عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 25-06-2005, 01:21 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

س/ هل تحولتم من البوسنة إلي الصومال مباشرة أم عبر بلد ثالث؟

ج/ بحكم عدم إمكانية الانطلاق مباشرة إلي الصومال رجع كل منا إلي بلده، وبعد ذلك بدأنا البحث عن سبل الوصول إلي الصومال، وعن حل لهذه المعضلة التي واجهتنا، وهي بقاؤنا بدون عمل جهادي، وكنا نري أنه ليس من المعقول أن نبقي هكذا مفرغين من المهمة التي نذرنا أنفسنا لها، وهي الجهاد، خاصة وأننا كنا شبابا غير متزوجين وليست وراءنا مسؤوليات أسرية واجتماعية، وكنا شبابا متفرغين للجهاد، وليس معنا عمل غيره، وكانت حينها قضية الصومال ساخنة وبالذات قضية الإقليم الصومالي المسلم في إثيوبيا، أوجادين، الذي كنا نسمع عن الإضطهادات والظلم فيه، فاتجهت نحو الصومال مع اثنين من الشباب وهما الأخ عبد العزيز المقرن، رحمه الله، والأخ أحمد الخضر، فك الله أسره، المعتقل في سجن يمني بصنعاء، واتفقنا نحن الثلاثة اتفاقا شخصيا مع إخواننا المجاهدين بالذهاب إلي الصومال، وكُلفنا بمهمة الإطلاع علي الأوضاع هناك، وعما إذا كان الوضع مناسباً تنظيميا للجهاد أم لا، وكان كل تفكيرنا هو حصول كل منا علي التجهيز الشخصي وما يكفيه من سلاح وذخيرة وبعد ذلك سنرتب أوضاعنا الأخري، وأهم شيء كان هو معرفة هل هناك أمل في المشاركة بالجهاد أم لا، وعلي هذا الأساس انطلقنا.

س/ هل توجهتم نحو الصومال بسبب وجود القوات الأمريكية هناك، أم لأن الصراع ومعاناة المسلمين كانت حاضرة هناك؟

ج/ لا، ليس بسبب الأمريكان وإنما لأن الصراع كان قائما هناك بين المسلمين وغيرهم.

س / لكن ذلك الصراع كان غير واضح المعالم إلا في ظل وجود القوات الأمريكية؟

ج/ ليس بالضبط، لأن فترة وجود القوات الأمريكية في الصومال كانت في حدود سنة واحدة فقط، ولم يكن لنا في فترة دخول الأمريكيين وخروجهم من الصومال أي اتجاه بالذهاب إلي هناك، ولكن تعززت قناعتنا بضرورة التوجه إليها بعد إطلاعنا علي طبيعة الصراع الإقليمي الدائر هناك بين حركة الاتحاد الإسلامي الصومالية وبين الحكومة الإثيوبية، فكان هدفنا دعم جهود الحركة الإسلامية الصومالية إلا أننا واجهنا هناك الكثير من المشاكل، بسبب اختلاط المصالح الشخصية بالمصالح العامة، وعدم وضوح الرؤية لدي الجميع، ما خلق نوعا من عدم الثقة بيننا وبين قيادات العمل الإسلامي الصومالي وأدي ذلك إلي خلاف بيننا وبينهم، بسبب شكوكهم حولنا بالانتماء لتنظيم (القاعدة) علي الرغم من أننا لم نكن مرتبطين بهذا التنظيم حتي تلك الفترة، وتناقشنا معهم كثيرا حول موضوع سلامة نوايانا الجهادية الصافية من الذهاب إلي الصومال للدفاع عن أعراض المسلمين إلا أنهم كانوا يشككون في ذلك وكانوا يسألوننا: لماذا تأخرتم كثيرا عن الوصول إلينا، وتركتمونا لفترات طويلة نقاتل بمفردنا؟ قلنا والله ما كنا نسمع عنكم شيئا لأن صوتكم الإعلامي كان ضعيفا وصوت الآخرين كان أقوي فاتجهنا نحوهم، أي للبوسنة والهرسك ولو كنا سمعنا عنكم من قبل لكُنّا جئناكم من وقت مبكر، فهدؤوا بعد ذلك ولكن كانت لهم مواقف سلبية مع تنظيم (القاعدة) عرفتها فيما بعد.

