها آلية (الحوار)، حيث اضطرت الحكومة اليمنية إلي التعامل مع هذا الموضوع بهذه الآلية رغم استخدامها لآلية الحديد والنار وآلية المحاكمات في العديد من المواقف؛ واعتقد أن استخدامها لموضوع الحوار وجعله الركيزة الرئيسية لتعاملها مع هؤلاء الشباب والسياسة المتبعة لديها أسهم في إنجاح جهودها لامتصاص ردة الفعل العكسية لديهم، وحتي الآن ما زال هذا الحوار متقدما بنجاح قوي ومعظم الشباب الذين خرجوا من داخل السجون اليمنية كنتيجة لهذا الحوار التزموا بالعهد الذي أدوه للحكومة أثناء خروجهم من السجون بألا يقوموا بأي شيء يخل بالأمن داخل البلد، وتولدت لديهم هذه القناعة بالفعل وأنهم لا يريدوا افتعال مشاكل وقلاقل داخل بلدهم، حيث حب الوطن من الإيمان، وحب هؤلاء الشباب لبلدهم عميق في صدورهم، لكني أوجه دعوة صريحة للحكومة اليمنية بأن تقوم فعلا بتنفيذ ما التزمت به من وعود لحل مشاكل هؤلاء الأشخاص الاجتماعية والمعيشية وغيرهما، لأن كثيرا منهم يعاني من عدم الاستقرار المادي ومن عدم استقرار الوضع الاجتماعي، والحكومة التزمت بحلها وتستطيع أن تحل هذه المشاكل عبر أي وسيلة تراها مناسبة، حتي يعودوا للوضع الطبيعي ويندمجوا في مجتمعهم مرة أخري بمثل ما كانوا عليه ويمكن أن تتم الاستفادة من خبرتهم ليصبحوا في المستقبل حماة لبلدهم. لذا أعتقد أن موضــــــــوع الحوار الذي انتهجته الحكومة اليمنية وإطلاق صراح الكثير منهم من السجون عقبه كان وســــيلة جيدة للتعامل مع العائدين من أفغانستان، وقفزة نوعية فيما يسمي بمكافحة الارهاب، وامتصاص غضب هؤلاء الشباب علي حكومة بلدهم، وهذا ما ساهم في توقف العمليات العسكرية لهؤلاء داخل الأراضي اليمنية.