عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 03-04-2006, 04:41 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

الحلقة الرابعة


21 / 3 / 2005م

حاولت الابتعاد عن التنظيم بعد تجربتي في طاجيكستان.. واسلوب ابو عبدالله الهادئ اقنعني بالمبايعة لم يكن هناك شيء اسمه القاعدة.. وبن لادن كان يعمل تحت امرة عبدالله عزام في البداية .
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن ارهاصات تعرّفه علي أسامة بن لادن وعن الآلية التي استطاع بها بن لادن استقطابه وعن الاستفادة التي جناها من انخراطه في تنظيم (القاعدة).



س/ كيف كان صيت حركة طالبان في مناطق الشمال الأفغانية، خاصة أنها كانت حركة وليدة ولا أحد يعرف عنها شيئا؟ بمعني أنها لم تكن من الأحزاب أو الحركات الأفغانية العريقة؟

ج/ في الحقيقة كان الجميع من أهل الشمال يضللونا ويحذرونا من حركة طالبان ويخبرونا أنهم شيوعيون، وكنا حينها لا نعرف بالضبط هوية طالبان، وفجأة سمعنا أخبار المعارك وأن طالبان اقتحمت جلال أباد وأخذت طورخم وأرغنداب ودرونكا وبدؤوا بالدخول نحو الولايات الشمالية، فقلنا ما هذا الجيش العرمرم الذي يدخل المناطق بهذه السرعة، ولم نكن نعلم حينها أن حركة طالبان حركة اسلامية، وحركة دينية، فأصبحنا خائفين خوفا شديدا من أن يتم تسليمنا لهؤلاء الشيوعيين مرة أخري وهم طالبان، فبدأنا نرسل أخوة علي شكل فرادي الي ولاية قندز عن طريق جماعة الشيخ عبد رب الرسول سياف، وكنت آخر من تحرك منهم، لبشرتي السمراء خشية اكتشاف هويتي العربية، حيث تحركت مع قافلة عسكرية تابعة لقوات أحمد شاه مسعود، كان قائدها يجيد اللغة العربية لأنه كان يدرس في الرياض، وأوصلني الي خط التماس بين قوات طالبان والقوات الحكومية السابقة بقيادة احمد شاه مسعود، وقال لي: هذه حدودي وهذه قوات حركة طالبان، وربنا يوفقك. فأخذته علي جنب، وسألته عن هوية طالبان وقُلت له أسألك بالله أُصدقني القول: ما رأيك في حركة طالبان؟ فأجابني: هم خير منا. فقلت له: لماذا تقول عنهم الاذاعات الأفغانية في كابول وقندوز أنهم شيوعيون؟ فأخبرني أن هذه الاذاعات تابعة للحكومة، تحاول تضليل الناس لكسب ولائهم لها. بعدها تحركت باتجاه جبهة طالبان عبر طريق كان التنقل فيها متاحاً للعامة بين خطي القتال، وعندما وصلت الي الجهة التي تسيطر عليها حركة طالبان وكنت حينها في حالة من الذعر لكثرة ما سمعت عنهم وخشية ان يُمسكوا بي، تفاجأت بهم، اذ كانوا شبابا مطبقين للسنة باطلاق اللحي وبملابسهم التي لا تخلو من العمائم وكانوا مكحلي العيون، ورأيت بعضهم خلف المدرعات يقرأ القرآن، فنظر لي أحدهم وسألني: أنت عربي؟ فأجبته: نعم أنا عربي. فصاح باتجاه القائد: عربي، عربي، عربي، واجتمع لذلك الكثير من الناس حولي، وأصروا علي أن أتناول معهم الشاي، وشرحت لهم وجهتي فوضعوني بسيارة تحت الحراسة وقالوا لي أنت آمن حتي تصل الي جلال أباد، رغم أن المسافة كانت بعيدة جدا، والطريق حسب علمي مليئة بالعصابات وقُطّاع الطرق، ولكن الوضع تغيّر، فعلا كانت الطريق آمن، لا أثر فيها لعصابات ولا لقطاع طرق والبلاد فعلا آمنة. وفي تلك الفترة التي تعرفت فيها علي حركة طالبان حصل لقاء بيني وبين الشيخ أسامة بن لادن في جلال أباد والذي كان الخطوة نحو انضمامي لتنظيم (القاعدة) فيما بعد.

