عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 25-06-2005, 01:19 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

الحلقة الثانية

18 / 3 / 2005م

الجماعة الاسلامية دخلت البوسنة اولا.. وبن لادن ركز علي الصومال.. واحمد شاه مسعود خاننا في طاجيكستان
اردت الذهاب للبوسنة فحذرني المشايخ من نساء بني الاصفر الجميلات واقترحوا المشاركة بنشر السلفية في ارتيريا
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن محطته الجهادية الأولي وعن محطاته اللاحقة حتي استقر به الأمر في محطة تنظيم (القاعدة).


س/ ما هي محطتكم الجهادية الأولي، أو ما هي الوجهة الأولي التي انطلقتم إليها عندما قررتم خوض غمار الجهاد؟

ج/ كانت محطة انطلاقي الأولي للجهاد البوسنة والهرسك، وكان انطلاقي الجهاد في ذلك الوقت ليس انطلاقا منظما، بقدر ما كان انطلاقا عاطفيا للجهاد، حيث كنت أنظر لما يحدث من مآسي المسلمين في البوسنة ومن ذبح الأطفال والنساء والعجزة ومن هتك للأعراض واغتصاب جماعي للفتيات وما خلفته تلك الحرب من عدد هائل من الأيتام والأرامل، فقررت الذهاب للجهاد كشاب تربّي علي التدين والنخوة ومفعم بالحرارة والغيرة علي الدين وعلي المسلمين. وكنت قبلها أتمني بشدة المشاركة في الجهاد الأفغاني، ولكن شاء الله أن تفوتني تلك الفرصة، فكانت ساحة الجهاد في البوسنة والهرسك بالنسبة لي فرصة، والشباب الذين كانوا يدعوني إلي فكرة الجهاد في البوسنة كانوا يحاولون تحويلي عن تلك الفكرة إلي التوجه باتجاه اريتريا، لكن بعد تفكير عميق هدتني قناعتي إلي الانطلاق نحو البوسنة، رغم أن الشباب كانوا يحكون لي باستفاضة عن الجهاد في إريتريا وعن طريقة القتال فيها وكنت أسألهم: ما هو سبب اندفاعكم إلي الجهاد في إريتريا؟ فكانوا يجيبون بأن ذلك ينطلق من ضرورة نشر الدعوة السلفية هناك وخلق فرصة لهيمنة الحركة السلفية والسلفيين في تلك الساحة، فقلت: يا شباب إذا كان تفكير الأخ الواعي بهذه الطريقة فأنا لا أتفق مع ذلك، ولا أرغب بالذهاب إلي إريتريا، فقالوا سنسهل لك الذهاب إلي أي ساحة جهادية أخري غير البوسنة، لأن في البوسنة فسادا أخلاقيا وفيها مغريات، وبناتها الأوروبيات وبنات بني الأصفر ربما يؤثرن عليك، قلت: والله لا نريد أن ينطبق علينا قول الرسول صلي الله عليه وسلم حين رد علي ذلك الصحابي الذي قال أخشي علي نفسي من بنات بني الأصفر، وأوضحت أن ساحة البوسنة أكثر أهمية خاصة وأن التوجه الدولي مركّز عليها كثيرا، ولذلك قررت الانطلاق نحو البوسنة.

س/ متي كان ذلك؟

ج/ كان ذلك في شهر جمادي الثاني سنة 1415 هجرية (الموافق 1994)، حيث خرجت حينها من السعودية إلي اليمن في شهر تشرين الاول (أكتوبر) 1994 هاربا من البيت دون إذن من أسرتي، ولعدم امتلاكي جواز سفر دخلت اليمن بتصريح عبور استخرجته من السفارة اليمنية، بشهادة الميلاد وبصورة من بطاقة هوية الوالد التي تثبت جنسيتي اليمنية، وبموجب تلك الوثائق استخرجت بطاقة (هوية) شخصية وجواز سفر يمني من اليمن، وفيها بدأت التدبير من أجل الانطلاق إلي البوسنة، فبقيت في اليمن قرابة سنة، حتي تصاعدت المعارك في البوسنة في صيف 1995 فانطلقت باتجاه البوسنة وكان الهدف من ذلك حب الشهادة والاندفاع ورغبة فيما عند الله عزوجل، وكان هذا دافعي القوي لذهابي للجهاد هناك، وكانت تلك محطتي الجهادية الأولي.