س/ لماذا قرر أسامة بن لادن نقل بعض قوات تنظيم (القاعدة) إلي الصومال؟

ج/ إن تأثير الأحداث الدولية في الصومال ودخول القوات الأمريكية إليها، كانت المبرر لدخول تنظيم (القاعدة) إليها، حيث فهم تنظيم (القاعدة) دخول الأمريكيين إلي الصومال ليس من أجل سواد عيون الصوماليين وإنقاذهم مما حلّ بهم، ولكن من أجل السيطرة الأمريكية علي الصومال ومن ثم الهيمنة علي المنطقة، وتحقيق عدة أشياء أولا ضرب الحركة الإسلامية المتفاعلة والمتنامية داخل السودان، ثانيا عملية مد قاعدة أمريكية خلفية في الخليج، بحكم أن الصومال كانت أقرب نقطة انطلاق ومنطقة متاحة أمامهم نحو الخليج العربي، ولأنهم وجدوها بلدا غير آمن اضطروا لمغادرتها وظلوا يبحثوا عن بلد آخر حتي تمكنوا من احتلال العراق، الذي ظنوا أنه يمكن أن يكون قاعدة خلفـــية لهم ولكنه تحوّل إلي مستنقع.

س/ هل انضممتم في الصومال إلي معسكرات (القاعدة) أم بقيتم وحدكم؟

ج/ في الحقيقة كانت معسكرات (القاعدة) تتركز في منطقة كامبوني بينما كنا في الشمال الغربي للصومال، ولم نكن نعرف بالضبط مناطق تواجدهم، وأيضا كانت معاملة الصوماليين السيئة لنا والتكتيم الشديد علينا، ومحاصرتهم إعلاميا لنا، وأطبقوا علينا نوعا من الحصار، ونتيجة لذلك كنا لا نعلم بوجود الأخوة العرب من تنظيم (القاعدة) في منطقة كامبوني ومنطقة بورجابو، فاستأت لهذه المعاملة القاسية، ونظرا لأني كنت أفهم قليلا اللغة الصومالية لمست العديد من محاولات المكر بنا من بعض قيادات الحركة الإسلامية الصومالية في تلك المنطقة، رغم أننا أقبلنا إليهم كمساعدين وداعمين لهم، وكنا نحاول إقناعهم بأننا عبارة عن رُسلٍ لمن خلفنا، ولكنهم لم يقتنعوا بذلك، وبسبب هذا الوضع القيادي السيئ هناك قررنا الانسحاب من الصومال.

س/ هل شاركتم في أي عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية أثناء تواجدكم في الصومال؟

ج/ أبدا، لم أشارك في أي معارك في الصومال، لأن الفترة التي دخلت فيها إلي الصومال كان تنظيم القاعدة نفسه قد بدأ بالخروج من الصومال، ولم يبق معه فيها سوي معسكر أو معسكرين فقط، وهذه المعسكرات كانت معسكرات تدريبية فقط، ولم تكن لديه أية عمليات عسكرية إضافية، فقد خرج بعملياته وبقادته العسكريين.

س/ بعد خروجكم من الصومال إلي أين توجهتم؟

ج/ بعد خروجي من الصومال مرورا بكينيا رجعت إلي بلدي اليمن، ومكثت فيه ما يقارب ثلاثة أشهر، بعدها بدأت التواصل مع الشباب لترتيب سفري إلي طاجيكستان، مرورا بباكستان وأفغانستان، وكانت رحلتي هذه باتجاه المحطة التالية وهي محطة طاجيكستان.