س/ متي تعرفت علي أسامة بن لادن؟

ج/ تعرفت علي الشيخ أسامة والتقيته شخصيا عندما رجعت من رحلة الشمال التي كانت الي طاجيكستان، وتحديدا عندما وصلت الي جلال أباد، قادما من كابول التي كانت محطة العودة من طاجيكستان.

س/ عند ما رجعت الي جلال أباد، من رحلة الشمال، هل كان بن لادن مقيما في جلال أباد؟

ج/ نعم، كان الشيخ أسامة مقيما في جلال أباد منذ دخولنا الي أفغانستان وحتي عودتنا الي جلال أباد، ولذلك عندما سمع الشيخ أسامة أن هناك مجموعة من العرب متوجهة الي طاجيكستان حاول التواصل معنا، ولكن كنا نفر منه، لأننا كنا نعرف اذا أمسك بنا لن نستطيع أن نُفلت منه، والا كنا نعرف أن بن لادن في أفغانستان قبل وصولنا اليها.

س/ هل كنتم خائفين من بن لادن؟

ج/ لا، لم نكن خائفين منه، وتهرُّبنا ليس خوفا ولكن كنا نشعر أننا لن نتوافق مع بعض متطلبات أسامة بن لان، علي الرغم من أننا أثناء دخولنا أفغانستان لم نكن نعلم أنه أعلن الجهاد ضد الولايات المتحدة وأنه قرر أن يقاتل أمريكا، ولم نعلم بهذا الخبر الا بعد رجوعنا من رحلة الشمال، أي بعد ستة أشهر من انطلاقنا صوب طاجيكستان.

س/ عند ما رجعت من رحلة الشمال، هل كنت قد اتخذت قرارا بالعودة لليمن؟

ج/ نعم كنت مقررا العودة لليمن للاستقرار فيها أو الذهاب للجهاد في الشيشان، ولم تكن عندي أية نية للرجوع مرة أخري الي أفغانستان واحمل السلاح فيها، لأنه قد صارت عندي عقدة نفسية منها، من خيانة الأفغان، ومن صراع الأحزاب الاسلامية علي السلطة فيها بعد خروج القوات السوفييتية منها، وما الي ذلك، وكنت حينها أفكر بالانضمام الي تنظيمات الجهاد المنظم كما في الشيشان، حيث العمل فيها ضمن مجمـــوعات واضحة، والعمل منظم.

س/ كيف تمت عملية التواصل الأولي، والتعرف علي بن لادن في جلال أباد؟

ج/ عند ما وصلت الي جلال أباد التقي بنا الأخ أبو مهند الجدّاوي، حسام بن عتش، وكان دائما يكرر عليّ ويحاول اقناعي بضرورة مقابلة الشيخ أسامة، فقلت له يا أخي أنا رجل جبهات ولا أرغب بما يدعوني اليه بن لادن. فكان يقول لي ويلحّ عليّ: ضروري تزور الشيخ أسامة، وتتعرف عليه، فقلت له: يا عزيزي، خليني أكون صريحاً معك، أنا لست من النوع الذي يحب يقابل أبو عبد الله (بن لادن)، أنا حق جبهات، وأنا الآن خارج من أفغانستان وراجع الي اليمن، وهناك سأقرر اما أن أتزوج واما أن أتوجه الي الشيشان ، حيث كنا حينها نري أن موضوع الاستقرار والبقاء في أفغانستان بدون قتال نوع من العذاب وعقوبة ربانية، وأن الله غاضب علينا، لأننا كنا قد نذرنا أنفسنا للجهاد وانتهي الموضوع، وأن مهمتنا في الحياة أن نحمي الأمة حيثما استطعنا أن نذهب. حتي أننا كنا اذا سمعنا أن أي شاب من اخواننا تزوّج نذهب نُعزّيه وليس نهنئه كما جرت العادة، ونقول له عظّم الله أجرك في الجهاد، وانتهي الموضوع. فقلت لهم اذا وصلت الي اليمن أنا بين أمرين، اما أن أتزوج فتُعزّوني واما أن أذهب الي الشيشان فالحقوا بي. فحاول الأخ مهند وحاول الشباب الآخرون أن يقنعوني بأهمية زيارة الشيخ أسامة ولم يستطيعوا ذلك، حتي أنهم في النهاية أرسلوا لي الأخ أبو محمد المصري، وهو طالب علم ولطلاب العلم أسلوبهم الخاص بالاقناع بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، وقال لي: يا أخي من حق أخيك المسلم أن اذا دعاك فأجبه، وتلبية دعوة الأخ أبو عبد الله حق عليك، فقلت له: والله أنتم يا مطاوعة ما في منكم فرار، فضحك الأخ أبو محمد المصري، ووافقته علي الذهاب معه الي الشيخ أسامة.