س/ هل وجدت هناك الكثير من المجاهدين العرب، ممن كانوا في أفغانستان؟

ج/ وجدنا هناك مجموعتين عربيتين رئيسيتين، مجموعة (أبو الزبير) الحائلي، وهي مجموعة تشكلت من الأخوة الذين كانوا في أفغانستان، من المجاهدين أو الأفغان العرب القدامي الذين خرجوا من هناك، والمجموعة الثانية هي (كتيبة المجاهدين)، و كان الجيش البوسني يعترف بهاتين المجوعتين، ككتائب عسكرية نظامية رسمية، بحكم أن الجيش البوسني كان جيشا منظما، علي عكس الوضع الذي كان في أفغانستان، من عصابات وأحزاب وقوي سياسية، حيث كانت البوسنة تحت مظلة دولة وحكومة ورئاسة وجيش منظم. وكانت (كتيبة المجاهدين) العرب التي كانت العقل المسيّس والمنظر الشرعي لها الجماعة الإسلامية المصرية، بقيادة الشيخ أنور شعبان، عليه رحمة الله، وكانت تتشكل من الكثير من المصريين والجزائريين وخليط من الجنسيات الأخري، وأما (مجموعة الزبير) الحائلي فقد كانت أعضاؤها عبارة عن مجموعة من المقاتلين المحترفين من الأفغان العرب، وكان لهم خبرة سابقة في القتال في أفغانستان، وكانوا عبارة عن مجموعات صغيرة موزعة في مناطق كثيرة، ولكنهم كانوا يلتحمون وقت المعارك الساخنة في كتيبة واحدة، وهاتان هما المجموعتان الرئيسيتان من المجاهدين العرب في البوسنة والهرسك.

س/ كيف كانت طبيعة الاعتراف الرسمي البوسني بهاتين المجوعتين المسلحتين الأجنبيتين؟

ج/ كانت هاتان المجموعتان معترفاً بهما رسميا هناك من خلال ضمهما في التشكيل العسكري البوسني حينذاك، حيث كانت كتيبة المجاهدين تحت قيادة الفيلق الثالث للجيش البوسني، كما كانت مجموعة الزبير تحت قيادة ذات الفيلق ولكن في كتيبة أخرى .

س / هل كان للمجاهدين العرب تأثير عسكري كبير في البوسنة من خلال مشاركتهم وخوضهم للكثير من المعارك؟
ج/ إن الفكر لا يواجه إلا بالفكر والعقيدة لا تواجهها إلا العقيدة، وإن الشباب المجاهدين كانوا يذهبون للجهاد من أجل الجهاد ومن ثم من أجل الشهادة، لكن في البوسنة هذا الوضع قد تغيرّ، كانت هناك خلافات بين المجاهدين العرب، لأن البوسنة كانت للتو خارجة من تحت مظلة الحكم الشيوعي، والتي مسح فيها الفكر الشيوعي كل معالم الدين الإسلامي والفهم للإسلام، حتي أننا كنا لا نري في المساجد سوي العجزة وكبار السن، أما الشباب فلا وجود لهم و لا يعرفون أي شيء عن دينهم، ورأينا بعض الشباب المسلم يعلقون الصليب علي رقابهم ولا يعرفون دلالة ذلك، رغم أنهم ينتمون إلي اسر مسلمة وأسماء بعضهم عربية إسلامية. فكانوا يجهلون الإسلام جهلا كاملا، ولذا وجدنا أن المسؤولية الملقاة علي عاتقنا في البوسنة كانت أوسع وأشمل من مهمة القتال التي جئنا من أجلها، فكنا نجد أنفسنا قد أصبحنا حملة سلاح وفي ذات الوقت حملة دعوة وحملة كتاب وحملة رسالة، وقمنا بدور لا بأس به في هذا المجال بكل الوسائل المؤثرة والسبل الممكنة، فكان تأثيرنا التوعوي والتثقيفي والفكري في المجتمع البوسني أكبر ربما من تأثيرنا العسكري، علاوة علي أن المجاهدين العرب هناك ضربوا أروع الأمثلة في الاستبسال بجبهات القتال وفي حب الاستشهاد، رغم صغر أعمارهم.

س/ هل هذا التأثير يعني أن التواجد العربي كان كبيرا في البوسنة؟

ج/ بحكم وضعي العسكري هناك، حيث كنت حارس كتيبة وأسماء جميع (كتيبة المجاهدين) العرب بحوزتي، كان عدد العرب المنضوين في (كتيبة المجاهدين) بالبوسنة 450 شخصا، وبإضافة هذا الرقم إلي عدد أعضاء مجموعة (الزبير الحائلي) ربما يصل العدد الكلي للعرب في البوسنة إلي 1000 عربي، لكنهم رغم قلتهم كانوا يعملون بهمة عشرة أضعافهم.

