عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-06-2005, 01:23 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


س/ ما هي الأسباب المباشرة لعملية تراجعكم وكيف كانت؟

ج/ تراجعنا بسبب خيانة دليل المجموعة التي كنا فيها، وقد كان طاجيكياً، حيث حاول أن يخوننا ويبيعنا للقوات الروسية، طبعا الروس في تلك الفترة كانوا متوجعين، ولم يستطيعوا أن يتحركوا وأثناء تحركنا باتجاه بعض المناطق الطاجيكية علي الحدود الجنوبية بلّغ هذا الدليل القوات الروسية أن هناك 36 مجاهدا عربيا يريدون اقتحام معسكراتكم، طبعا كان نحو 15 مجاهدا عربيا قلبوا ميزان القوي داخل طاجيكستان فما بالك بستة وثلاثين رجلاً، من أصحاب الخبرة العسكرية الجيدة وخارجين بتجارب متعددة وطويلة، وكانت هذه المجموعة تعتبر نواة مشكّلة من أفضل الخبرات الجهادية العربية من مختلف جبهات العالم، فالروس عرضوا جائزة لكل من يسلم لهم عربيا، ووعدوا بمنح 100 ألف دولار لكل من يسلّم لهم مقاتلا عربيا، فتخيّل 36 مقاتلا في 100 ألف كم سيصل المبلغ؟ حوالي ثلاثة ملايين و600 ألف دولار، فالطاجيكي يبدو أنه طمع بحجم هذا المبلغ الكبير، وقرر تسليمنا للقوات الروسية، ونتيجة لذلك شكلت روسيا قوات كبيرة تجاوزت 35 ألف مقاتل، ونشرتهم علي طول الحدود الجنوبية لطاجيكستان (الحدود الطاجيكية الأفغانية) للسيطرة علينا ومنع تغلغلنا داخل الأراضي الطاجيكية. وعندما سمعنا بخبر تحرك القوات الروسية الكبيرة باتجاهنا وقطع الطريق أمامنا قررنا التراجع نحو أفغانستان.

س/ كيف عرفتم بخبر تحرك القوات الروسية باتجاهكم، هل كان لديكم جهاز استطلاعي، أو استخباراتي؟

ج/ عرفنا بهذا الخبر عن طريق شاب طاجيكي، تربّي بين الأخوة العرب، مع بداية الأحداث في طاجيكستان، وتعلم منهم اللغة العربية، فكان فيه نوع من الوفاء وقام بهذا العمل لرد الجميل لهم، وقال: لكم فضل كبير عليّ، وأنا أحذّركم أن دليلكم الطاجيكي قرر تسليمكم للقوات الروسية، فاتخذنا إثر ذلك خطة للانسحاب. طبعا كنت أنا أحد أعضاء مجلس الشوري لهذه المجموعة، المكون من ستة أعضاء، منهم عبد الرحيم الناشري، المكني بالمُلاّ وأيضا بالفاروق وفاروق المكي وبلال المكي، وأيضا من بينهم أخونا عمر الفاروق الكويتي، وهما معتقلان الآن في أمريكا فرّج الله عنهم، فجاءني الأخ حمزة الغامدي وكنت حينها مريضا بالتيفوئيد وقال لي ما رأيك يا أبا جندل، الأوضاع تأزمت والروس يتحركون باتجاهنا، فقلت له من الأفضل أن نرجع، ما دام أن الظروف صعبة والثلوج قطعت الطرق أمامنا، وإذا شاء الله عز وجل سنعاود الكرّة مرة أخري في الصيف أو في الربيع، بعدها اخبرني بخبر خيانة الطاجيكي، فقررنا علي الفور إرسال اثنين من إخواننا إلي أقرب معسكر في شمال أفغانستان تابع للحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، لإبلاغهم بوضعنا وأننا ترغب في العودة فأرسلوا إلينا مجموعة مسلحين من أتباعهم ورجعنا تحت حمايتهم حتي وصلنا إلي مدينة فيض آباد عاصمة ولاية بدخشان وهناك بدأنا ترتيب وضعنا، خاصة وأن أغلبنا كانوا مرضي، وقررنا العودة إلي جلال آباد عبر العاصمة كابول التي كانت حركة طالبان بدأت بالزحف باتجاهها وباتجاه معظم الولايات الأفغانية الشمالية وذلك في العام 1996.