س/ هل أرسله بن لادن اليك لاحضارك اليه؟

ج/ نعم، رجع أبو مهند الي الشيخ أسامة وقال له: أبو جندل رافض يأتي اليك، فالشيخ أسامة بحكم الدعاية التي شنّها مهنّد عني لديه، وأني من الشباب الذين عقلياتهم نظيفة، و... و... الخ ولم أكن أعرف بذلك، وبما شنه مهنّد عني، وكان مهنّد يحاول بشتي الوسائل ايصالي الي الشيخ أسامة، فقلت خيرا انشاء الله ووافقت في الأخير. ذهبنا الي الشيخ أسامة وقابلته وبقينا مع بعض ثلاثة أيام، تعرفنا خلالها عليه، وأكلنا مع بعض، وكان خلال هذه الثلاثة أيام يشن نوعا من الحملة الاعلامية باتجاهنا، ويقنعنا بمبرر دعوته للجهاد ضد أمريكا، وذهب يحكي لنا الحال السيئة التي وصل اليها وضع الجزيرة العربية ويقنعنا بما حصل فيها من مساوئ جرّاء التدخل الأمريكي في المنطقة، وأنه شخصيا عرض علي المشايخ وعلي النظام في السعودية العديد من الحلول لذلك، ولكن دون جدوي، وكنا كل ما نملكه حينها من معلومات عن قضية التدخل الأمريكي في الخليج، قد عرفناها أثناء تواجدنا في السعودية ولكن حيثياتها وبواطن الأمور والروابط المتعلقة بذلك كانت غائبة عنا حتي قابلنا الشيخ أسامة في ذلك المكان وكشف لنا الكثير من الأمور التي لم يُكشف عنها الستار من قبل.

س/ لماذا، هل لأنه كان لديه أسلوب مقنع في الحديث، أم لأنه وجد أقنية فارغة فملأها بما يريد؟