س/ رحلتكم إلي طاجيكستان، كيف كانت وهل من تفصيل حول خلفياتها؟

ج/ طبعا جمهورية طاجيكستان كانت ضمن الدول الثماني التي استقلت حديثا عن الاتحاد السوفييتي السابق، وعاصمتها دوشنبيه، واستقلال طاجيكستان كان بحركة إسلامية داخلية بقيادة حزب النهضة الإسلامي، بزعامة السيد عبد الله نوري، طبعا وجهة نظر السوفييت وبقايا الشيوعيين في هذه المناطق لم يتقبلوا فكرة صعود نهضة قوية إسلامية في طاجيكستان، فبدؤوا بشن مجازر ضد المسلمين وضد حزب النهضة، فاضطر الأهالي والمسلمون في طاجيكستان للهجرة والفرار من داخل بلدهم طاجيكستان إلي شمال أفغانستان وتمركز المهاجرون الطاجيك في ولاية بدخشان الأفغانية، وولاية قندز وولاية تخار، ومع تصاعد أحداث طاجيكستان بدأ المجاهدون العرب الذين كانوا ما زالوا في أفغانستان أو الذين خرجوا منها بعد انتهاء الجهاد في أفغانستان وانتقلوا لجبهات أخري خارجية، بتشكيل مجموعات جهادية باتجاه جبهة طاجيكستان، فتشكلت أول مجموعة بقيادة يعقوب البحر، رحمه الله، وتشكلت مجموعة خطّاب، رحمه الله، الذي استشهد بالمعارك الأخيرة في الشيشان، وتشكلت مجموعة أخري ولكنها كانت مجموعة غير منضبطة تحت قيادة معينة، وهذا التشكيل الثالث انتهي بسبب عدم وضوح القيادة، وبقيت المجموعتان الرئيسيتان، اللتان شنتا عمليات في داخل طاجيكستان، حتي أن مجموعة يعقوب البحر دخلت إلي أعماق طاجيكستان وبدأت بتنفيذ عمليات عسكرية من داخل العاصمة دوشنبيه، ومجموعة خطّاب بدأت بشن معارك وحملات وضربات من المناطق الحدودية مع أفغانستان إلي مراكز القوات الشيوعية داخل طاجيكستان، وكانت مجموعة خطّاب مدعومة دعما عسكريا رئيسيا من القائد الأفغاني الشيخ عبد رب الرسول سياف، وكان هناك العديد من القادة الميدانيين التابعين لسيّاف يقاتلون مع مجموعة خطّاب وتحت إمرته، وطبعا مجموعة خطّاب أوجعت الشيوعيين وجعا شديدا وضربت لهم أكبر قاعدة في القوات الروسية في طاجيكستان وعملت لهم مجازر عسكرية عنيفة جدا، حتي تم إعلان الهدنة في طاجيكستان بسبب الضغوط الدولية علي الحركة الإسلامية، حيث تراجعت بعدها مجموعة خطّاب وخرجت مجموعة يعقوب البحر من طاجيكستان بعد استشهاده هناك إلي أفغانستان، وحينها منهم من اتجه باتجاه البوسنة والهرسك ومنهم من اتجه باتجاه الشيشان، وكان الوضع وقتئذ مع بداية اشتعال قضية الشيشان، فكانت هذه المرحلة الأولي في طاجيكستان، أما المرحلة الثانية هي التي شاركنا فيها، وكنا حينها قد خرجنا من الصومال واتجهنا نحو طاجيكستان، وكانت رحلتي إليها بدأت من اليمن ثم إلي باكستان مرورا بأفغانستان، طبعا عملية انتـــــقالي إلي طاجيكستان تمت بتنسيق مع بعض الأخوة العرب، منهم الأخ حسام بن عتش، رحمه الله، المكنّي المهند الجدّاوي.

س/ هل جميع الذين انضووا تحت قيادة يعقوب البحر وخطّاب كانوا جميعهم عربا؟

ج/ نعم كان أغلبهم عربا، وبالذات الركيزة الأساسية والنواة الأولي لهاتين المجموعتين، وكانوا من الذين يمتازون بالخبرة السابقة علي القتال حيث كانوا من الذين شاركوا في معارك جلال أباد بأفغانستان، عام 1988، وكان معهم أخونا حمزة الغامدي الذي ذكره الشيخ أسامة في أكثر من مناسبة لمشاركته في أكثر من ارض، ابتداء من أحداث معركة جاجي عام 1988 مرورا بأحداث جلال أباد عام 1988، وشارك في العديد من المعارك اللاحقة وصمد مع الشيخ أسامة حتي آخر لحظة، حيث كان من ضمن المشاركين في معركة تورا بورا الأخيرة مع القوات الأمريكية.

س/ هل كانت عناصر المرحلة الثانية من الجهاد في طاجيكستان منضوية تحت قيادة المجموعتين السابقتين، أم تشكلت مجموعات جديدة؟

ج/ بعد أحداث التجربة الأولي في طاجيكستان اندمج من بقي من مجموعة خطاب مع من تبقي من مجموعة يعقوب البحر، فاندمجوا بشكل مجموعة تحت إمارة أخونا حمزة الغامدي، وكان جميعهم دماء جديدة.

س/ تحت أي مسمي كانت هذه المجموعة؟

ج/ أسميت هذه المجموعة بمجموعة الشمال، بقيادة حمزة الغامدي.

س/ وكم بقيتم هناك؟

ج/ منذ أن تحركنا حتي رجوعنا بقينا نحو ستة أشهر، لأننا لم نستطع المشاركة في معارك طاجيكستان بسبب الخيانات، من داخل الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت حينذاك بقيادة أحمد شاه مسعود، الذي ضيق الخناق علي المجاهدين العرب في شمال أفغانستان، حيث خانونا في الطريق وحاولوا الغدر بنا أكثر من مرة.

س/ وما ذا فعلتم بعد ذلك؟

ج/ رجعت مجموعتنا بالكامل إلي داخل أفغانستان، وهي التي ـ كما ذكرت ـ كانت تحت مسمي مجموعة الشمال، وكانت هذه المجموعة تتكون من حوالي 36 أخاً عربياً، معظمهم من أبناء الجزيرة العربية، من السعودية واليمن والخليج، باستثناء واحد مصري وآخر مغربي وثالث أوزبكي، أما البقية، الثلاثة والثلاثون، فجميعهم من أبناء الجزيرة العربية.