س/ هل كان المجاهدون العرب في البوسنة يشكلون امتدادا لتنظيم (القاعدة)، أم غير ذلك؟

ج/ من معلوماتي الشخصية ومما عرفته أيضا من الشيخ أسامة بن لادن نفسه أن بن لادن أرسل في ذلك الوقت فريقين للجهاد خارج أفغانستان، الفريق الأول أرسله إلي الصومال، والفريق الآخر أرسله إلي البوسنة والهرسك، ولكن الأخير عندما وصل إلي البوسنة وجد أن (الجماعة الإسلامية) المصرية قد سبقت في الوصول إليها، بحكم وجود الشيخ أنور شعبان، الذي كان إماما وخطيبا لجامع ومسجد هناك، ولذا كانت الجماعة الإسلامية المصرية أسرع دخولا إلي البوسنة والهرسك، من عناصر (القاعدة) الذين كانت قيادتهم (أسامة بن لادن) في السودان حينها، كما كانت (القاعدة) أقرب إلي الصومال من غيرها من التيارات الجهادية؛ ولذا عندما وصلت فرقة (القاعدة) المرسلة للبوسنة أرسلت تقارير تبين وجود الجماعة الإسلامية هناك، فقرر الشيخ أسامه حينها توحيد عمله وجهده كله باتجاه القوات الأمريكية في الصومال؛ لأن رؤيته كان مبنية علي توقعات وجود رغبة أمريكية في تحويل الصومال إلي قاعدة أمريكية خلفية موازية لتواجدها في الخليج العربي، خصوصا وأن الصومال كانت أرضا سهلة ومناسبة للقتال، وشعبها جائع وفقير، ولذا دخلت القوات الأمريكية إلي الصومال في العملية التي أسمتها (إعادة الأمل)، غير أنها قوبلت بشراسة من المجاهدين الصوماليين ومن تنظيم (القاعدة) الذين تمكنوا من إخراج القوات الأمريكية من الصومال مهينة ذليلة ولقّنوها درسا عسكريا قاسيا، إلا أنه لم تكن هناك تغطية إعلامية محايدة لأحداث الصومال وكنا حينها لا نعلم بوجود عمل جهادي منظم هناك، ولم نعرف بحدوث عمليات جهادية قوية في الصومال ومشاركة تنظيم (القاعدة) فيها إلا عندما ذهبنا إلي أفغانستان وعملنا مع الشيخ أسامة بن لادن، وعرفنا حينها كل شيء عن ذلك، عمن كان يقود العمليات في الصومال ضد الأمريكان وطبيعة العمليات التي نُفذّت هناك وغير ذلك؛ ولذا ان تنظيم (القاعدة) كتنظيم بهذه الراية، لم يكن له وجود واضح في أحداث البوسنة، ولكن التربية الدينية والجهادية التي تربي عليها المجاهدون العرب الذين شاركوا في البوسنة كانت تتجه نحو حب التنظيم وحب العمل المنظم، إيمانا منهم بأنه لا نجاح لأي تجارب عملية جهادية إلا بالعمل المنظم.

س / بعد انتهاء الحرب في البوسنة إلي أين اتجه (المجاهدون) العرب الذين كانوا فيها؟

ج / قررت مجموعة منهم التوجه نحو الفلبين، ومجموعة اتجهوا نحو الشيشان وكنت ضمن مجموعة ثالثة اتجهت نحو الصومال، ولذا تحولوا من (نيزك) إلي عدة (شُهُب).

س/ هل خرجوا جميعا من البوسنة والهرسك؟

ج/ الغالبية العظمي منهم خرجوا منها، خصوصاً مواطني الجزيرة العربية، حيث خرجوا منها جميعا، بالإضافة إلي بعض المجاهدين العرب من شمال إفريقيا، وأما القلة القليلة الذين بقوا في البوسنة فهم أولئك الذين لم تسمح لهم ظروفهم الأمنية بالخروج من البوسنة، مثل بعض الأخوة المصريين والجزائريين والتونسيين وغيرهم، لعدم إمكانية عودتهم إلي أوطانهم لأنهم مطلوبون أمنيا فيها، فاضطروا للبقاء في البوسنة، غير أنهم توقفوا عن العمل المسلح واتجهوا نحو النشاط الدعوي والتربوي والعمل الخيري الإغاثي.

س/ عندما غادرتم البوسنة واتجهتم نحو الصومال، هل كان ذلك بتوجيه أو إيعاز من تنظيم (القاعدة)، أم أنه كان بدافع ذاتي لأن (الجهاد) كان قائما هناك؟

ج/ كان التفكير بالتوجه إلي الصومال بدافع شخصي جدا، لأنه لم يكن في فترة مشاركتي بالجهاد في البوسنة وجود لأي علاقة بيني وبين عناصر من (القاعدة) أو بيني وبين تنظيم (القاعدة) ذاته، حيث كان كل تفكيري الذي يشغل كياني كله هو الدفاع عن أراضي المسلمين وعن المسلمين أينما كانوا وبالذات الضعفاء والمستضعفين في الأرض، وحب الشهادة والاستشهاد من أجل ذلك، وكان هذا كل ما يملأ رؤوسنا ويشغل بالنا، وأنا شخصيا لم أقابل أسامة بن لادن وجها لوجه ولم أعرفه إلا بعد عودتي من طاجيكستان إلي أفغانستان.