ج/ لأنه كان من المحتكين مباشرة بقضية التدخل الأمريكي في الخليج والغزو العراقي للكويت، فكان يحكي لنا من واقع تجربته الشخصية، وهذا الطرح القوي فتّح لدينا آفاقا بعيدة وعميقة عن هذه القضية، وعن وضع العلماء في السعودية ووضع التحالف القائم بين النظام السعودي والحركة الاسلامية السلفية، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذه كلها أصبحنا نُلم بها من كلام الشيخ أسامة وطريقة كلامه، طبعا بحكم تربيتنا الدينية السلفية لم أتقبل كلام الشيخ أسامة بالكامل مئة بالمئة، ولكنها فتّحت أمامي مجالا للبحث، وأصبحت أبحث عن بعض الأمور من خلال الاتصال ببعض الأشخاص الذين أعرفهم والبحث في الكتب والمطبوعات الصادرة هنا أو هناك، وبالذات تقارير ومنشورات حركة الاصلاح السعودي، وبدأنا التواصل بشأن قضية الشيخ سليمان العودة، وبدأنا نعيد سماع الأشرطة القديمة التي كنا نسمعها في السعودية، مثل (من وراء القضبان)، (الثبات حتي الموت) و(حتمية المواجهة) وأصبحنا بعد ذلك نفهم الرسائل التي كانت توجهها هذه الشرائط التي كانت توجه الينا بصيغة لم نكن نستوعبها من قبل، ولكن بعد الجلوس مع أحد أقطاب حركة الاصلاح السعودي ومع الشيخ أسامة تلقيناها بطريقة مختلفة، واستوعبنا القضية بطريقة أخري، وصار الادراك لدينا بشكل أقوي. وبحكم تجربتنا العسكرية وتجربتنا في حمل السلاح قلنا: ما هي أمريكا؟ اذا كنا نجحنا في العديد من المواجهات المسلحة والجبهات العسكرية ضد الصرب والروس وغيرهم، فأمريكا لن تكون شيئاً جديدا، وكنا كثيرا ما نجلس مع الأخوة الذين قاتلوا ضد الأمريكان في الصومال، وكنا نسمع عن الأخوة الذين ضربوا الأمريكان في فندق عدن مطلع التسعينات، وعن الأخوة الذين فجروا مساكن الأمريكان في الرياض والخبر، فوصلنا الي قناعة بأن أمريكا لا تفرق شيئا عن غيرها من القوي التي قاتلنا ضدها، حيث أصبحت (ملطشة) لكل من هبّ ودب، وكل من عاداها أعطاها علي قفاها، فقررتُ الالتحاق بالشيخ أسامة بن لادن، وكانت هذه بداية العمل مع تنظيم (القاعدة).

س/ كيف كانت تفاصيل اللقاء الأول بينك وبين بن لادن، وعلي ماذا كان يركز في كلامه وتصرفاته لجذبكم اليه؟

ج/ الحقيقة ان تفاصيل قصة لقائي الأول بالشيخ أسامة جميلة جدا، رغم أنه قد مر عليها أكثر من ست سنوات، وتفاصيل ذلك أني عند ما رجعت الي جلال أباد وصلت الي مقر هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية فيها، لأني لم أكن أعرف أين استقر رفاقي العرب من مجاهدي مجموعة الشمال، فأخبرت الأخوة العرب من مسؤولي الهيئة بذلك فرفعوا جهاز المخابرة وبدؤوا ينادون علي نجم الجهاد، ونجم الجهاد كان موقع مقر الشيخ أسامة ومن معه من العائلات والمجاهدين في جلال أباد، فصاروا ينادون علي نجم الجهاد: طيبة طيبة، وهو الاسم الرمزي لأحد الأخوة هناك، فردوا عليهم من موقع نجم الجهاد وسألوهم: ما تريدون؟ فأجابوا: عندنا واحد من العرب يريد الأخ مهنّد. فقالوا: من هو؟ فردوا عليهم: أخبروه أنه ابن عمه. فعرف الأخ مهنّد مباشرة أنه أنا، فقال لهم: أوصلوني اليه، وفعلا وصل الينا الأخ مهنّد بعد صلاة العصر ومعه نحو خمسة مسلحين من الأخوة المجاهدين من تنظيم (القاعدة) واستقلوا سيارة خاصة وأخذوني الي مَضَافة (دار ضيافة) سرية في مدينة جلال أباد، كان الشباب العرب يرجعون اليها من مناطق الشمال، فجلسنا في هذه المَضَافة، وأول ما دخلتها رآني الشباب رفقائي في رحلة الشمال وفرحوا وهلّلوا وكبّروا، وكان منهم الأخ عزام، عليه رحمة الله، الذي فجّر السفارة الأمريكية في نيروبي. جلست مع بعض الشباب وكانوا يحكون لي ويكررون: الله ما أحسن الجلوس مع الشيخ أسامة، فقلت لهم ما لدي الشيخ أسامة؟ فكانوا يجيبون: أنت لا تعرف ما لدي الشيخ أسامة، ستنبسط واياه و...و... الخ فكنت أقول لهم: ما الذي عنده؟ فقالوا: بصراحة عند الشيخ أسامة طرح جديد في قضية هامة.